الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

نص محاضرة الرئيس محمود عباس في كوبر يونيون

نشر بتاريخ: 23/09/2014 ( آخر تحديث: 23/09/2014 الساعة: 08:58 )
بيت لحم- معا - القى الرئيس أبو مازن محاضرة استمرت نحو اربعين دقيقة في قاعة جامعة "كوبر" الشهيرة في نيويورك وهذا نص المحاضرة:


الرئيس (باراكا)، السيد كلارك وأعضاء هيئة التدريس الكرام، والضيوف المحترمون وأعضاء مجتمع ( كوبر يونيون)،
أشكركم على اتاحة هذه الفرصة لي للتحدث في واحدة من ابرز الكليات الفريدة في العالم.

من كوبر يونيون أريد أن أقول: شكراً لأمريكا للجهود الاستثنائية التي تبذل لتحقيق السلام في فلسطين، وتحديداً للرئيس باراك أوباما ولوزير الخارجية جون كيري على رحلاتهم المتواصلة للبحث عن السلام.

ما يقوم به الرئيس أوباما والوزير كيري يتطلب الشجاعة، تماماً كما كانت شجاعة الرئيس (ابراهام لنكولين) عندما دعا من هذه المنصة عن وجوب نهاية العبودية.

وأتشرف أن اقف على نفس المنصة التي وقف عليها ثمانية رجال كانوا وأصبحوا رؤساء لأمريكا، وأعلنوا من خلالها برامجهم السياسية.

هذه القاعة العظيمة كانت على صلة بحركة إنهاء العبودية، وحركة حرية المرأة، وحركة عمال أمريكا، وحركة الحقوق المدنية. لقد سمعت هذه الجدران رجالاً ونساءً كانوا أقدر مني، وأطلب منكم الإستماع لي للنصف ساعة القادمة.

لقد أتيت اليوم لأنقل تحيات الشعب الفلسطيني الذي يتطلع للعدل والسلام، فلسطين بلد في الشرق الأوسط يعيش فيه المسيحيون والمسلمون في سلام، بلد في الشرق الاوسط شهد ميلاد سيدنا المسيح عليه السلام في بيت لحم، حيث أصلى مع ابناء الشعب الفلسطيني من المسيحيين ثلاثة مرات في السنة في أعياد الميلاد للطوائف المختلفة، بلد يأمل بالعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل.

لقد جئت اليوم لأؤكد تعهدي بتأسيس دولة فلسطين الجديدة. لقد اتيت اليوم لأطلب منكم أن تنظروا إلى فلسطين بطريقة جديدة.

قد يبدو غريباً لمسلم مؤمن أن يتحدث عن السلام هنا بالقرب من مركز التجارة العالمي، حيث سقط الآلاف من الأمريكيين الأبرياء رجال ونساء وأطفال، ضحايا في ذلك اليوم من أيلول.

لكن اليوم من ( كوبر يونيون) أقف في نفس المكان الذي وقف عليه ابراهام لينكولين قبل 150 عاماً وأدان فيه ويلات العبودية واعلنها صريحة، واضحة ومدوية، بأن أبناء الشعب الفلسطيني يدينون الإرهاب، ويدينون ما حدث في الحادي عشر من أيلول، ويدينون معاملة المسيحيين وغير المسيحيين على يد داعش، وأنا على قناعة أنني أتحدث باسم 99% من المسلمين حول العالم، وهنا اليوم وبالقرب من مركز التجارة العالمي أقول للعالم: البرابرة داعش والقاعدة الذين يقتلون الأبرياء ليسوا مؤمنين مسلمين، وللأطفال عائلات ضحايا الحادي عشر من أيلول أقول كفلسطيني مسلم، اسف لألمكم، وهؤلاء القتلة لا يمثلون الاسلام. سنقف ضدهم لمحاربتهم وهزيمة أفكارهم الشيطانية.

مؤخراً في الفاتيكان صليت أنا وقداسة البابا فرانسيس ورئيس إسرائيل حينذاك شمعون بيريز معاً من أجل السلام، صلينا معاً لأننا على اختلاف أدياننا في الواقع نصلي جميعاً لإله واحد رب ابراهيم.

يقول القران الكريم بسم الله الرحمن الرحيم " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم." صدق الله العظيم.

