الاعتداءات على لبنان وغزة كلفت إسرائيل 25 مليار شيقل منذ 2006
نشر بتاريخ: 20/09/2014 ( آخر تحديث: 23/09/2014 الساعة: 09:43 )
بيت لحم- معا - "يكفي أن يشن العرب على اسرائيل حربا واحدة كل عامين حتى ينهار الاقتصاد الاسرائيلي حتى دون ان يحقق العرب الانتصار" مقولة رددها عضو الكنيست الاسرائيلي عن حزب " يش عتيد" عوفر شيلح تعليقا على تبذير الجيش الاسرائيلي للموارد بطريقة غير مسحوبة اثناء الحروب وعدم اهتمامه بالابعاد الاقتصادية لهذه الحرب حيث بلغت تكلفة الحروب التي شنتها اسرائيل منذ عام 2006 حوالي 25 مليار شيقل .
وتناول المحلل العسكري لصحيفة "هأرتس " العبرية " عاموس هرئيل" في تقرير مطول نشره اليوم "السبت " استخدام الجيش الإسرائيلي المفرط والهائل للقوة استخداما يعتبر فائضا عن الحاجة يجري دون حتى إجراء نقاش معمق فيما يمكن تصنيف الخلافات المستعرة حول الميزانية بالسياسية بامتياز وليست بالاقتصادية وان المشكلة ستجد طريقها للحل في حال إيجاد مكان وسط يظهر فيه نتنياهو ووزير ماليته لبيد بمظهر غير المهزوم.
وطريق رأب الصدع بين الاثنين وتضييق هوة الخلاف ستمر عبر بوابة رفع نسبة العجز من 2:9% إلى 3:5% بما يسمح برفع ميزانية الجيش بـ 6 مليارات جديدة ورغم ان المبلغ المذكور اقل مما يطالب به الجيش الذي يصر على رفع ميزانيته بـ 11 مليار شيقل فانه يمكن للأطراف التوصل إلى اتفاق على المبلغ رغم الضرر بعيد المدى الذي سيلحق بالاقتصاد الإسرائيلي لان توصل الطرفين إلى نتيجة بان الانتخابات المبكرة ليست في صالح الليكود او حزب لبيد لن يترك مجالا سوى حل الخلاف بينهما .
وهناك قضية أخرى لا يتم نقاشها بما تستحق سواء داخل أروقة مجلس الوزراء أو في وسائل الإعلام وهي على علاقة وثيقة بالجوانب الاقتصادية النابعة من إدارة الحرب على غزة وتتمثل بسياسة التبذير العالي التي ادار فيها الجيش الحرب على غزة سواء في حجم وكثافة إطلاق النار او في مجال استدعاء جنود الاحتلال ما جعل الجيش يطالب المالية بدفع مبلغ 8:5 مليار شيقل هي التكلفة المباشرة للحرب وفقا لرأي المحلل العسكري لصحيفة " هأرتس".
والحديث هنا لا يتعلق بمشكلة جديدة ففي عام 2007 توصلت لجنة " بروديت" التي درست أوجه صرف ميزانية الأمن في اعقاب الحرب التي شنها الجيش الإسرائيلي عام 2006 على جنوب لبنان الى ان الجيش لا يهتم ولا يقوم بتفعيل اية نماذج لاقتصاد الحرب وأوردت اللجنة طريقة تعامل الجيش مع القوة النارية نموذجا لهذا الاستهتار بالجوانب الاقتصادية للحرب .
"بحسب شهادة الجيش نفسه فإن القوة النارية التي جرى تفعيلها كانت فائضة عن الحاجة وبتكلفة مليارات الشواقل حيث أطلقت النيران على أهداف كثيرة بينما كانت النتائج منخفضة ولم يكن هناك أية جهة في الجيش أو الحكومة وظيفتها أن تقوم بفحص هذه المسألة وأن تصدر تعليمات بإجراء تغيير" قالت اللجنة في تقريرها.
ووفقا للمحلل" عاموس هرئيل" أطلق الجيش الإسرائيلي خلال الحرب على لبنان أكثر من 170 ألف قذيفة مدفعية صوبت باتجاه مناطق يشتبه بإطلاق حزب الله صواريخه منها ولكن هذه القذائف لم تقتل ولو عنصرا واحدا من حزب الله.
