الشهيد القطري أجل زفافه لاستشهاد ابن عمه ليلحق به بعد 40 يوماً
نشر بتاريخ: 10/09/2014 ( آخر تحديث: 10/09/2014 الساعة: 20:58 )
رام الله - معا - لم يكن الشاب عيسى خالد القطري يعلم أن إرجاء موعد زفافه في أعقاب استشهاد ابن عمه محمد القطري، الذي استشهد في الثامن من شهر آب الماضي، سيكون التأخير الأخير لهذا الحفل، وأن رصاصات الاحتلال التي قتلت محمد هي ذاتها التي ستحرمه من الزواج.
عيسى القطري (22 عاماً) أجل موعد زفافه لنهاية الأسبوع المقبل، حتى تنقضي مدة الحداد على استشهاد ابن عمه محمد القطري، الذي اغتيل في أعقاب اعتقاله بالقرب من مستوطنه "بسيغوت" المقامة على أراضي مدينة البيرة.
حين أجل عيسى القطري حفل زفافه لم يكن يعلم أنه سيلحق بابن عمه محمد، فالصديقان في الحياة وفي تفاصيلها، لم يفرقهما حتى الموت، فبعد 41 يوماً على استشهاد محمد أبى عيسى إلا أن يلحق به.
أعد عيسى كل شهيد لحفل زفافه، وأراده أن يكون ليلة العمر، واستعد لأب يدخل قفص الزوجية، وجهز حتى بطاقات الدعوى للمدعويين لحور حفل زفافه، ورتب عش الزوجية.
ولكن عيسى استيقظ صباحاً على صوت المواجهات التي اندلعت في مخيم الأمعري بين قوات الاحتلال وشبان المخيم، الذين حاولوا منع جنود الاحتلال منتنفيذ عملية اعتقال للشاب علاء جلايطة "الريحاوي"، الذي تمكنت قوات الاحتلال من اعتقاله.
لبس عيسى ثيابه وتوجه فوراً إلى حيث مكان المواجهات، حي قام الشبان بإلقاء الحجارة نحو قوات الاحتلال التي انتشرت بكثافة في أزقة المخيم، واعتلت أسطح بعض البيوت، وأطلقت قنابل الغاز والرصاص الحي والمطاطي نحو الشبان.
وأطلق أحد جنود الاحتلال من مسافة قريبة جداً رصاصة واحدة وقصد منها إصابة الشاب عبسى في الصدر، ليسقط الشاب على الأرض مدرجاً بدمائه، قبل أن يحمله رفاقه على الأكتاف، وينقلونه في سيارة مدنية إلى مجمع فلسطين الطبي.
وهناك أدخل عيسى إلى غرفة العمليات مباشرة، لكن الرصاصة التي أصابت صدره تسببت له أحدثت له أضراراً بالغة، ففارقت روحه إلى بارئها خلال العملية الجراحية صباحاً.
لم يكتب للشاب عيسى القطري أن يزف إلى عروسه، ولن تتحقق أحلامه بأن يصبح له زوجة وبيت وأبناء، ولكنه ظفر بما هو أهم، فهو بات شهيداً يضاف إلى قافلة طويلة من الشهداء الفلسطينيين، الذين قدموا حياتهم فداء لوطن لا يزال يرزح تحت نير الاحتلال.
|295827||295826|