بعثه منظمة العمل الدولية تجتمع بالقيادة العمالية للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين

نابلس -معا- اجتمعت بعثة منظمة العمل الدولية برئاسة الدكتورة ندى الناشف المدير الإقليمي للمنظمة العربية وبحضور المسؤولة عن مكتب المنظمة في القدس رشا الشرفا وعدد من المسؤولين في دوائر مختلفة في المكتب الإقليمي مع القيادة العمالية لنقابات عمال فلسطين وعلى رأسها الأمين العام شاهر سعد وأعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد العام .

جاء ذلك ضمن برنامجها الشامل في تقصي الحقائق حول أوضاع العمل والتشغيل في الأراضي الفلسطينية .

وأعرب شاهر سعد في مستهل ترحيبه بالبعثة الدولية عن سعادته لقدوم البعثة الأمر الذي يعكس مدى اهتمام منظمة العمل الدولية بالأحداث الجارية في الأراضي الفلسطينية والظروف الصعبة المأساوية التي يمر بها الشعب الفلسطيني عامة والعمال الفلسطينيون خاصة على ضوء معدلات الفقر والبطالة العالية المنتشرة في المجتمع الفلسطيني والتي نتجت عن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأرضي الفلسطينية وإجراءات الاحتلال اليومية من بناء الجدار الفصل ونهب الأرضي الفلسطينية لصالح بناء المستوطنات وتقيد حركة العمال والمواطنين وتدمير البنية التحتية للاقتصاد الفلسطيني الذي يعاني من الانكماش والتدهور في ظل انعدام الاستقرار والأمن وعدم وجود بيئة ملائمة للاستثمار وهي إجراءات أدت إلى انكماش سوق العمل الفلسطيني وإلى عدم القدرة على خلق فرص عمل جديدة بل وعلى العكس فقدان آلاف فرص العمل التي كانت موجودة أصلا لدى القطاع الخاص .

كما استعرض سعد الظروف المأساوية التي يعيشها العمال الفلسطينيون وانعكاس ذلك على الحركة النقابية الفلسطينية التي تعمل اليوم تحت إرهاصات الإجراءات التعسفية سواء من قبل الاحتلال ومن قبل القوى الظلاميه التي لا تؤمن بالديمقراطية ولا بالتعددية ولا بحرية الرأي وحرية ممارسة العمل النقابي والتي انعكست من خلال قيام مليشيات هذه القوى باحتلال مقار الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في محافظات غزة ونهب محتوياتها وتحويلها إلى مقرات لهذه المليشيات الخارجة عن القانون وتهديد النقابيين بالمسّ بحياتهم .

وقد أكد سعد على ضرورة تضافر الجهود الدولية مع منظمة العمل الدولية لإصلاح الخلل في الواقع الاقتصادي من أجل مواجهة آثار الفقر والبطالة، وبين أن إعادة الحياة والعمل بالصندوق الفلسطيني الخاص بالتشغيل والحماية الاجتماعية من شأنه خلق آلاف فرص العمل الجديدة والعمل على إعادة بناء البنية التحتية للمجتمع الفلسطيني التي تضررت بصورة كبيرة نتيجة الحملات العسكرية للاحتلال وكذلك تأمين الموارد البيئة لتشجيع المشاريع الصغيرة للكثير من العمال الذين يعملون في قطاع العمل غير المنظم .

كما طالب سعد منظمة العمل الدولية بالإسهام والعمل مع النقابات من أجل تطبيق قانون التأمينات من قبل المجلس التشريعي الفلسطيني الذي أقر عام 2003 ولم يتم تطبيقه حتى الآن ، لأن تطبيقه في هذه المرحلة سيؤدي إلى التخفيف من حدة الفقر في المجتمع الفلسطيني وخاصة أن القانون المذكور سوف يوفر معاشات معقولة لقطاع واسع من العمال الذين أصبحوا غير قادرين على العمل نتيجة العجز أو الشيخوخة ، وأن الاستفادة من هذا التأمين لن تأتي قبل عشرة سنوات من تاريخ الاشتراك .

في حين عبرت ندى الناشف عن سعادتها بلقاء القيادات النقابية للاتحاد العام وأكدت بان الهدف الأساسي من زيارة الوفد هو الاطلاع على أوضاع العمال الفلسطينيين وأطراف الإنتاج الأخرى وتقديم الكثير من الأنشطة التي من شانها دعم واقع العمال . وكذلك اعاده إحياء وتنشيط الصندوق الفلسطيني الخاص بالتشغيل والحماية الاجتماعية الذي اقترحته منظمة العمل الدولية قبل عدة سنوات .

وضمن المداخلات التي تم طرحها كان كلمة عطوفة محافظ نابلس الدكتور جمال محيسن حيث عبر عن سعادته بلقاء الوفد . ونوه بان المهمة الأساسية للسلطة اليوم هو توفير الأمن الداخلي للمواطنين وإنهاء حالة الفوضى المنتشرة في المحافظة وضرورة تضافر كل الجهود من اجل إنجاح هذه المهمة.