تيسير خالد: المقترح الفرنسي قد يكون الحل الوسط
نشر بتاريخ: 22/09/2014 ( آخر تحديث: 22/09/2014 الساعة: 17:14 )
رام الله - معا - اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تيسير خالد أن مشروع القرار، الذي قد تقدمه فرنسا الى مجلس الأمن الدولي هو محاولة للالتفاف على التوجه الفلسطيني لمجلس الأمن لاستصدار قرار يهدف الى انهاء الاحتلال والاعتراف بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران67.
وقال تيسير خالد في حديث مع وسائل الاعلام اليوم الاثنين، الموقف الفرنسي بشأن القضية الفلسطينية لا يتطابق مع الموقف الامريكي ، وهو موقف متقدم على الامريكي، غير أن فرنسا لا تستطيع ان تخطو خطوة باتجاه مجلس الأمن الدولي دون التنسيق مع الإدارة الامريكية لعلمها ان التوجه لمجلس الامن سيصطدم بحق النقض (الفيتو) الامريكي.
وذكر تيسير خالد ان المقترح الفرنسي هي محاولة لتقديم ( حل وسط ) بين الفيتو الامريكي والتوجه الفلسطيني الى الامم المتحدة. لافتا الى ان المقترح الفرنسي سيكون في حالة قررت فرنسا تقديمه الى مجلس الأمن الدولي غامضا وملتبسا وحمال أوجه يرضي بعض العرب والفلسطينيين ولا يثير غضب الادارة الاميركية وحكومة اسرائيل ، كأن يشير الى قراري مجلس الأمن 242 و 338 ومبدأ الارض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية باعتبارها عنصرا من عناصر تسوية الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليي والعودة على هذا الاساس الى المسار التفاوضي بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي .
واضاف : ومثل هذا الحل الوسط لن يكون في صالحنا، بل على حساب ما نطالب به، وهو الاعتراف بدود الرابع من حزيران 1967 باعتبارها حدود دولة فلسطين وسقف زمني متفق عليه لإنهاء الاحتلال ، ونحن لا نستطيع الذهاب إلى مفاوضات ظل استمرار الاستيطان. وتابع: المشكلة في تحديد سقف زمني للوصول الى تسوية لكن الحقيقة ان كل السقوف الزمنية تم تجاوزها وبالنسبة لإسرائيل فالتواريخ والسقوغ الزمنية غير مقدسة ولا احد يحاسبه على ذلك ومن هنا ضرورة أن يصدر بهذا الشأن قرار واضح وملزم .
وكانت مصادر رفيعة المستوي قد أكدت أن الادارة الفرنسية اقترحت مبادرة للتوسط بين الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي وتم عرض بنود الخطة على الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني كما اطلعت الاردن على تفاصيلها، والتي تؤكد على حق الفلسطينيين إقامة دولة ذات سيادة تخضع لقانون واحد وسلاح وإدارة واحدة، الى جانب دولة اسرائيل.
وأضافت المصادر لـ "قدس نت للأنباء" إن : الرئيس محمود عباس (أبو مازن) أبدى موافقته على المقترح الفرنسي مرحبا بالوساطة الفرنسية في المفاوضات، لكن باريس أكدت انها لن تكون بديلا عن الادارة الأميركية.
وغادر الرئيس محمود عباس العاصمة الفرنسية باريس، أمس، بعد زيارة رسمية استمرت 3 أيام متوجهاً الى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومن المرتقب ان يلتقي الرئيس أبو مازن وزير الخارجية الاميركي جون كيري يوم غد الثلاثاء، إضافة الى عقد العديد من اللقاءات مع قادة ومسؤولين عرب وأجانب على هامش أعمال الجمعية العامة.
وعن لقاء ( عباس وكيري ) يقول تيسير خالد: لا شيء يحول دون اجراء لقاءات مع المسئولين في الادارة الامريكية او مع أي مسؤول في أي دولة بالعالم وهذا شيء طبيعي، لكن من غير الممكن ان يبقى الرهان على الموقف الامريكي ، فالتجربة المرة والمريرة التي عشناها مع الادارة الامريكية التي رعت عملية السلام طوال 20 عاما لا تسمح لاحد اطلاقا ان يراهن على تغير في الموقف الامريكي ، ففي ظل الرعاية الحصرية للمفاوضات وللعملية السياسية بين الطرفين دمرت الادارة الاميركية كل فرص التقدم نحو التسوية السياسية بسبب انحيازها الفظ للسياسة الاسرائيلية .
وتوقع تيسير خالد ان تمارس امريكا حق النقد الفيتو اذا ما عرض الرئيس محمود عباس مشروع قرار على مجلس الأمن الدولي يدعو الى الاعتراف بحدود 67 باعتبارها حدود فاصلة بين الدولتين فلسطين واسرائيل ويدعو الى انهاء الاحتلال ضمن سقف زمني واضح ومحدد
واستبعد ان يكون لقاء (عباس وكيري) الاخير والحاسم كما وصفه البعض، ولم يعبر في حديثه عن مخاوف من صدام بين الموقف الفلسطيني والامريكي بعد ان اعتمدت امريكا سياسة منحازة لصالح اسرائيل على امتداد سنوات طويلة من تنكر الولايات المتحدة الاميركية للحقوق الفلسطينية ، لا نسعى للصدام مع الادارة الاميركية ولكن ينبغي ألا نخسى ذلك عندما يتطلب منا الموقف الدفاع عن مصالحنا وحقوقنا الوطنية.