أنا اكبر منكم سناً، 79 عمري سنه على وجه الدقة، عشت حياتي بحلوها ومرها، وجئتكم اليوم أيها الشباب لأخبركم بما صليت من أجله في الفاتيكان، لقد صليت من أجل عالم مختلف، لقد صليت في ذلك اليوم لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي عن شعبي وعن بلدي فلسطين، لقد صليت من أجل دولة فلسطين المستقلة التي تعيش بأمن وسلام وازدهار إلى جانب جارتها دولة اسرائيل.

كما تعرفون فقد عاش اليهود والمسيحيون والمسلمون معاً بسلام لقرون.

فالسلام بين الاديان يجري في شرايين أكثر المدن قداسة في العالم ( القدس ) والسلام بين أديان العالم يجري في شرايين أريحا أقدم مدينة على الأرض.

السلام بين أديان العالم يجري في شرايين فلسطين. لقد صليت مع قداسة البابا من أجل أن تبني فلسطين وإسرائيل الجسور بينهما وليس الجدران العازلة.

صليت من أجل أن أتمكن في يوم من الأيام من تطبيق اتفاقية الأمم المتحدة للقضاء على اشكال التمييز ضد المرأة كافة التي وقعت عليها في دولة فلسطين. وذلك حتى تكون نموذجاً يحتذى به في العالم العربي لحرية المرأة.

لقد صليت أن تعيش إسرائيل وبعد طول إنتظار إلى جانب فلسطين كجار طيب وليس كمحتل، وذلك حتى نتمكن كأبناء للشعب الفلسطيني من الاستمرار في بناء المؤسسات لدولة حضارية ومجتمع منفتح.

لقد صليت من أجل أن تكون أمريكا صديقة حقيقية لإسرائيل، لا صديقة زائفة، وكما يمنع الأصدقاء الحقيقيون أصدقاءهم من القيادة وهم سكارى، يمنع الصديق الحقيقي لإسرائيل من الإنخراط في قتل النساء والأطفال بما في ذلك قصف المستشفيات والمدارس على النحو الذي رأيناه في قطاع غزة مؤخراً.

وكما يمنع الأصدقاء الحقيقيون في أمريكا أصدقاءهم من خرق القانون، فإن الصديق الحقيقي لإسرائيل سيمنعها من بناء 15 الف وحدة استيطانية غير شرعية ، ببنما تدعي في الوقت ذاته مشاركتها في مفاوضات للتوصل الى تسوية.

وكما يمنع الاصدقاء الحقيقيون في أمريكا أصدقاءهم من الاساءة واستغلال أطفال جيرانهم، فإن أمريكا كصديق حقيقي لإسرائيل يجب أن تمنعها من الإعتقال الروتيني لأطفال فلسطين وضربهم وحبسهم دون توجيه تهمة لهم، الامر الذي وثقه الصحفيون وجماعات حقوق الانسان المستقلة.
لذلك اتيت اليوم لأطلب منكم يا طلاب ( كوبر يونيون)، بل لأطلب من جميع طلاب أمريكا والعالم هل ستنضمون إلى هذا الرجل المسن في صلاته؟
هل ستشاركون في بناء العالم الذي ينعم بالسلام؟

نعم سوف تقومون بذلك.
هل ستبنون العالم الذي صليت لأجله: في الحقيقة، عالم أفضل فكما قال الفيلسوف العربي المسيحي خليل جبران " مستقبل أطفالنا ساحر جداً، ولا مكان فيه لرجل مسن مثلي ولا حتى في أحلامي".

الشعب الاسرائيلي يعيش اليوم كمحتل لنا، ودون رؤية دائمة لتعايش سلمي . غير مقبول.

شعبي في قطاع غزة يعيش تحت حصار إسرائيل، دون حرية للسفر والتجارة و 80% منهم يعتمدون على المساعدات الاجنبية، ويعيشون في خوف مستمر لإمكانية قصفهم بشكل عشوائي، ويعيشون داخل سجن كبير. غير مقبول.

إلى اليوم تواصل إسرائيل سيطرتها على أجواء قطاع غزة ومياهه الإقليمية ، والموجات الكهرومغناطيسية وسجل السكان وحركة جميع الأفراد والبضائع.
أقارب الذين استشهدوا مؤخراً في قطاع غزة على يد القوات الإسرائيلية عليهم الحصول على شهادات وفاة لهم من إسرائيل. هل هذا شعب حر؟ غير مقبول.

