الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"الاضحى" و"الغفران" بين الاحتفالات وخطر المواجهات

نشر بتاريخ: 21/09/2014 ( آخر تحديث: 21/09/2014 الساعة: 23:21 )
بيت لحم- معا- يحدث مرة واحدة كل 30 عاما وشاءت الأقدار أن تجري هذا العام ويتزامن عيد الأضحى المبارك مع عيد الصوم الكبير اليهودي المعروف بعيد "الغفران" وقرر العيدان أن يحلا في يوم واحد ليزيدا مشهد الصراع بين العرب واليهود في فلسطين وداخل الخط الأخضر تعقيدا ويرفعا وتيرة التوتر السائد أصلا بين اليهود والعرب تحديدا داخل المدن المختطة التي تضم يهودا وعربا مثل حيفا ويافا وعكا وغيرها من المدن الكبيرة والصغيرة دون أن ننسى القدس التي فرض عليها الاحتلال واقع الاختلاط وباتت نقطة توتر ابدي ستدلي بدلوها يوم العيد المتزامن أيضا وستشهد إجراءات أمنية مشددة ومعقدة تعرقل حياة الفلسطينيين وتنزع الدسم من عيدهم لصالح العيد الأخر كما يجري في أيام الاحتلال المتواصلة.

وعبر موقع "والله" العبري عن مخاوفه الشديدة من وقوع احتكاكات داخل المدن المختلطة بين اليهود المحتفلين بعيد الغفران والمسلمين المحتفلين بعيد الأضحى وذلك على ضوء تصاعد التوتر بينهم على خلفية الحرب الأخيرة على غزة.

ويقع مثل هذا الأمر كل ثلاثين عاما لكن حتى اللحظة الأخيرة لا يمكننا الجزم بتصادف العيدين في ذات اليوم كون عيد الأضحى يحدد زمنيا وفقا لحركة القمر خلافا لعيد الغفران الذي من المؤكد حلوله يوم الجمعة الثالث من أكتوبر القادم وذلك وفقا للتقويم العبري لذلك يجب علينا الانتظار عدة أيام لمعرفة مدى تصادف العيدين وهل سيحل الأضحى والغفران في ذات اليوم أم سيتقدم الغفران على الأضحى بيوم واحد ويكون السبت بدلا من الجمعة.

وقال الموقع بان سكان المدن المختلطة يحاولون بث رسالة تصالحيه ورسالة متسامحة لكن حقيقة حلول عيدين يحملان مضامين ومعاني مختلفة تصعب مهمة التسامح كون عيد الغفران هو يوما للصلاة والصوم وعدم الحركة مقابل عيد الأضحى الذي يعج بالحركة والاحتفالات العائلية والفدية والجماعية ومن ضمنها ذبح الخراف ومد موائد الطعام الشهي فكيف يمكن التوفيق بين احتفالين بهذه الدرجة من التناقض يفترض ان يجري في ذات المدينة والشارع والزقاق دون أن تقع مواجهات بين المحتفلين المسلمين والصائمين اليهود؟.

وأقرت جهات رفيعة في عدة مدن مختلطة بوجود استعدادات أمنية وإدارية خاصة فعلى سبيل المثال يستعدون في مدينة عكا لإغلاق المدينة أمام حركة السيارات والسماح فقط بدخولها سيرا على الأقدام وفي الرملة ويافا جرت لقاءات خاصة جمعت قيادات دينية بهدف محاولة فهم كيف يمكن التعامل مع تزامن الوعدين أو قربهما لهذه الدرجة المقلقة على امل ان يطلب قادة الطرفين من جمهورهما ضرورة احترام مشاعر وشعائر الأخر كما وافق قادة المجتمع المسلم في مدينة يافا على تغيير موعد مسيرة احتفالية كانت مقررة صبيحة عيد الأضحى وتنظيمها بدلا من ذلك لحظة خروج عيد الفران اليهودي.