الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

300 ألف طفل ينتظمون في مدارس الاونروا في غزة وسوريا

نشر بتاريخ: 14/09/2014 ( آخر تحديث: 15/09/2014 الساعة: 16:30 )
غزة - معا - عاد حوالي 300,000 طفل إلى مدارس الأونروا مع بداية السنة الدراسية في غزة وسوريا اليوم.

وصرح المفوض العام للأونروا بيير كراينبول قائلاً: "في غزة، تسبب الصراع بأضرار بالغة لبيئة التعلم التقليدية وأدى إلى تأخير بدء السنة الأكاديمية لمدة ثلاثة أسابيع تقريباً. ولكننا في أعقاب 50 يوماً مؤلماً من الصراع القاسي والقتل والدمار والتهجير الجماعي، وما رافق ذلك من تأثيرات على العديد من مدارسنا، فإننا عازمون على إعطاء الأطفال الحس بتجدد الأمل وتزويدهم بآفاق أفضل عن طريق فتح المدارس قريباً من جديد".

في غزة، رجع حوالي 240,000 طفل إلى 252 مدرسة للأونروا. لقد جرى استخدام أكثر من 90 مبنى مدرسياً كمراكز إيواء للأشخاص المهجرين عن مساكنهم خلال العنف الأخير الذي شهدته غزة. ووظفت الأونروا أكثر من 200 مرشد ومرشدة لدعم الأطفال والأهالي والمعلمين خلال فترة انتقالهم إلى المدرسة من جديد.

وأضاف كراينبول: "عمل موظفو الأونروا في غزة على مدار الساعة للتحضير لعودة الطلبة إلى المدارس. وشكّل هذا الأمر تحدياً خاصاً بالنظر إلى أن 29 مبنى ًمدرسياً للأونروا – أي حوالي خمس المباني المدرسية – كانت حتى قبل عدة أيام تستخدم كمراكز للإيواء. إن الأولوية الرئيسية الآن هي في الحرص على أن يتمكن طلبتنا من العودة إلى منهاجهم الدراسي المعتاد، بعد فترة من الدعم النفسي-الاجتماعي، بما في ذلك استخدام تقنيات المسرح من أجل التنمية. ولا يمكن أن توجد الآن أولوية أكثر أهمية من تقديم التعليم وتوفير حس من السلامة والمسار الطبيعي للأمور لدى أطفال غزة وسوريا. إنها مسألة كرامة".

وتابع : لن تكون العودة إلى المدرسة في غزة هذه السنة على غرار العادة. إذ تعمل الأونروا على تطبيق نهج مبتكر من ثلاث مراحل ويجري تدريب 7,800 معلم ومعلمة في الأونروا على استخدام أساليب تدريس جديدة. فسيتم التركيز في البداية على الدعم النفسي-الاجتماعي والأنشطة الترفيهية، وبعد ذلك يتم الدخول في مرحلة انتقالية تركز على التعلم النشط والبديل والمهارات والمفاهيم الرئيسية. وفي المرحلة الثالثة فقط، ستعود مدارس الأونروا إلى المنهاج الاعتيادي. كما ستواصل الوكالة الاستفادة من التكنولوجيا الجديدة لتقديم دروس من خلال قناة تلفزيون الأونروا الفضائية.

واكد إن جزءاً كبيراً من استجابة التعليم الطارئ التي تطبقها الأونروا في غزة قد تم إعداده خلال الصراع في سوريا الممتد منذ ثلاث سنوات ونصف، حيث عاد حوالي 50,000 طالب وطالبة إلى مدارسهم اليوم. فبعد الأضرار والدمار الذي لحق بالعشرات من مدارس الأونروا، تبنت الوكالة مجموعة من التدابير المبتكرة لضمان حماية الحق في التعليم. يتضمن ذلك إقامة مدارس في مرافق بديلة تقع في مناطق أكثر أماناً (تخدم أكثر من 22,000 طالب وطالبة)، وإعداد مواد للتعلم عن بعد لاستخدام الطلبة غير القادرين على الوصول إلى المدارس، وتوفير مرشدين نفسيين-اجتماعيين في المباني المدرسية.

وقد صرحت مديرة التعليم في الأونروا كارولين بونتفراكت قائلة: "التعليم مهم للغاية لكل الأطفال في الأوضاع الطارئة، وللأسف لا يزال اللاجئون الفلسطينيون يواجهون النزاع والطوارئ. إننا نعمل على التصدي للاحتياجات التعليمية الطارئة لدى اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وغزة بطريقة شمولية ومبتكرة، وذلك بالبناء على خبرتنا الطويلة ومن خلال الدعم الذي تقدمه شبكاتنا وشركاؤنا الثابتون. وسيكفل ذلك توفير الدعم النفسي-الاجتماعي والتربوي اللازم لكي يعود أطفالنا إلى التعليم المدرسي المعتاد من جديد".

في موازاة مع بداية السنة الدراسية الجديدة في سوريا، تعمل الأونروا على تدشين برنامج يفتح آفاقاً جديدة في التعليم والمناصرة. إذ يعمل مشروع #MyVoiceMySchool على ربط الطلبة المتضررين من الصراع في مختلف صفوف مدارس الأونروا في سوريا والأردن ولبنان مع طلبة من المملكة المتحدة لمناقشة واستكشاف سبل تحسين التعليم والاستفادة منه في تلبية التطلعات المهنية لكل طالب وطالبة. وسيعمل كل صف على إعداد مشروع طلابي للمناصرة يتيح للطلبة أن يدلوا بأصواتهم في النقاش حول تحسين التعليم على المستوى الدولي.

آيات ابنة الخامسة عشرة من العمر، تتحدث من مدرسة للأونروا في دمشق تم تحويلها إلى مركز إيواء جماعي، لتقول: "حلمي أن أصبح مهندسة حتى أعيد بناء الحي الذي أسكنه بحيث تصبح المنازل أفضل حتى مما كانت عليه قبل الصراع... وأنا واثقة أن هذا اليوم الجميل سيأتي". إن الأونروا تؤكد التزامها بالمساعدة على أن يصبح حلم آيات – وأحلام مئات الآلاف من الأطفال الآخرين – حقيقة واقعة.