رحل العندليب محمد النادي

كتب : ماجد ابوعرب

رحل محمد النادي الذي يستحق أن يطلق عليه لقب العندليب ،فهو رجل عصامي ولد من رحم المعاناة وصنع مسيرته بيديه ،كان رياضيا خلوقا وإداريا ناجحا ،رصف أخاديد الرياضة ،وعبد ألوانها المتعددة عبر رابطة الأندية الرياضية في الضفة الغربية .

قاد مركز شباب عسكر نحو منصات الإبداع والتطور ،لم يكن " أبا بهجت " سوى راهبا في معبد الرياضة وخادما في محراب تقدمها ،لم يكن محمد النادي محاميا ،بل كان مدرسة في القانون تتلمذ على يديه كبار المحامين وصقلوا تجربتهم من خلال نصائحه وإرشاداته كان موسوعة قانونية تسير على قدمين ،رحل أبا بهجت بعد حياة حافلة بالعطاء ، رصف بفكره حياة نجليه (بهجت ومدحت )اللذان رضعا مهنة المحاماة من نهر الفكر الذي كان يسبح فيه هذا الرجل العظيم .

كان رجل إصلاح وقاض في ميادين الرجولة، ورجل دين في محراب المساجد ،كان معاهدا صادقا، كريما مثل كرم حاتم ،نبيلا معطاءا ،أفرح قلوب أطفال المخيمات عبر سلسلة رياض الأطفال التي بنى جدران صفوفها في كافة مخيمات الشمال عبر جمعية الرعاية الاجتماعية التي كان له شرف بقاءها وتواصلها منذ سنوات .

رحل أبا بهجت ،وبقيت جذوره ضاربة في أعماق الوطن ،زرع أبجديات الرياضة الأولى حتى يحصد أجيالنا ثمار ما زرع ،لن نقول لك وداعا ،فأنت في قلوبنا وذاكرتنا .ايها العندليب الأسمر الذي غنى للوطن ألحانا بالوفاء والعطاء.