وأضاف المحلل متناولا هذه المرة الحرب الأخيرة على غزة " كانت الوسائل التي استخدمها الجيش الإسرائيلي مناسبة للأهداف والمواقع المستهدفة لكن الاتجاه العام بقي على حاله، ورغم بقاء معظم المعلومات تحت ستار السرية فن الجيش يؤكد استخدامه المكثف لمخزون الوسائل القتالية والذخيرة مقابل "حماس" التي وصفها الجيش ذاته بالعدو الأضعف في محيط إسرائيل، ورغم رضا يعلون من أداء جيشه وتأكيده عدم وجود حروب رخيصة يعتقد عضو الكنيست " شيلح " بان الجيش لا يعرف كيف يستفيد من الزيادة في الميزانية ولا كيف يستغلها في باب الاستعداد للحرب القادمة واكبر دليل على ذلك ما جرى عام 2008-2013 حيث تلقى الجيش زيادة على ميزانيته لم يحصل على مثلها منذ عقود وذلك لتحقيق هدفين الأول الاستعداد لهجوم محتمل على إيران والثاني تغطية الزيادة الواضحة في مصروفات القوى البشرية والرواتب حيث ارتفع عديد الجنود النظامين خلال الفترة المذكورة بنسبة 12:2% لذلك لم تنتج هذه الزيادة مزيدا من الأمن ولم تنتج استعدادا مناسبا يتلاءم والحرب التي واجهها الجيش في غزة مؤخرا ".
ان التهديدات الرئيسية التي واجهها الجيش في غزة تتمثل بالعبوات الناسفة ونيران القناصة الذين يطلون رصاصاتهم عن بعد فيما سجلت مواجهات مباشرة قليلة مع المقاتلين الفلسطينيين فيما لم يتجاوز عدد الصواريخ المضادة للدروع التي اطلقت خلال الحرب بضع عشرات، واستخدم الجيش مقابل هذه التهديدات قوة نارية ذات نطاق هائل جدا من المدفعية والقنابل اليدوية وذخائر الأسلحة الخفيفة وصولا الى الدبابات والقذائف الدقيقة التي تطلقها الطائرات الامر الذي فاجأ حتى المقاتلين القدامى الذين صدموا من المعطيات التي لخصت حجم القوة النترية التي تم استخدامها" قال هرئيل .
وأضاف" تم استدعاء أكثر من 80 ألف جندي احتياط أكثر من ثلثهم تم توجيههم نحو قيادة الجبهة الداخلية للقيام بأعمال جزئية في أحسن الأحوال رغم أن القبة الحديدية قلصت الأخطار والأضرار على الجبهة الداخلية لكن ذلك لم يمنع الجيش من مواصلة إغراق مقرات الجبهة الداخلية من الجنوب إلى الشمال بعناصر الاحتياط دون أن يكون لذلك أية فائدة .
وخاضت إسرائيل منذ العام 2006، اربع معارك عسكرية واحدة في لبنان وثلاث في غزة استمرت ثلاثة منها أكثر مما توقع الجيش ووصلت التكلفة المباشرة لهذه الحروب إلى 25 مليار شيقل، علما أن الحرب الأخيرة تركزت في القتال البري لمدة أسبوعين ونصف على قطاع لا يزيد عرضه عن 2-3 كيلومترات".
وقال ضابط كبير في قيادة أركان الجيش بشأن استهلاك الذخيرة خلال الحرب "من الواضح أن الجيش بحاجة إلى ذخيرة أكبر للحروب المستقبلية التي ستدور بأغلبيتها في مناطق مأهولة ففي الحروب السابقة كانت الأمور أوضح والحساب بسيط حيث كان يعرف عدد الدبابات التي يواجهها الجيش وبالتالي عدد القذائف اللازمة لتدميرها ولكن في غزة وفي منطقة قتال مكتظة على الجيش أن يطلق النار باتجاه كل شباك مشرف على القوة القتالية ويمكن أن يشكل تهديدا وهذه أرقام مختلفة تماما".
وأخيرا أشار المحلل العسكري لصحيفة "هارتس" إلى اعتراف وزراء في الكابينت إلى عدم إجراء نقاش معمق حول قضية مخزون الوسائل القتالية ولم يتم اشتقاق الدلالات المطلوبة والمتأتية من طول زمن الحملة العسكرية .