شعبي في الضفة الغربية والقدس الشرقية يعيشون تحت الإحتلال الإسرائيلي، حيث طرق الفصل العنصري، وخلف جدران ضخمة ، ويضطرون للتنقل من خلال نقاط تفتيش ثابتة، ولا تصل المياه الجارية لعدد كبير منهم ، وقسم آخر لازال يعيش في مخيمات اللجوء منذ عقود طويلة، لا يخضعون لمحاكم عادلة أو دفع كفالات ، وغالبا ما يتعرضون للإعتقال والضرب والإساءة الجسدية، ودون ما أمل في مستقبل أفضل.

إن الحقوق التي يحظى بها أبناء الشعب الفلسطيني اليوم هي أقل بكثير من حقوق الأفارقة الأمريكيين في أمريكا في الخمسينات. غير مقبول.
أنا أطلب منكم التفكير بفلسطين بطريقة مختلفة. أنتم أذكياء. أدرسونا بعناية، واعرفوا الحقيقة.

لقد حاولنا طوال الأشهر الماضية البدء في مفاوضات جدية مع إسرائيل، قلنا لرئيس الوزراء نتانياهو بما أنك تتحدث علناً للعالم أجمع عن تأكيد لخيار الدولتين، لماذا لا نتفق على خارطة للدولتين على حدود 1967؟.

وعلى الرغم من طلباتنا المتكررة ، فأننا لم نحصل على خارطة.
أعيدوا النظر بفكرة فلسطين، ساعدونا على وقف سرقة اراضينا. هذا الأسبوع سأطرح على الأمم المتحدة جدولاً زمنياً جديداً لمحادثات السلام.
المفتاح يكمن بالموافقة على ترسيم حدود الدولتين.

أقول لرئيس الوزراء نتانياهو، إصنع السلام، انهي الإحتلال.

لقد مر ربع قرن من الزمن منذ أن أقرت منظمة التحرير الفلسطينية رسمياً بحل الدولتين، ففي قرار تاريخي قبلته جميع الدول العربية منذ ذلك الحين إعترفت فلسطين بدولة إسرائيل على حدود 1967، متنازلة عن أكثر من 78% من أراضي فلسطين التاريخية، وبدلاً من قبول 78% من الأراضي اختارت الحكومة الاسرائيلية الحالية استخدام عملية السلام للتعتيم على مزيد من الاستعمار والتوسع، وما زلنا نتمنى أن لا يتوقع جيراننا الإسرائيليون من الشعب الفلسطيني أن يعيش في ظل نظام تمييز عنصري.

إذ لا يمكن القضاء بالقوة على رغبة الشعب الفلسطيني الذي يتطلع للسلام والحرية والاستقلال.

نحن الشعب الوحيد على الارض الذين لا زلنا نعيش تحت الاحتلال.
الحقيقة أن جامعة الدول العربية قدمت خطة سلام إقليمية شاملة، مبادرة السلام العربية لعام 2002، هذه الخطة التي لا زالت قائمة، تعرض على إسرائيل أن تعترف بها وتطبع معها 57 دولة من أعضاء جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي، مقابل الانسحاب إلى حدود 1967، وحل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين استناداً لقرار الجمعية العامة رقم 194، وذلك حتى نتمكن من انهاء ( نكبة ) الشعب الفلسطيني.

اذا قال لكم شخص مرة أخرى أن الدول العربية هي العقبة الرئيسية أمام السلام، فهذا غير صحيح، وهذا الوضع موجود منذ أكثر من عقد.

عليكم رؤية فلسطين بطريقة جديدة، ساعدونا لوقف سرقة أراضينا، رئيس الوزراء نتانياهو إنهي الإحتلال، إصنع السلام. تقول الوصية الثامنة ( لا تسرق).
طلبت أمريكا من إسرائيل مباشرة وقف بناء المستوطنات غير الشرعية على الاراضي الفلسطينية، لكن إسرائيل فعلت عكس ذلك، فخلال التسعة أشهر الأخيرة من المفاوضات التي ترعاها أمريكا، وبعد أن طلبت من إسرائيل وقف الاستيطان، أكملت إسرائيل بناء وحدات سكنية استيطانية ل55 ألف مستوطن جديد، ليصبح عدد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس الشرقية 600 ألف مستوطن.

