فدا: اسباب هجرة الشباب من غزة انسداد افق المستقبل
نشر بتاريخ: 16/09/2014 ( آخر تحديث: 16/09/2014 الساعة: 18:32 )
غزة- معا - أكد خالد الخطيب نائب الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) على أن تردي الأوضاع المعيشية وانسداد أفق المستقبل أمام الشباب الفلسطيني في العيش الكريم في وطنهم هو الدافع الرئيسي لأبناء القطاع للهجرة غير الشرعية التي يلجأون إليها وتكلفهم أحياناً كثيرة حياتهم.
وشدد الخطيب خلال لقائه مع عدد من ذوي أحد المفقودين إثر غرق إحدى السفن في البحر المتوسط مؤخراً أن الاحتلال الإسرائيلي وفي إطاره الحصار المفروض على قطاع غزة منذ ثمانِ سنوات تقريباً وجرائم الحروب المتواصلة على شعبنا وتراجع الوضع الاقتصادي المتردي أصلاً هو السبب الرئيسي للجوء شبابنا للبحث عن مستقبل أفضل بطرق غير شرعية ومخاطرها والتي قد يفقدون حياتهم كما حصل مؤخراً في غرق سفينة المهاجرين الغير شرعية.
وأوضح الخطيب أن هناك سبباً آخر لا يقل عن المسبب الإسرائيلي وهو فلسطيني داخلي يتعلق بالانقسام الذي استمر لسنوات وما زالت تداعياته قائمة رغم تشكيل حكومة التوافق الوطني وعدم أخذ دورها عملياً في قطاع غزة منذ تشكيلها وبقاء الحال كما هو منذ الانقسام الأسود خاصة في ظل هيمنة الأمن السياسي على مناحي الحياة في غــزة ، وغياب الأمن الاقتصادي للمجتمع الغزي وخاصة الشباب الذين يشكلون غالبيته ، وفي ظل بطالة غير مسبوقة تزداد سنوياً خاصة مع وجود عشرات آلاف الخريجين الجامعيين ونظام المحاباة في التعيينات الحكومية وسياسة تكميم الأفواه وفرض نمط حياة يتناقض مع الانفتاح الحاصل في العالم في ظل تطور وتسارع وسائل تكنولوجيا المعلومات والذي يجد شباب غزة أنهم محاصرين من الخارج والداخل ولا تمكنهم حياة غزة الخانقة من العيش بالحد الأدنى كباقي شباب وشعوب العالم ، مما يضطرهم إلى البحث عن فرص حياة أفضل دون النظر إلى عواقب هذه الهجرة الغير شرعية والتي قد تكون جثثهم التي يلتهمها بحر الذل والهوان.
وأكد الخطيب أن مأساة الهجرة الغير شرعية وما تخلفه من مآسي للشباب وعائلاتهم يجب أن تدفع السلطة الوطنية وحكومة التوافق الوطني والجهات القائمة في غزة إلى التوقف جدياً لبحث جذور هذه المشكلة وكيفية معالجة أسبابها ودوافعها قبل البحث عن العصابات المنظمة لجريمة التهريب البشري والتي لن تكون إلا بتعزيز الوحدة الوطنية عملياً وإفساح المجال فعلياً لحكومة التوافق الوطني لأخذ دورها الحقيقي في قطاع غزة كما الضفة الغربية للإسهام الجدي مع المجتمع الدولي في التسريع بإعمار غزة ، وإيجاد فرص عمل للشباب في القطاع الحكومي والخاص بعيداً عن الانتماءات الحزبية الضيقة ، وتطبيق القانون الفلسطيني على الجميع وإطلاق الحريات العامة ومساءلة ومحاسبة أي خرق لها حتى يشعر المواطن بحقوقه وكرامته في إطار أن تكون غزة جاذبة لأبنائها وليست طاردة لهم بعيداً عن تبريرات البعض ، فالشعوب لن تأكل وتشرب بتاريخها النضالي ولا عدد شهداءها مع التقدير والاحترام العاليين لذلك ، بل هي تتطلع إلى بناء حاضر ومستقبل يصنع الحياة لها وللأجيال القادمة.