المرحوم محمد النادي من الرجال الذين صنعوا التاريخ الرياضي لفلسطين

بقلم : مفيد إسماعيل
قلقيلية - عزون
المرحوم محمد النادي " أبو بهجت" ابن نابلس ابن جبل النار انه من الرجال الذين صنعوا التاريخ الرياضي في فلسطين ، انه من مؤسسي رابطة الأندية الرياضية في عام 1980 من القرن الماضي ومن قبلها لجنة التنسيق في الشمال الفلسطيني. رجال قاموا بتأسيس رابطة الأندية الرياضية في الزمن الرياضي الجميل وقد كان إشرافهم الأول على لعبة كرة القدم وعلى الأندية التي تمارس هذه اللعبة من الظاهرية جنوبا إلى جنين شمالا ومن أريحا شرقا إلى قلقيلية عربا.

وقد تأسست رابطة الأندية الرياضية من ( 25 ) نادي على مستوى الضفة الغربية وهؤلاء الرجال كانوا رجالا على قدر المسؤولية وتحملوا المشاق في سبيل خدمة هذا الوطن بغياب كل الإمكانيات المادية والبنية التحتية وقلة الإداريين والمدربين والحكام وتصوروا أن كل البطولات كانت تقام على ستة ملاعب ترابية هي والمطران في مدينة القدس والحسين في الخليل وملاعب أريحا والبيرة نابلس وطولكرم.

وهؤلاء الرجال فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا وهم : عميدهم وعميد الرياضة الفلسطينية المرحوم ماجد اسعد ، رجب شاهين ، جورج قسيس ، خليل الحسيني ، صالح صبحي " أبو زيدون" احمد عديله ، ريمون زبانه ، راسم يونس ، سليمان جمعه ، خليل السيد ، يحيى هلال ، عبد اللطيف قراقع ، عرسان إبراهيم ، محمد كامل صباريني ، أكرم شويكة ، شاكر جبارة والمرحوم طيب الذكر محمد النادي وهؤلاء الرجال الذين وضعوا حجر الأساس لكرة القدم في فلسطين فلهم كل التقدير والاحترام لهم جميعا ، فالمرحوم محمد النادي الأب الروحي لمركز شباب عسكر والذي وافته المنية قبل أيام قليله.

ولهذا ومن قلقيلية وعزون إلى جبل النار الأصيل تتقدم كل الجماهير الرياضية بأحر التعازي والمواساة إلى الأسرة الرياضية النابلسية بشكل عام والى أبناء مخيم عسكر بشكل خاص والى أبناء آل النادي بشكل خاص الخاص ، ذلك المخيم الذي خرج الأبطال الرياضيين من إداريين وحكام ومدربين ولاعبين ومن ينسى هدف السنو في مرمى الفرنسيين على ملعب بلدية أريحا.

هذه قلقيلية وعزون احتضنت ودفن في ثراها كثير من الشهداء الفلسطينيين والعرب ومن ضمنهم أخيك يا أبو النادي في معركة 1956م مع جيش الاحتلال الإسرائيلي حين هاجموا قلقيلية ومنطقتها وقصفت الطائرات ناقلات الجنود الأردنية وهناك غرب عزون دفن الشهداء في قبر جماعي.

أبو النادي – أبو بهجت كان دينمو في كل الاتجاهات الرياضية وتقلد كثيرا من المناصب الرياضية وكان عنده ملتقى الرياضيين في الشمال في محيط محكمة بداية نابلس مكان عمله وأنا شخصيا كنت أتردد عليه لاستلام وتسليم معاملات نادي شباب عزون. كان رحمه الله دمث الأخلاق وحسن المعاملة وبعيدا عن التعصب لهذا استمر في العطاء وفي اتحاد كرة القدم.

ومن مواقفه النبيلة معي شخصيا عندما كنت حكم أول في ديربي نابلس بين مركزي بلاطة وعسكر بكرة الطائرة على ملعب عسكر وتحت الأضواء الكاشفة وعند انتهاء المباراة قام بتوصيلي إلى عزون في سيارته الخاصة في ساعة متأخرة من الليل. وموقف آخر عندما كلفني الحاج حسني يونس رئيس لجنة الحكام سابقا بتحكيم مباراة مركز عسكر وثقافي طولكرم على ملعب نابلس في الدوري الممتاز وسجل الثقافي هدف التعادل في الدقيقة الأخيرة من المباراة ودخل الجمهور ارض الملعب وحاول الاعتداء على طاقم الحكام وقام رحمه الله ومعه إدارة عسكر مشكورين بإخراجنا من الملعب سالمين ولم تمكن احد من الجمهور من الوصول إلينا .

وكثيرة مواقف هؤلاء الرجال الذين نرفع لهم القبعات، فرحمة الله على من قضى نحبه منهم وطول العمر لمن هو على قيد الحياة.
إنا لله وإنا إليه راجعون