الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

وجهات نظر مختلفة داخل القيادة بشأن محكمة الجرائم والرئيس حسم الأمر

نشر بتاريخ: 28/09/2014 ( آخر تحديث: 29/09/2014 الساعة: 19:25 )
نيويورك- موفد معا - شهدت القيادة الفلسطينية نقاشا مستفيضا حول جدوى واّليات توجه قيادة منظمة التحرير لمقاضاة اسرائيل بتهمة جرائم الحرب وتقديم طلب للامم المتحدة لتحديد سقف زمني لانسحاب الاحتلال كما حدث في عدة دول في العالم من قبل، مثل تيمور وغيرها.

وفي النهاية توقف الامر عند وجهتي نظر، الاولى تقول ان تذهب القيادة حتى خط النهاية في قلب الطاولة على رأس اسرائيل ومقاضاتها في المحاكم الدولية "مهما كلف الثمن"، ويمثل وجهة النظر هذه تيار قوي في داخل القيادة يستند الى رؤية ان نتانياهو وحكومته لن يسمحوا للمفاوضات ان تنجح وسوف يتذرّعون بجميع انواع الذرائع من اجل افشالها، والدليل على ذلك ان نتانياهو حين تولى الحكم عام 1996 لم يكن هناك صواريخ ولم تكن حماس فازت بالانتخابات ولم يكن هناك سوى السلطة التي تبسط سيطرتها وقواتها الامنية بحكم منقطع النظير على جميع الفلسطينيين. ولم يكن هناك داعش ولا القاعدة ولا اي خطر. ومع ذلك أفشل نتانياهو اتفاقية اوسلو وتسبب في اندلاع انتفاضة الاقصى. كما سيفعل ذلك لاحقا لانه قرر في اعماق نفسه انه لن يوقف الاستيطان ولن ينسحب من اي اراض فلسطينية ولن يوقف تهويد القدس.
|298055|
وجهة النظر الثانية كانت اكثر "اعتدالا" وحثّت الرئيس ابو مازن على استخدام تصاعدي تدريجي بطيء وغير مفاجئ في التعامل مع الامم المتحدة، بل طالبته بتخفيف لهجة خطابه امام الامم المتحدة حتى لا يستفز الولايات المتحدة الامريكية، وهذه القيادات اعتمدت على تيار يقول ان الامور في النهاية ستصب في مصلحة القضية الفلسطينية وان الاحداث كلها ستقود الى دولة من دون ان ندفع ثمنا باهظا لذلك.
|298053*من اليسار قيس كسابري|
تيار ثالث كان يدفع الرئيس باتجاه ان يتشدد امام اسرائيل ولا يكسر قواعد اللعب مع الامريكان، بحيث يستخدم علاقاته الدولية وحلفائه العرب المقربين من الادارة الامريكية في توجيه غضب الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال وعدم اغلاق ابواب التفاهم والوعودات مع الادارة الامريكية. وهذا هو اقوى التيارات ويتمثل في شخصيات نافذة في منظمة التحرير وفي اللجنة المركزية لحركة فتح وفي السلطة الفلسطينية، ويدعم هذا التوجه قيادات كانت معه في الطائرة ووزراء وقادة آخرون لم يرغبوا في تأزيم الامور بين الرئيس وبين الرئيس اوباما لدرجة تتكرر فيها تجربة ياسر عرفات.
|298052*من اليمين أسامة أبو ردينة وأسامة القواسمي|
الرئيس ابو مازن والذي اصطحب معه رئيس الجكومة الدكتور رامي الحمد الله ووزير الخارجية د رياض المالكي والمستشارون اكرم هنية وصالح رأفت ومجدي الخالدي وصائب عريقات ونبيل ابو ردينة الى جانب الناطق بلسان حركة فتح اسامة القواسمي ، اصطحب معه ايضا وفدا صحفيا . وقبل يوم من موعد الخطاب تردد في دراسة الاحتمالات الثلاثة. وفي النهاية اتخذ قرارين اثنين .
|298054*الزميل ناصر اللحام|
القرار الاول هو اعتماد الخيار الثالث في محاضرته امام طلبة جامعة كوبر وامام محطات التلفزة، فهاجم اسرائيل بشدة ولكنه امتدح جهود الادارة الامريكية والرئيس اوباما والادارة الامريكية.
|298051*من اليمين صالح رأفت والمستشار أكرم هنية|
اما خلال خطابه في الامم المتحدة فاتخذ القرار الاكثر تشددا، ورفض توجيهات كيري واوباما عدم تقديم طلب للامم المتحدة واعطى الضوء الاخضر لعزام الاحمد بتعزيز المصالحة مع حماس، فأغضب تل ابيب وواشنطن وبدا مرتاح البال في الطائرة وهو عائد الى رام الله.|298056*المستشار د. مجدي الخالدي|