شبان غزيون يهربون من واقع الحصار بالهجرة الى اوروبا
نشر بتاريخ: 08/09/2014 ( آخر تحديث: 10/09/2014 الساعة: 12:57 )
غزة - تقرير معا - يسعى عدد من الشباب الفلسطيني في قطاع غزة الى الهجرة لدول أوروبية هربا من الوقاع الصعب ولتأمين حياة كريمة لهم ولعائلاتهم.
ويرى عدد من الشباب الفلسطيني في أحاديث لمراسل "معا" أن الهجرة جاءت نتيجة للأوضاع الاقتصادية والسياسية وخاصة ما شاهدوه في الحرب الأخيرة على غزة والتي طالت الأخضر واليابس واستمرت 51 يوما سقط خلالها 2153 شهيدا وأكثر من 11 ألف جريح.
ويتوقع خبراء اقتصاديون زيادة في أعداد الفقراء والمحرومين من الحياة الكريمة بفعل الحرب الأخيرة على غزة.
"أبو محمد" اسم مستعار لشاب فلسطيني يستعد للهجرة من القطاع عبر معبر رفح البري إلى دول أوروبية يقول:"أسباب الهجرة كثيرة الوضع السياسي والاقتصادي والوضع المعيشي الذي يزداد سوءا حتى لو كان الدخل ثابتا"، مضيفا أنه يريد تأمين عيشة كريمة لعائلة المكونة من 5 أفراد"، مشيرا إلى الحرب الأخيرة التي دمرت كل شي بالقطاع وهدمت المنازل على رؤوس السكان".
ويضيف في حديث لمراسل "معا" في الحرب كل شخص كان يتوقع سقوط صواريخ على منزله لان القصف كان يطال كل البيوت"، متابعا "سأتوجه خلال الأيام القليلة القادمة الى دول أوروبية إما بلجيكا أو السويد التي تعرف قيمة الإنسان والشهادات ".
وأردف أبو محمد:" ما في حد بيهاجر بطريقة شرعية الكل تهريب عبر الدول، مشيرا إلى انه الحرب جعلت حياة الفلسطينيين كلها في خطر".
وحول تكلفة الهجرة، أوضح الشاب الفلسطيني أنها تقدر تكلفتها من 7 إلى 8 الاف دولار أمريكي، مشيرا إلى انه نحو 15 شخصا من أصدقائه هاجروا خلال فترة الحرب كل من ايطاليا والسويد وبلجيكا".
هذا ولا توجد حتى اللحظة إحصائية رسمية حول أعداد الشاب المهاجرين.
واعتبر الدكتور ماهر الطباع الخبير الاقتصادي أن الحرب الأخيرة على غزة عمقت الأزمة الاقتصادية والمالية والصحية والاجتماعية للقطاع وتساهم في زيادة معدلات البطالة المرتفعة في قطاع غزة و التي بلغت قبل بدء الحرب الثالثة على قطاع غزة حسب بيانات الربع الثاني من عام 2014 الصادرة من مركز الإحصاء الفلسطيني 45 في المائة و تجاوز عدد العاطلين عن العمل أكثر من 200 ألف شخص وفقدان أكثر من 700 ألف مواطن في قطاع غزة دخلهم اليومي وهو ما يمثل أكثر من ثلث سكان قطاع غزة .
وقال الطباع في حديث لمراسل "معا" هذا بالإضافة لارتفاع معدلات الفقر والتي بلغت 50 في المائة و انتشار الفقر المدقع وظاهرة عمالة الأطفال بشكل كبير وأزمة الرواتب الأخيرة الخاصة بموظفي غزة حيث لم يتقاضى أكثر من 40 ألف موظف رواتبهم على مدار عدة شهور متواصلة.
ويتوقع الخبير الاقتصادي ازدياد أعداد الفقراء والمحرومين من حقهم في الحياة الكريمة وأن تتجاوز معدلات البطالة في قطاع غزة 55 في المائة وسوف ينضم ما يزيد عن 30 ألف شخص إلى مستنقعات البطالة وسوف ترتفع معدلات الفقر و الفقر المدقع لتجاوز 60 في المائة نتيجة لانهيار المنظومة الاقتصادية في قطاع غزة بفعل الحرب.
وطالب الطباع المؤسسات الدولية التي تهتم بالتنمية الاقتصادية بتوفير برامج إغاثة عاجلة للقطاع الخاص الفلسطيني في قطاع غزة بمختلف شرائحه وذلك لمساعدته للخروج من حالة الحصار والحروب.
وجدد دعوته لضرورة المطالبة الفورية بتنفيذ قرارات مؤتمر شرم الشيخ الذي عقد في الثاني من آذار (مارس) 2009 بعد الحرب الأولى على قطاع غزة.
من ناحيتها قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إنها تابعت بقلقٍ بالغٍ تنامي ظاهرة هجرة وهروب الشباب من قطاع غزة بأعداد كبيرة وملفتة من خلال عمل منظم يستهدف تهجير الشباب، وتقويض صمود المجتمع الفلسطيني.
وأضافت في تصريح وصل "معا" إن هذه الظاهرة وبغض النظر عن أسبابها ودوافعها، تستوجب العمل السريع والعاجل من الجميع سلطة وأحزاب ومؤسسات للعمل من أجل وقف هذه الظاهرة التي يقف خلفها أشخاص معروفين تمكّنوا من تهريب أعداد كبيرة من الشباب دون تعرضهم للملاحقة أو المسائلة تربطهم علاقة بشبكات دولية.
وتابعت إن الوقوف الفوري والحاسم أمام هذه الظاهرة يستدعي عقد اجتماع عاجل للقوى والفصائل الفلسطينية للوقوف أمام مسئولياتهم الوطنية، ووضع الحلول العملية والسريعة للتصدي لهذه الظاهرة، وإيقافها حتى لا تشكّل استنزافاً للمجتمع وشبابه الذين يعيشون أوضاعاً صعبة عمادها الفقر والحاجة والبطالة، نتيجة سياسات حكومية همشت قطاع الشباب وأدارت الظهر لاحتياجاته الحياتية الملحة، وأغلقت آفاق المستقبل أمامهم على مدار سنوات طويلة في ظل الاستمرار بالمناكفات السياسية والاحتكام للمصالح الفئوية بعيداً عن المصلحة الوطنية والاجتماعية لهذا القطاع الواسع من جماهير الشعب الفلسطيني.
وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين انها تتابع بقلقٍ بالغٍ تنامي ظاهرة هجرة وهروب الشباب من قطاع غزة بأعداد كبيرة وملفتة من خلال عمل منظم يستهدف تهجير الشباب، وتقويض صمود المجتمع الفلسطيني.
وقالت في بيان صحافي إن هذه الظاهرة وبغض النظر عن أسبابها ودوافعها، تستوجب العمل السريع والعاجل من الجميع سلطة وأحزاب ومؤسسات للعمل من أجل وقف هذه الظاهرة التي يقف خلفها أشخاص معروفين تمكّنوا من تهريب أعداد كبيرة من الشباب دون تعرضهم للملاحقة أو المسائلة تربطهم علاقة بشبكات دولية.