أليس سرقة الأراضي مدرجة في الوصية الثامنة؟
بموجب القانون الدولي لا يحق لإسرائيل الاستيلاء على هذه الاراضي.

ان سرقة إسرائيل المستمرة لأرضنا هي المشكلة الجوهرية الأكثر إلحاحاً . إنها تعرقل التوصل إلى سلام عادل ودائم مع فلسطين، وهذه السياسة الاسرائيلية تذكرنا بالكلمات الحكيمة التي قالها الرئيس الراحل كيندي: " لا يمكننا التفاوض مع هؤلاء الذين يقولون ما هو لي ملكي، وما هو لك خاضع للتفاوض".

عندما مارست فلسطين حقها الذي طال انتظاره لطلب الاعتراف بالدولة أمام الأمم المتحدة، لم يكن ذلك محاولة منا لتجاوز مفاوضات السلام، وانما كان ذلك سيسمح لنا بأن نصبح قادة السلام وحقوق الإنسان في العالم الإسلامي، وذلك بالأساس من خلال الانضمام للمنظمات الدولية والمعاهدات متعددة الأطراف.

التصويت العالمي جاء لصالحنا لنصبح دولة مراقبة عام 2012، إذ صوت 138 دولة لصالحنا، وعارضت طلبنا 9 دول فقط.

فقط 9 دول في العالم بأسره عارضت طلبنا، وقد رأت عشرات الدول الأخرى التي صوتت لصالحنا أننا كنا مؤهلين جيداً للانضمام إلى مجتمع الأمم السلمي.

جميع هذه الدول قامت بإعادة النظر بفكرة فلسطين، تماماً كما يجب أن تفعلوا الآن.

انظروا إلى فلسطين بطريقة جديدة، وأوقفوا سرقة أراضينا، رئيس الوزراء نتانياهو كفى، انهي الإحتلال.

نطالب المجتمع الدولي بعدم الاختباء وراء دعوات استئناف المفاوضات، دون إلزام الحكومة الاسرائيلية بوقف سرقة أراضينا. المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية توفير الحماية لشعبنا الذي يعيش تحت إرهاب المستوطنين وجيش الاحتلال والحصار المؤلم.

ويجب أن يكون موقف المجتمع الدولي تجاه الحكومة الاسرائيلية قائماً على تحميلها المسؤولية مباشرة وفقاً للقانون الدولي وحقوق الانسان.
باسم الشعب الفلسطيني الشجاع، وسيراً على خطى المهاتما غاندي، ومارتن لوثر كنج، ونيلسون مانديلا، لا زلت آتي لإيصال رسالة السلام والعدالة إلى إسرائيل وبقية العالم.

إن تحقيق الأمن يتطلب إنهاء الاحتلال والظلم، لا نفهم كيف يجري تضليل الشعب الإسرائيلي لدرجة أنه لا يدك أن القصف العشوائي لغزة الذي يقتل الآلاف من النساء والأطفال لا يزرع سوى المزيد من الكراهية.

كرئيس للشعب الفلسطيني، فأنا لا زلت ملتزماً بشكل تام برؤية الدولتين، للعيش بسلام مع جارتنا إسرائيل.

لهذا السبب انضممت لقداسة البابا فرانسيس وللرئيس بيريس للصلاة من أجل السلام .

الآن لقد أخبرتكم عن عالمي، عالم هذا الرجل المسن، لكنكم شباب، وفي مفردات الشباب لا توجد كلمة (تعب) ولا توجد كلمة (فشل).

هناك في ولاية ( مين) يلتقي كل صيف فتية فلسطينيون وإسرائيليون وأمريكيون وعرب وآخرون، يبنون ذلك العالم الذي أنادي به في فلسطين في مخيم تأسس عام 1993 يسمى بذور السلام، إنها فكرة ناجحة، إنها المستقبل، إنها الحقيقة، لهؤلاء الذين يقولون ان السلام مستحيل بين الفلسطينيين والاسرائيليين، أقول لهم قوموا بزيارة أمريكا، قوموا بزيارة ولاية ( مين) .

في الختام وبعد أن وصلت إلى سن 79 عاما، لا أعرف إذا ما كنت سأحمل بين يدي ثمرة السلام وأتذوق طعمها الحلو، ولكني على يقين تام بأنني حملت بين يدي ورأيت بأم عيني بذور السلام.

