الإثنين: 07/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

وزارة الصحة تحذر من كارثة صحية في مستشفيات غزة

نشر بتاريخ: 18/09/2014 ( آخر تحديث: 18/09/2014 الساعة: 16:10 )
غزة- معا - "خمسة شهور بلا رواتب، كيف سنلبى احتياجات عوائلنا وأطفالنا وأهلنا، نطالب بصرف عمال النظافة – خمسة شهور بلا رواتب لعمال النظافة من يتحمل المسؤولية، 170 عامل بلا رواتب" شعارات رفعها العشرات من عمال شركات النظافة العاملة في مجمع الشفاء الطبي خلال وقفة احتجاجية تخللها مؤتمر صحفي عقده الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين.

أبو فادي (42 سنة) أحد عمال النظافة متزوج ولديه أربعة أطفال ويعمل على مدار 8 سنوات متتالية فى احدى الشركات قال:"نعاني من ظروف اقتصادية صعبة بسبب توقف الرواتب لخمسة شهور، مضيفا عملنا خلال الحرب على مدار 51 يوما جنبا الى جانب مع الأطباء والتمريض وانتشال الجثث والاشلاء".

وتابع متذمرا: "نحن شريحة من أكثر شرائح المجتمع معاناة خاصة بعملنا في أقسام المستشفيات والأكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية ولا احد ينظر الينا بعين الرأفة ولدي طفل مريض يحتاج لمصاريف علاجية ودوائية تقارب 150 شيكل عدا عن مصاريف المواصلات التي تأكل نصف الراتب".

وطالب أبو فادي المؤسسات الأهلية ووزارة الصحة بالوقوف أمام مسؤولياتهم والنظر بعين الرأفة لهؤلاء العمال وصرف مستحقاتهم والمهددة أسرهم بالفقر و الضياع.

أم صقر عبرت عن امتعاضها وحزنها الكبير جراء انقطاع الرواتب قائلة:"اسكن فى بيت مستأجر ومهددة بالطرد أنا وأولادى جراء عدم دفع مستحقات الإيجار وزوجي مريض وانا المعيل الوحيد للأسرة واولادي في المدارس لم أستطيع كسوتهم لحد الان"، مطالبة وزارة الصحة بإيجاد حل سريع لهم.

محمد حمدان نائب رئيس نقابات عمال فلسطين حمل المسؤولية القانونية الكاملة عما يمكن أن يحدث في مستشفيات قطاع غزة لكل من رئيس حكومة التوافق ووزيري الصحي والعمل في هذه الحكومة.

وقال خلال مؤتمر صحفي "إننا نستشعر حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها عمال النظافة ونقدر ظروفهم المعيشية الصعبة، ونشدد على ضرورة أن تقدر حكومة التوافق دور عمال النظافة في إظهار المستشفيات بشكل لائق".

وأضاف: بأن أجور هؤلاء العمال الشهرية 700 شيكل شهريا وهي لا تكفي لمواجهة الغلاء المعيشي المتصاعد في غزة وتأخيرها يمكن أن يتسبب بكارثة انسانية لهم ولأسرهم.

وطالب حمدان المجلس التشريعي بالوقوف أمام مسؤولياته القانونية أمام أزمة عمال النظافة كما طالب الجهات المختصة لإيجاد حل سريع وعاجل لصرف مستحقاتهم.

وفي بيان صادر عن اتحاد شركات النظافة في مستشفيات قطاع غزة، أكد ابراهيم اسليم المتحدث باسم شركات النظافة على توقف العمل لكافة العمال في أقسام العمليات الكبرى في الجراحة والعناية المركزة وأقسام الاستقبال والولادة وأكشاك الولادة والحضانة والعنايات المركزة والكلية الصناعية وعيادة الدم والأورام والحروق والعلاج الطبيعي وباقي أقسام الباطنة.

كما أكد حمدان على مواصلة الاحتجاجات العادلة والمشروعة في ظل التجاهل الواضح من المسؤولين، على حد تعبيره.

