مناقشة تقديم تمويل لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان أثناء الحرب على غزة
نشر بتاريخ: 05/09/2014 ( آخر تحديث: 06/09/2014 الساعة: 00:33 )
القدس- معا - عقدت سكرتاريا حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني لقاء بين شركائها من مؤسسات المجتمع المدني العاملة في الضفة وغزة، حضره أيضا مانحو السكرتاريا.
خُصص اللقاء لمناقشة الحاجة المُلحة لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني أثناء الحرب على غزة في تموز وآب من من العام الحالي، وأثر ذلك على خطط مؤسسات المجتمع المدني، والآليات الضرورية لتنسيق الجهود اللازمة للتعامل مع الاحتياجات الطارئة.
وقد قال ممثلو مؤسسات العمل الأهلي المشاركون في اللقاء من غزة إن باحثيهم الميدانيين بدأوا التوثيق وإدخال المعلومات مباشرة منذ اليوم الأول للحرب.
يقول حمدي شقورة من المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان: "حرصت منظمات حقوق الإنسان على الإسراع في تقييم الوضع لتصبح مصدرا للمعلومات". وأجمع ممثلو مؤسسات العمل الأهلي على أن العمل الشاق في التوثيق في ذلك الظرف الصعب لم يكن ليتحقق لولا الاجتماعات والاتصالات التي كانت تعقد وتجري ليلا نهارا.
وأشار المشاركون في لقاء أمس إلى الصعوبات التي واجهها الباحثون أثناء عملية التوثيق، وأهمها أن هناك مناطق لم يتمكنوا من الوصول إليها بسبب القصف المتواصل، مثل بيت حانون.
إضافة إلى ذلك، لم تتمكن المنظمات الحقوقية من حصر عدد الجرحى بدقة لأنها لم تتمكن من الحصول على سجلات المشافي إلا في منتصف الحرب، أي بعد مرور أكثر من أسبوعين على بدء الحرب. بعض هؤلاء الجرحى كان نُقل إلى مستشفيات خارج غزة، وقد توفي عدد منهم هناك.
ومن التحديات الأخرى التي واجهت الباحثين الميدانيين هي طول الوقت المطلوب للتأكد من كل حالة وفاة، إذ كان لزاما عليهم التأكد من أن حالات القتل حدثت بفعل الهجوم الإسرائيلي.
من الجدير ملاحظته أن منظمات حقوق الإنسان في غزة نجحت في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ليس فقط لنشر الحقائق الموثقة، بل لجمع الحقائق نفسها.
تقول هالة أبو جابر من طاقم شؤون المرأة إنهم استقبلوا عشرات القصص على حسابيْها على الفيس بوك واليوتيوب من نساء عشن تجارب مريعة لانتهاك حقوق الإنسان أثناء الحرب. "تم توثيق ثلاثمائة قصة من الشجاعية عن أناس أصبحوا بلا مأوى" أضافت أبو جابر التي أشارت أيضا إلى أن طاقم شؤون المرأة بصدد الانتهاء من مونتاج فيلم وثائقي عن شهادات هؤلاء النساء.
وقد حث ممثلو مؤسسات المجتمع المدني سكرتاريا حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني على اتخاذ أسهل الطرق لتقديم المنح والتمويل السريع للمؤسسات من خلال آليات تسهل عملهم.
من ناحيته قال فريدريك ويسترهولم، ممثل مانحي السكرتاريا، الذي أدار اللقاء بين الضفة وغزة عبر السكايب، إن الوضع في غزة "هو الأسوأ بين كل
المناطق التي وصلوها".
وأبدى شركاء السكرتاريا من مؤسسات المجتمع المدني رغبة قوية بتبادل المعلومات مع نظرائهم في غزة. وقد ناقشوا في نهاية الاجتماع مفاتيح إمكانيات التعاون لتوسيع نطاق التوثيق بحيث يشمل الضفة وغزة.
جدير بالذكر أن السكرتاريا قامت خلال الحرب، باتباع اجراءات موجزة، باقرار منح عاجلة لتسع من شركائها من مؤسسات حقوق الإنسان، خصصت لتمكين هذه المؤسسات من الوفاء بمتطلبات توثيق انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني خلال الحرب. وقد بلغ حجم هذه المنح العاجلة ما يقارب 240 ألف دولار أمريكي.