باحث فلسطيني : الانفصال بين الضفة وغزة خطيئة ستؤدي الى تدمير انجازات الشعب الفلسطيني
نشر بتاريخ: 05/08/2007 ( آخر تحديث: 05/08/2007 الساعة: 18:24 )
البيرة -معا- خلص الباحث الدكتور خالد الحلو إلى ضرورة وحدة الشعب الفلسطيني، وتعزيز صموده، وتطوير وسائل المقاومة ضد الجدار، والتعاطي مع الرؤية الاستراتيجية للوضع الراهن وعدم التركيز على التفاصيل التي هي ليست ذات أهمية، والانتخابات المبكرة ستكون عامل توحيد بديلا للوضع القائم على الانفصال.
جاء ذلك خلال ندوة فكرية عقدت يوم السبت الماضي تحت عنوان (الأزمة بين فتح وحماس إلى أين؟) تحدث فيها الدكتور الحلو، وأدارها سليم البسط. بتنظيم من الجمعية الفلسطينية لتشجيع القراءة.
وأوضح الدكتورالحلو أن خطة القطع الإسرائيلية المطروحة بين الضفة الغربية وقطاع غزة هي خطة قطع سياسي أذ لا تريد إسرائيل أن ترى كيانا فلسطينيا في الأراضي التي ستغادرها، وبالتالي هي مرتاحة اليوم لوجود كيانين يحتاجان إلى وصاية لأكمال السيطرة، فأي كيان فلسطيني مهما كان شكله وكائن من كان على رأسه غير مقبول ويشكل خطر.
واستعرض الدكتور الحلو خطة الانسحاب من جانب واحد التي رسمها باراك ونفذها شارون موضحا أن شيئا لم يتغير في قطاع غزة خصوصا أن الاحتلال قد بقي في محيطها. واستعرض خطة جدار الفصل والعزل التي أعلن أولمرت أنه من خلالها يرسم الحدود لإسرائيل. أما خطة القطع فتعطي صورة عما يخططوا له بالنسبة للأراضي الفلسطينية التي ستبقى للفلسطينيين.
واعتبر الحلو أن هذه المخططات كانت تتطلب التخلص من الرئيس ياسر عرفات كونه صمام الأمان للمشروع الوطني على أمل ايجاد من يفرط من بعده. أما حماس فكان يجب أن تفقد قياداتها التي تمتاز بالعقلنة السياسية لذلك اغتيل أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، واسماعيل ابو شنب، وصلاح شحادة، ومن ثم قفز إلى المشهد السياسي مشروع الكيانيين واحد في الضفة الغربية وأخر في قطاع غزة.
وأشار أن انتخابات 2006 كانت حاجة أميركية إسرائيلية وهذا ما دفع إلى الأصرار على الموعد بشكل غريب، وكان الهدف الواضح للانتخابات استهداف كل من حركتي فتح وحماس، بالنسبة لفتح كان المقصود سقوطها وكان توفير المناخ المناسب لذلك، أما حركة حماس فأرسلت لها أيحاءات أنها ستكون مقبولة في حال فوزها في الانتخابات لكن شيئا من هذا لم يحدث.
وعن تركيبة حماس الداخلية اشار أن لديها نهجين الأول يمثل فكر الأخوان المسلمين الأصلاحي غير المواجه، الثاني الجهادي الذي تطور بعد الانتفاضة الأولى، فكانت المواجهة من قبل إسرائيل مع النهج الثوري الجهادي الأمر الذي عزز مواقع النهج الأصلاحي ويسر دخول حماس المعترك السياسي.
واشار إلى قضية مهمة أن حماس خاضت الانتخابات البلدية ضمن قائمة (الاصلاح والتغيير) معناه الدخول في مرحلة الأصلاح لوقت طويل ثم التغير، في الانتخابات التشريعية خاضت حماس الانتخابات ضمن قائمة (التغيير والأصلاح) ولم يكن عبثا التغيير بالاسم هذا عكس الطموح في الوصول إلى السلطة ومن ثم الأصلاح.
,حسب وجهة نظري أضاف الدكتور خالد الحلو أن استدراجا قد تم لأيصال حماس للسلطة، وكان هناك رأي من خارج حماس ينصح أن تكتفي حماس فقط بقوة ضاغطة ومؤثرة في التشريعي لا أن تكون السلطة، السبب لدى أصحاب الرأي أن فلسطين بوضعها الحالي لن يتمكن المشروع المنشود أن يقوم في ظل الإجراءات الإسرائيلية وتحكمها بمناحي الحياة.
أما فتح فقد كانت مهيأة للتدمير خصوصا بعد تجربتها الطويلة في السلطة وعدم فصل حركة فتح عن السلطة، وكذلك عملية ترديد نغمة الفساد على مدار سنوات لعرفات وضرورة تنصيب رئيس وزراء وتعيين شخصية مستقلة لوزارة المالية تكون معروفة لدى الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي.
حماس بسذاجة سياسية انجرت لدخول المعترك السياسي، ومن ثم تركت السيطرة لحماس في قطاع غزة بعد جرها للمعترك السياسي وبعد فرض الحصار والتجويع وأضعاف الأجهزة الأمنية. وتسيير اليوم الأمور باتجاه الفصل الكامل بين الضفة وغزة عبر استدراج للصراع.
ومع وجود الكيانيين سيجعل الشعب الفلسطيني يبحث عن اي سبيل للخلاص بأي شكل وبأي ثمن. الكيانان خطيئة والوضع الراهن سيؤدي إلى تدمير انجازات الشعب الفلسطيني.