الأحد: 08/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

في كتاب عن شخصيتها.. رايس قوية واستفزازية وصريحة وأنيقة في لقاءاتها مع كبار العالم وحياتها الخاصة

نشر بتاريخ: 05/08/2007 ( آخر تحديث: 05/08/2007 الساعة: 12:38 )
بيت لحم- معا- أضحى لحك الكف وعقد الحاجبين معان جديدة في القاموس الديبلوماسي الأميركي، بعدما أعطتهما وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس بعدا مختلفا يتماشى مع شخصيتها القوية والاستفزازية أحيانا، كما يظهر في أروقة صنع القرار والمطاعم أو محلات التسوق.

وتضفي "كوندي" على عالم السياسية اليوم، طابعا استثنائيا يعرضه كتاب جديد للصحافي في "واشنطن بوست" غلن كسلر الذي يعتبر من القريبين جداً الى الوزيرة.

ويلقي كتاب "أهل للثقة: كوندوليزا رايس وخلق شرعية بوش" الضوء على أكثر من جانب في حياة الوزيرة، بدءا من توليها المنصب خلفا لكولن باول بناء على رغبة الرئيس جورج بوش العام 2005، وبعدما أقنعها بتأجيل عودتها الى العمل الأكاديمي حتى السنة 2009، وصولا الى خفايا اجتماعاتها بالقيادات السياسية في أكثر من 65 دولة. ويغوص الكتاب في شخصية رايس (53 عاما) التي تتميز بصراحتها وقوة آرائها، مستندة الى دروس رياضة كرة القدم الأميركية للتأقلم "مع العالم الذكوري المهيمن على النخبة السياسية"، والى عزف البيانو، لصوغ أفكار منتظمة مثل النوتة الموسيقية.

ويقدم كسلر الذي رافق رايس في أكثر رحلاتها، في كتابه الذي يقع في 304 صفحات والمتوقع صدوره مطلع الشهر المقبل، رواية تمتزج فيها تشنجات السياسة الخارجية والعلاقات الدولية والجانب الخفيف والطابع الانساني للوزيرة.

ويروي أن مساعدي رايس باتوا يتقنون لغة الاشارات الخاصة بالوزيرة لقراءة مزاجها ومواقفها. فعندما تقوم رايس بحك كفها تكون الحركة مرادفا للاستياء من واقع ما. أما عقد الحاجبين أو زم الشفتين، فيعنيان الغرق بالتفكير. وتتشعب الحركات الى هزة الرأس التي تعني انسجاما في الحديث، حتى لو اختلفت مع محدثها. والمعروف عن الوزيرة صلابتها في أي مناقشة، سواء في غرف مجلس الأمن القومي مع نائب الرئيس ديك تشيني أم في محلات التسوق.

وينقل الكاتب عن كويت بلاكر صديقة رايس وزميلتها في جامعة ستانفورد، تجربة الاثنتين في أحد متاجر المجوهرات الأميركية حيث ذهبتا لشراء أقراط للأذن. ويروي أن البائعة عرضت في البدء على رايس مجوهرات رخيصة الثمن وبطريقة استفزازية توحي بشيء من العنصرية التي تواجه الأقلية السوداء في الولايات المتحدة. فبادرت الوزيرة البائعة بالقول: "لنضع النقاط على الحروف. أنت تقفين وراء الصندوق، ما يعني أنك تعملين بالحد الأدنى.. أما أنا فأقف على الجهة الأخرى، ما يعني ان مدخولي أكبر بكثير من مدخولك".

ويستنتج كسلر المغزى من القصة هو "أن رايس تنال ما تبتغيه حتى بالقوة". لكنها في الوقت نفسه تستخدم أسلوبا جريئا واستفزازيا أحيانا خلال لقاءاتها الديبلوماسية، الى حد ان دوف فيسغلاس مساعد رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق أرييل شارون وصفها بـ "الساحرة اللغوية".

وينقل كسلر القارئ عبر فصول الكتاب "من عودة ولادة باريس" و"ممر الى نيودلهي" و"انفجار فوق بيروت" الى تفاصيل جولات رايس وتنقلاتها بين فنادق القدس وعمان وبغداد واحتسائها القهوة في الرياض ورام الله. ويعرض خلالها إحدى أهم الحقبات الديبلوماسية الأميركية، في أحرج المراحل التي تعترض صورة أميركا في المنطقة. وفي الوقت نفسه، يتحدث عن موعد رايس الأسبوعي، يوم الأحد، مع الرئيس والسيدة الأولى لورا بوش لحضور فيلم سينمائي.

ولا تغيب عن المؤلف أناقة الوزيرة، وبذلاتها السوداء أو الحمراء أو الألوان الأخرى "الفاقعة" التي تعكس جرأتها السياسية وأنوثتها وقدها الممشوق. كما توحي أزياء سيدة الخارجية رغبتها في التسلط وسلب الأضواء واستكمال التحديات التي أوصلتها لتكون أول امرأة سوداء على رأس الخارجية.