مجلس الافتاء يتطرق للهجرة وشؤون أخرى
نشر بتاريخ: 21/09/2014 ( آخر تحديث: 21/09/2014 الساعة: 14:35 )
القدس- معا - استنكر مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين "إقدام بعض الفلسطينيين على الهجرة من أرض الرباط إلى المجهول، طلباً للرزق وغيره في بلاد أخرى".
وقال المجلس: إن الكارثة التي تعرض لها أبناء هذا الشعب خلال محاولة تهريبهم إلى بلاد أخرى عبر البحر، هرباً من واقع الحال الصعب الذي تعيشه أرض الرباط، تنذر بنتائج مدمرة، رغم قساوة الرحلة وصعوبتها وخطورتها، وتكلفتها الباهظة.
وأضاف أن المحافظة على الرباط في هذه الأرض المباركة من أفضل أعمال البر، ففلسطين تشد الرحال إليها ولا يهاجر منها، امتثالاً لقول الرسول، صلى الله عليه وسلم، حينما سأله الصحابي الجليل ذو الأصابع قال: (إِنْ ابْتُلِينَا بَعْدَكَ بِالْبَقَاءِ أَيْنَ تَأْمُرُنَا قَالَ عَلَيْكَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَنْشَأَ لَكَ ذُرِّيَّةٌ يَغْدُونَ إِلَى ذَلِكَ الْمَسْجِدِ وَيَرُوحُونَ) (مسند أحمد، حديث ذي الأصابع رضي الله تعالى عنه).
وعلى الصعيد ذاته؛ طالب مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين العالم أجمع بضرورة ثني سلطات الاحتلال عما تمارسه من إبعاد قسري لأبناء المدينة المقدسة وما يحيطها من الأرض الفلسطينية عن المسجد الأقصى المبارك، في ظل محاولاتها لتقسيمه زمانياً ومكانياً، في مقابل سماحها لليهود "المتطرفين" بممارسة الطقوس التوراتية داخل المسجد الأقصى المبارك.
وأوضح المجلس أن ما تتعرض له المدينة المقدسة ودرتها المسجد الأقصى المبارك وأبنائها يهدف إلى تهويدهما بالكامل، وفرض حقائق جديدة على الأرض، محذراً من تبعات هذه المشاريع التهويدية على واقعنا التاريخي والديني والوطني.
من جانب آخر؛ شجب المجلس ما تقوم به جماعات متطرفة من أعمال ضالة باسم الدين، وهي في الحقيقة تشوه الإسلام وتسيء للمسلمين، محذراً من محاولات استغلال أعمال مثل هذه الفئات الضالة لإعلان الحرب على الإسلام الذي هو دين سلام وتسامح لا دين إرهاب.
وعلى صعيد آخر؛ قدم المجلس تعازيه الحارة لذوي الشهداء رائد عبد السلام الجعبري الذي اعتقلته سلطات الاحتلال الإسرائيلي وزجت به في سجونها موقوفاً، ومارست ضده أبشع صنوف التعذيب أثناء التحقيق والاعتقال، الأمر الذي أدى إلى ارتقائه شهيداً، والشهيد عيسى خالد القطري، الذي أصابه رصاص الاحتلال في مخيم الأمعري القريب من مدينة رام الله، والشهيد الطفل محمد سنقرط، الذي ارتقى شهيداً على أرض القدس، مستنكراً تواصل الاعتداء على أبناء شعبنا الفلسطيني.
وبمناسبة توجه الحجاج الفلسطينيين لأداء فريضة الحج؛ حث المجلس حجاج بيت الله الحرام على التنافس في فعل الخيرات، وتمنى لهم حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً، وتجارة لن تبور بإذن الله.
وطالب المجلس أبناء الشعب الفلسطيني بالوقف التام عن التعامل مع البضائع الإسرائيلية التي لها بديل فلسطيني؛ مبيناً أن التقاعس عن ذلك يلحق الضرر بالاقتصاد الفلسطيني، ويساهم في دعم اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي الذي يرتكب أبشع الجرائم والمجازر بحق أبناء شعبنا، مؤكداً على الفتوى التي صدرت عن الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية/ رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، بالخصوص.
جاء ذلك خلال جلسة المجلس العشرين بعد المائة، برئاسة الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، وحضور أعضاء المجلس، بالإضافة إلى الدكتور أسعد الرملاوي، مدير عام الرعاية الأولية في وزارة الصحة الفلسطينية، الذي استضافه المجلس لتوضيح الأبعاد الخاصة بمسألة فقهية لها بعد طبي مدرجة على جدول أعمال المجلس.