أبو عين: مخطط النويعمة تطهير عرقي وسيسقط حل الدولتين
نشر بتاريخ: 24/09/2014 ( آخر تحديث: 24/09/2014 الساعة: 17:44 )
رام الله – معا - أكد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان زياد أبو عين، اليوم الأربعاء، أن مخطط النويعمة لتهجير البدو هو مخطط للتطهير العرقي للمواطن الفلسطيني، فهذه جريمة إنسانية تهدف إلى إخلاء الأراضي الفلسطينية، من أجل السيطرة المطلقة عليها وإسقاط "حل الدولتين"، فالقضية ليست قضية تهجير للبدو إنما قضية مشروع وطني فلسطيني تسعى إسرائيل لتدميره.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي خاص، نظمته هيئة مقاومة الجدار والاستيطان ومركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، في مركز الإعلام الحكومي برام الله.
وقال زياد أبو عين إن هذا المخطط قائم على إخلاء التجمعات البدوية الفلسطينية المنتشرة في أكثر من 46 تجمعا، تمتد من جنوب العيزرية وأبو ديس إلى منطقة حزما، امتداداً إلى البحر الميت، وخط الهدنة في بيسان، إضافة إلى الأغوار الأردنية، والأغوار التي تتاخم الأرض الفلسطينية.
وأضاف أبو عين أن الاحتلال يريد إخلاء التجمعات البدوية الموجودة منذ سنين ونقل نحو 12 ألف نسمة إلى 4 تجمعات يتم إنشاؤها لهذا الغرض، موضحا أنه سيتم نقل البدو للاستيلاء على عشرات آلاف الدونمات، من أجل قطع أوصال الضفة الغربية، والسيطرة الإسرائيلية المطلقة على كل هذه المنطقة، وإسقاط مشروع الدولة الفلسطينية ومشروع حل الدولتين.
وجرّم أبو عين الشركات الفلسطينية التي تعمل وتتعاطى مع هذه المخططات، قائلا: إننا ندين أي تعاون لأي شركة فلسطينية، ونجرم ونطالب بمعاقبة وملاحقة أي شركة تتعاطى مع الاحتلال، ومع الأعمال العدائية التي يمارسها الاحتلال بحق شعبنا وأرضنا، ونطالب المتورطين بالاعتذار للشعب الفلسطيني، سواء كانوا مقاولين أو مهندسين.
وأكد أبو عين أنه سيتم العمل على محاربة أي شركة تورطت، ولن تقف السلطة الوطنية مكتوفة الأيدي حيال ذلك، علما أن هناك أسماء لشركات تعاونت مع هذا المخطط وقدمت تسهيلات ومساعدات لمشاريع التصفية الإسرائيلية، والتقت مع الإدارة المدنية بهذا المشروع، وهو جريمة وطنية.
وأشار أبو عين إلى أن القيادة وعلى رأسها الرئيس محمود عباس على اطلاع بما يجري، وستعمل على إثارة هذا الملف في نشاطاتها ولقاءاتها السياسية والدولية مع الأمم المتحدة، لأن ما يجري من تخطيط هو كارثة وطنية فلسطينية، إن لم نحسن التصدي لها.
وبيّن أبو عين أن ضرر هذا المخطط غير مقتصر على البدو وحدهم، بل سيطال كل مواطن، لأنه سيقطع أوصال الضفة الغربية جنوبها وشمالها، كون إسرائيل تخطط من خلاله لعملية خلق خط المعرجات لأريحا بديلا عن خط القدس أريحا.
وقال أبو عين: لن نقبل بخيمة بدوية واحدة، وسنحارب أي شركة فلسطينية تتعاون مع الاحتلال، وأي شركة تورطت بالتعاون مع الاحتلال مطالبة بالاعتذار.
من جهته، وصف مدير مركز القدس للمساعدة القانونية عصام العاروري، ترحيل الاحتلال الجماعي للفلسطينيين بــ"جريمة الحرب النكراء"، وأكد أن "مخطط إفناء البدو في فلسطين لن يمر، فالمخططات لاتزال في طور الإعلان".
وأكد العاروري أن هذا المخطط مخالف للمادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة، ويعد حسب القانون الدولي والإنساني جريمة حرب لا تسقط بالتقادم، لأنه قائم على الترحيل الجماعي والقسري، ويحق لنا مقاضاة الاحتلال على هذه الجريمة.
وأشار إلى أن المخطط يقوم على تخصيص تتراوح مساحة بين 400-600 متر مربع لكل عائلة بدوية، وهي مساحة صغيرة جدا وغير ملائمة لحياة المواطن البدوي.
وشدد على أن البدو مصدر هام للحياة الاقتصادية، حيث ينتجون ما نسبته 13% من مجمل إنتاج الثروة الحيوانية في فلسطين، و5 آلاف طن من اللحوم الحمراء سنويا، إضافة إلى 12 ألف طن من الألبان، والمخطط الإسرائيلي يعني القضاء على مصادر رزقهم، ما سيزيد من قيمة العجز الغذائي في المجتمع الفلسطيني، ويرفع نسبة الفقر والبطالة.
وفي ذات السياق، أكد ممثل عن التجمعات المعرضة للترحيل جميل جهالين، أن هذه المخططات تهدف للترحيل القسري لآلاف العائلات البدوية إضافة لسعيه من أجل تدمير جزء من الاقتصاد الوطني الفلسطيني، وفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها.
وطالب جهالين، بإعلان موقف واضح من الجميع للوقوف ضد تنفيذ هذا المخطط وتوفير سبل دعم وصمود البدو فوق أرضهم، وطالب أيضا المؤسسات الدولية بالضغط على إسرائيل لوقف هذا المشروع، داعيا وسائل الإعلام لفضح ممارسات الاحتلال وتسليط الضوء على هذه القضية.
وطالب جهالين السلطة الفلسطينية باتخاذ موقف رسمي على أعلى المستويات من أجل الوقوف في وجه هذه المخططات، موجها رسالة للمؤسسات والوزارات تدعو إلى "توفير احتياجات هذه التجمعات وتعزيز وجودها، وتسليط وسائل الإعلام الضوء على هذه القضية بشكل أساس".