بذور السلام هي الشباب الفلسطيني والاسرائيلي والامريكي وغيرهم من جميع أنحاء العالم الذين يشكلون جماعات السلام في الجامعات مثل ال ( J. STREET) وطلاب من أجل العدالة في فلسطين.

اولئك هم بذور السلام.
- أنت من بذور السلام – إشارة.
- أنت من بذور السلام – إشارة .
- أنت من بذور السلام – إشارة.
لا تستهينوا بقوة شبابكم.
كان الشباب هم الذين ساروا في برمنجهام- الاباما، بصحبة مارتن لوثر كنخ، الذي كان السبب في إعادة النظر في العلاقات العرقية في أمريكا.

لقد كانت مظاهرات الشباب في الجامعات الامريكية ضد حرب فيتنام هي التي أجبرت القادة على إعادة النظر في تلك الحرب.

لقد كانت مظاهرات الشباب في الجامعات الامريكية ضد التمييز العنصري، هي السبب في القضاء على هذا الظلم في النهاية، وأقول لكم هل لديكم القدرة لإقناع الشعب الامريكي برؤية القضية الفلسطينية بطريقة جديدة.

قد تأتي الحكمة من كبار السن، لكن شغف تحقيق العدالة يأتي من الشباب، يسأل كبار السن متى ستتحقق العدالة؟ لكن بالنسبة للشباب وقت العدالة دائماً الآن. وهذا ما يجب أن يكون عليه الحال.

نلسون مانديلا وهو صديق كبير لفلسطين، قال ذات مرة لا يمكن أن تكون جنوب إفريقيا حرة حتى تتحرر فلسطين.

الآن هل ستبدأون يا بذور السلام ببناء عالم الغد حيث لا يقتل الفلسطينيون والإسرائيليون؟.
هل ستبنون يا بذور السلام عالماً يدعم نسبة ال 99% من المسلمين واليهود والمسيحيين المحبين للسلام، والرافضين للحركات الدينية المتطرفة والعنيفة.
هل ستقومون يا بذور السلام بالنظر إلى فلسطين بطريقة جديدة، وتطلبون من الآخرين إعادة النظر أيضاً؟.
هل ستفعلون ذلك من أجل الفلسطينيين والاسرائيليين؟.

بالتأكيد ستفعلون ذلك لأنه هنا في هذه الكلية الرائعة (كوبر يونيون)، حيث يتم إبداع أمور سحرية، وفي الكليات في جميع أرجاء أمريكا يوجد التنوع الديني والعرقي بالفعل، لقد قمتم فعلاً ببناء ذلك العالم حيث يوجد التعايش بين الأديان والسلام والمحبة التي يقول الناس لكم أنه من المستحيل تحقيقها في بلدي فلسطين.

على الرغم من محاولات إسرائيل لإجبار شعبنا على قبول حقيقة التشرد والتمييز العنصري ( الأبرتهايد ) تحت غطاء الإفلات من العقاب، سوف نواصل مسيرتنا السلمية نحو الحرية، مقتبسين من شاعرنا الراحل الكبير محمود درويش " واقفون هنا، قاعدون هنا، دائمون هنا، خالدون هنا، ولنا هدف واحد، واحد ، أن نكون".

إنكم تعرفون كيف تعبدون الطريق إلى المستقبل، وتعلمون إن ذلك يجري في شرايين ( كوبر يونيون) ويجري في شرايين أمريكا، كما يجري مباشرة في شرايين القدس وفلسطين.

جميعنا ارتكبنا أخطاء، واليوم أقول، دعونا نسير إلى الأمام، دعونا لا نغفر سبع مرات بل سبعين مرة سبع مرات كما قال السيد المسيح عليه السلام .
لقد قال مارتن لوثر كينج ذات مرة " إن مركب العالم الأخلاقي طويل، ولكنه ينحني باتجاه العدالة".

وأقول لكم اليوم : " إن مركب الخوف طويل، لكنه يدور دائماً باتجاه الحب " وأنوي أن نغلق هذه الدائرة، واليوم أطلب منكم بتواضع أيها الطلاب المميزون في ( كوبر يونيون ) في أمريكا والعالم، كونوا جزءاً من هذا التغيير : أعيدوا النظر بفكرة فلسطين.

بارك الله فيكم جميعاً