رهام أبو زاهر الثالثة في الفرع العلمي.. تطمح بدراسة الطب وتتمنى ان يصبح التعليم مجانياً
نشر بتاريخ: 08/08/2007 ( آخر تحديث: 08/08/2007 الساعة: 12:59 )
نابلس- سلفيت- معا- من نعم الله على أهل فلسطين أن جعلها أرضا مباركة وجعل نساء وبنات فلسطين قدوة للعالمين في الصبر والتحدي والتميز نحو المجد، وجعل طالبات فلسطين مثالا يحتذى به في العلم والتعلم والأخلاق، ومن هؤلاء الطالبات رهام تيسير عبد الجبار أبو زاهر من سلفيت والحاصلة على معدل 97.8% وبترتيب الثالثة من بين العشر الأوائل في التوجيهي، فبجهدها ومثابرتها وتحديها وإيمانها العميق، وبتوفيق ورعاية الله لها، كان لها حقا أن تصل إلى أول الطريق نحو العزة والرفعة لشعبها وأمتها.
دموع الفرح
وللحظات الفرح معنى كبير ودموع، فلم تتمالك الطالبة رهام، نفسها لحظة سماعها نتيجتها بحصولها على المرتبة الثالثة على مستوى محافظات الضفة الغربية، بمعدل 97.8% في الفرع العلمي فانسابت دموع الفرح وحمدت الله كثيرا، وكانت دموعها أفضل تعبيراً عن شعورها بالفرحة والابتهاج.
وتتكلم رهام وتقول:"هي أكبر وأول فرحة في حياتي"، بهذه الكلمات استهلت رهام حديثها التي قاطعتها بعض قطرات من الدموع انسابت على وجنتيها وهي تتقبل التهاني ممن حولها، من والديها وأشقائها وعائلتها الذين بادروا باحتضانها وتقبيلها بدموع الفرح.
ولا تبخل علينا بالحديث فتقول: "توقعت أن يأتي ترتيبي ضمن العشرة الأوائل، ولكني حصلت على الثالثة وهذا كان بفضل الله أولاً وجهود والدي اللذين وفرا لي كافة وسائل الراحة وبذلا الكثير من أجلي، وبفضل جهود الهيئة التدريسية في مدرسة بنات سلفيت الثانوية للبنات.
وأرادت رهام أن تهدي تميزها وفوزها وكان لها ما أرادت فقد أهدت رهام نجاحها لوالديها ولمدرستها ومديرتها ولأقربائها ولفلسطين وشهدائها كافة.
مسيرة تفوق
رهام "بكسر الراء من لا يؤكل لحمه من الطير، وبضمها المطر الخفيف الدائم " مسيرتها في التفوق متواصلة منذ الصغر، كحال شقيقتها وأشقائها الأربعة، فقد عُرف عنها بأنها من المتفوقات دائماً طيلة المراحل الدراسة ولم ينخفض معدلها عن 98% وتمكنت بجهودها أن تحافظ على هذه النتيجة في الثانوية العامة بمعدل 97.8% كما أنها سارت على نهج والديها في التفوق، ووالدها يعمل رئيسا لمحكمة بداية رام الله ووالدتها محامية وتتهيأ وتتشوق وتواصل رهام دراسة الطب الذي عشقته منذ صغرها لتكون مثالاً حياً للتفوق وخدمة وطنها وشعبها، وتقدم ما تستطيع لخدمة شعبها الذي لم يبخل عليها بشيئ حتى تفوقت.
وقد غمرت الفرحة أهل البيت، وأعرب والداها عن فرحتهما بالنتيجة التي حصلت عليها ابنتهما وشكرا الله تعالى على هذا المعدل، وأشارا إلى أنهما كانا يتوقعان حصول رهام على مرتبة عالية بفضل الله والجهود التي بذلاها في توفير الجو الملائم والدعم المعنوي لابنتهما رهام.
وقد اتصل بها وبوالديها كل من يعرفهم ولا يعرفهم وعلى رأسهم سيادة محافظ سلفيت الأخ منير العبوشي وباركوا لهم التفوق على مستوى الوطن، فبرغم ممارسات الاحتلال واقتحاماته للمدن الفلسطينية وللوضع الفلسطيني الصعب وسياسة التجهيل... تتفوق رهام، ولوحظ كثرة المهنئين من الأقارب والأصحاب والجيران وغيرهم، والتي بدت متواضعة وهادئة وشامخة شموخ جبال فلسطين، ومرحبة بكل الأهل والضيوف، وينتظر منها شعبها أن تتفوق وتبدع في الطب كما أبدعت في التوجيهي لخدمة الوطن.
لا حدود لطموحها
وتطمح رهام لدراسة الطب كي تساعد وتداوي أبناء شعبها وكل من لا يستطيع دفع ثمن الدواء، كيف لا وهي لا تبخل بتدريس وتعليم صديقاتها وجيرانها وكل من يطلب المساعدة في العلم والتعلم، وتطمح أن يصبح التعليم مجانيا في فلسطين بجميع مستوياته، وهي أصلا أرادت التفوق لتخفيف العبئ المادي عن والدها حيث دراسة الطب تكلف مبالغ كبيرة وخيالية وقلة قليلة تقدر على مصاريف دراسة الطب.
ولا تنسى هموم شعبها فهي حصلت على المرتبة الثانية في مسابقة حول آثار الجدار العنصري الذي يلتهم محافظتها ويدمر حلم الدولة الفلسطينية، وكتبت بأسلوب علمي بعيد عن العواطف وشخصنة الأمور، وهي طليقة اللسان في اللغة الإنكليزية كي تظهر للعالم معاناة شعبها المكلوم.ولديها حب إطلاع واسع خاصة لكل ما هو جديد فهي لا تفارق الانترنت لتتواصل مع العلم الخارجي.