وفى كلمة أحد عمال النظافة نيابة عنهم قال :"يا حكومة الوفاق في غزة هناك راتب لخمسة شهور والاضراب شامل على طول، ومن حقي أن اضرب وأطالب بحقي براتبي 700 شيكل الذي لا يكفي للايجار ولا احتياجات يومية ولا حقوق شهرية، من حقي أن أطالب بمزيد من الايجار حتى أعيش بكرامة".

وخلال اجتماع ضم كلا من المدير الطبي لمجمع الشفاء الطبي د.صبحي سكيك ومدير م.الجراحة د.مروان ابو سعدة ود.حسن خلف مدير م.الباطنة مدير التمريض والمدير الادارى ومسؤولي شركات النظافة لمناقشة تداعيات اضراب عمال وشركات النظافة بالمجمع.

أكد د.سكيك ان هذا الاضراب حق مشروع لعمال النظافة بشرط الا يؤثر على مستوى خدمة النظافة داخل اقسام المجمع وعلى أرواح المرضى.

وأكد على أن مواصلة الاضرابات سوف تؤدي الى كارثة صحية بسبب تراكم النفايات وبالتالي تكاثر البكتيريا والاوبئة، مشيرا الى ان الاضراب وصل الى توقف العمال عن العمل في الاقسام الخطيرة واقسام الولادة والعناية المركزة.

د.مروان أبو سعدة أشار الى الغاء العمليات المجدولة مع استمرار اجراء العمليات للحالات الطارئة والتي يمكن ان تهدد حياة الناس، مؤكدا على الحفاظ على حياتهم بالعمل بالحد الادنى والمقبول بابقاء عمال النظافة في الاقسام الحساسة في ظل استمرار تصاعد وتيرة الاضراب ومعاناة الناس بعد الحرب التي دامت لـ51 يوما.

وأكد أبو سعدة على أن عدم التخلص من مخلفات العمليات تؤدي الى انتشار العدوى بين الناس ولا يصح ان يتم اجراء عمليات في جو يملؤه الميكروبات في ظل تراكم شراشف الغسيل المتسخة ورائحة الأقسام، مضيفا: بأننا لا نسمح باستمرار انتشار الأمراض وأن لا تستوطن في المستشفيات.

وأوضح المجتمعون بأن وزارة الصحة لم تتلقى مخصصات الشركات الأخرى كشركة التغذية التي من الممكن أن تسلك نفس المسلك في حال استمرار عدم دفع هذه المخصصات.

وأعربوا عن استغرابهم من موقف حكومة الوفاق التى لم تقدر هؤلاء الشريحة التي غامرت بأرواحها والاستمرار بالعمل في المستشفيات وانتشال الجثث والاشلاء والجرحى بدفع مكافأة مالية على أقل تقدير.

وطالب المجتمعون بدفع مستحقات عمال النظافة لانها حق مشروع لهم لاستمرار عملهم والحفاظ على عوائلهم من التشرد.

مسؤولوا شركات النظافة عبروا عن استعدادهم الكامل للتعاون مع وزارة الصحة لتخطى هذه الأزمة في ظل وجود نية لتصعيد الإضرابات لـ 24 ساعة متواصلة بعدما كانت جزئية لا تتجاوز الثلاث ساعات يوميا.

نبيل أبو العبد مسؤول في شركة "سلفر داى" قال:"توصلنا باتفاق مع الأخوة المسئولين فى وزارة الصحة بتفريغ عاملين في أقسام العمليات و أخر في الاستقبال و الطوارئ وعاملة فى الولادة وأخرى في الكشك كحد أدنى بحيث لا يعطل مسيرة الإضرابات المشروعة ولا يؤثر على جودة النظافة داخل أقسام المجمع،و للحد من وقوع كارثة صحية تعصف بحياة المرضى.

وتابع:"الإضرابات لا زالت مستمرة وقائمة بالتنسيق مع وزارة الصحة وإدارة المجمع حتى نيل حقوق العمال المشروعة ودفع مستحقاتهم المقطوعة منذ خمسة شهور.

وطالب أبو حازم الداية مدير عام الشركة حكومة الوفاق الوطني بدفع رواتب 170 عامل في المجمع لمواصلة عملهم في الأقسام، بالإضافة إلى 750 عامل نظافة يعملون في المستشفيات الأخرى في قطاع غزة.