نجمان مختلفان في ساحات وميادين القدس...
نشر بتاريخ: 20/09/2014 ( آخر تحديث: 20/09/2014 الساعة: 14:55 )
نجمان مختلفان في ساحات وميادين القدس...الدكتور ابو عصب والمهندس نسيبة
كتب : محمد زحايكة
شهدت الساحة الرياضية والثقافية والاقتصادية المجتمعية في الاونة الاخيرة ، ظاهرة فريدة من نوعها.. نأمل ان تتواصل وتتعزز وتتجذر وان لا يتم " تطفيشها " وهي نزول شخصان مهمان من القطاع الخاص من رجال الاعمال الى ميادين وساحات القدس من خلال دعم الفعاليات العامة والحراك المجتمعي في المدينة التي تعاني من حصار شامل استمر سنوات طوال .
وهذان النجمان الكبيران من نوع اخر او مختلف هما بكل صراحة ودون لف او دوران الدكتور باسم ابو عصب والمهندس الشاب سامر نسيبة اللذان دخلا على الخط بقوة .. كل منهما حسب ظروفه وامكانياته وتوجهاته ورؤاه .. فالاول وهو الدكتور باسم .. الذي اخذ قرارا استراتيجيا على ما يبدو وهو الاستثمار في البشر قبل الحجر في القدس العزيزة من خلال المساهمة الفاعلة في بناء اجيال مثقفة واعية لقدرها ومصيرعا ودورها وقادرة على تحمل المسؤوليات الضخمة التي تنوء بها الفدس؟؟ فدعم المراكز والاندية الرياضية هو امر ليس بالسهل خاصة في زمن الاحتراف الكروي وتكاليفه الباهظة ولكنه حيوي في توجيه طاقات شبابنا في القدس نحو المستقبل المشرق المكلل انشاء الله بالحرية والكرامة والسيادة على مدينتنا العظيمة قدس الاقداس .
وطبيعي ان مساهمات الدكتور باسم في خدمة الرياضة والثقافة هي ليست وليدة اللحظة ولكنها منذ زمن طويل والشيء الجديد والمختلف فيها، هو في تبني استراتيجية ورؤيا ولو شخصية من لدن الدكتور باسم ولكنها تتقاطع مع ما تحتاج القدس اليه بقوة في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة من مصيرها .
وانا ازعم ان تبني هذه الرؤية الشاملة من جانب الدكتور باسم لها علاقة ربما بالانتفاضة البيضاء العملاقة التي صنعها المايسترو الكبير اللواء جبريل الرجوب في عالم الرياضة الفلسطينية على مختلف انواعها .. اضافة الى اننا كنا في نادي الصحافة المقدسي من اوائل المؤسسات التي تعني بالشأن الاعلامي والثقافي العام التي اقتربت من الدكتور باسم وعالمه في الصحة والكتاب في السنوات الاخيرة حيث سلطت الضوء على برامجه وفعالياته وانشطته الثقافية والصحية ، مما سّرع ربما في اتخاذ قراره الاستراتيجي بالنزول الى ميادين القدس الرياضية والثقافية بقوة وعنفوان ..
وترك بصمات رائعة على الارض كما نشاهد اليوم من خلال صعود نجم نادي الهلال المقدسي الى عنان السماء .. وهذا اعطى للرياضة المقدسية وهجها وآلقها واعاد لها روحها على عموم الخارطة الرياضية الفلسطينية .. وان القدس رقم صعب في هذا المجال الشبابي الحيوي رغم سياسة التجهيل والحصار والعزل عن محيطها العربي الفلسطيني ..
اما الثاني وهو رجل الاعمال المهندس نسيبة .. فانه ادرك ان القدس اكبر من الجميع وان اضاءة شمعة في ظلام ليلها الحالك نتيجة خضوعها للاحتلال الاسرائيلي هو افضل من لعنه الف مرة او الى ما شاء الله وانتظار الفرج الذي يبدو انه ما زال بعيد المنال .. فكان ان توجه صوب هذا المنحى .. وهو خلق حراك مجتمعي ثقافي رياضي مهني شبابي يؤسس لانطلاقة نحو اخذ زمام المبادرة في ظل تقاعس الارادة الرسمية الفلسطينية عن ملء الفراغ المجتمعي الذي تعاني منه مرجعيات القدس من غياب او ضعف واضح في هذا الشأن .. ونفّذ نسيبة بالتعاون مع عدد من المؤسات وفي مقدمتها نادي الصحافة المقدسي وشبكة ووكالة بال سبورت كبرى شبكات الاعلام الرياضي الفلسطيني، ودائرة تنمية الشباب ومجموعة القدس الاقتصادية والاكاديمية الفلسطينية للموهوبين كرويا وغيرها فعاليات ونشاطات تركت اصداء ايجابية واسعة في القدس وفلسطين ..
والمهم الان .. ان يجري تقدير وتقييم فعاليات هذين النجمين المختلفين بصورة موضوعية بعيدا عن الاجندة الشخصية والحساسيات التي لا لزوم لها .. وان تتوقف الاصوات التي تنكر عليهما هذا الاجتهاد في خدمة القدس .. فقط لانها لم تكن مستفيدة بشكل مباشر.!! . فعلينا جميعا الترحيب بنزول اية قوة اقتصادية فلسطينية مقتدرة للمساهمة في نهضة القدس وصعودها على جميع الصعد .. فلن يحرث الارض الا عجولها ولن ينفع القدس الا اولادها وشبابها ..
ويجب علينا ان لا نسمح للبعض من " تطفيش" رجال الاعمال المقتدرين عن ممارسة مسؤولياتهم المجتمعية من خلال الهجوم غير المنظم عليهم ..؟! وطلب اشياء فوق طاقتهم وتحملهم .. نرجو ان ننتبه الى ذلك .. وندع هذا المركب النجومي المجتمعي المختلف يسير بنا في عرض البحر حتى شاطئ السلامة وبر الامان ..