الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

طقوس الأفراح في غزة بعد الحرب

نشر بتاريخ: 09/09/2014 ( آخر تحديث: 10/09/2014 الساعة: 12:23 )
غزة- تقرير معا - لم تترك الحرب على قطاع غزة مكانا للفرح.. فالشهداء في كل مكان، ورائحة الدم مازالت تفوح من ازقة الشجاعية وخزاعة وبيت حانون لذلك اضطر الغزيون الى تغيير بعض من طقوس الافراح،،، فلا مكان لفرقة الزفة "الفدوعوس" او لصالة الافراح، او حتى للسيارات المزينة.

"أمل" ابنة العشرين عاما التي قررت أن تتزوج بعد انتهاء الحرب بثلاثة ايام لم تحظ بطقوس زفاف، كما فعلت اخوتها وبنات عمومتها من قبلها.. فلبست الثوب الابيض وتزينت وانتقلت من بيت ابيها الى بيت زوجها تلف نفسها بعباءة سوداء، وتؤكد في هذا الصدد:"من حقنا ان نحترم مشاعر الجرحى واهالي الشهداء وحالة الحزن التي تخيم على القطاع على الرغم من أن الزفاف فرحة تنتظرها كل فتاة".

كما لم تحظ "امل" ايضا بسيارة مزينة تجوب بها الشوارع وتزفها فرقة الطبل، وانما اكتفت بربع ساعة في منزل اهلها تودعهم استعداد للانتقال الى منزل زوجها.

وانتهت الحرب التي استمرت على قطاع غزة لواحد وخمسين يوما في السابع والعشرين من شهر اب الماضي مخلفة ما يزيد عن الفي شهيد وعشرات الالف من الجرحى الذين مايزال جزءا كبيرا منهم يتلقون العلاج داخل وخارج فلسطين.

ولانه لم يكن يعرف متى تنتهي الحرب على غزة اقدم الشاب محمد ابو حجاج على الزواج خلال فترة التهدئة التي استمرت لمدة خمسة ايام وقامت اسرائيل باختراقها عندما قصفت منزل عائلة الدلو، فمحمد تزوج في الثامن عشر من اب الماضي، بينما خرقت اسرائيل التهدئة في العشرين من ذات الشهر. |295676|

ويقول ابو حجاج:"بعض الشباب اضطر لتأجيل عرسه نظرا لظروف الحرب والبعض الاخر فعل كما فعلت الغى طقوس العرس واخذ عروسه، "مضيفا:"لم اكن اعلم متى ستنتهي الحرب وهي فعليا لم تنته لذلك توافقت مع زوجتي على ان نقيم مراسم زفاف بسيطة وبالفعل هذا ما تم".

لبس محمد وزوجته لباس الزواج وذهبا لاخذ صور تذكارية لدى المصور ومن ثم انتقلا الى عش الزوجية، مؤكدا ان زوجته تقبلت هذه الطقوس البسيطة لانها تشعر بوضع الناس في غزة الذين يخيم عليهم الحزن والالم... محمد وزجته يسكنان في مشروع بيت لاهيا حيث كان له نصيب من الحرب.

اما الشاب همام فما يزال غير قادر على تحديد موعد محدد للزفاف فواقع غزة السياسي والاقتصادي يحول دون تمكنه من تحديد موعد،،، ويأمل همام ان تستقر الامور في غزة حتى يشعر بفرحة العمر كما يقول.

وأضاف:"احببت دائما ان يكون يوم زفافي مميزا وان تكون الفرحة كاملة، زفة شباب وملاك و"فدعوس " وكلها امور تسيئ الى عذابات الجرحى ودماء الشهداء التي لم تجف بعد، لذلك اجد نفسي مضطرا لتأجيل عرسي الى حين تحسن الاوضاع"مشيرا الى انه لم يكمل تشطيب منزله بسبب غلاء مواد البناء التي يعجز عن شرائها بأثمانها الباهظة.

ويتابع:"كنت متفائلا بأن يتحسن وضع غزة وتسمح اسرائيل بدخول مقومات الحياة التي يحتاجها أي شاب مقبل على الزواج ويقوم ببناء منزله ألا أن عدم تلبية شروط المقاومة واختراق اسرائيل للتهدئة هذا اعطاني نوع من الاحباط".