الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

محاكمة رسمية عودة في أميركا تتحول لمحاكمة جرائم إسرائيل ضد الأسرى

نشر بتاريخ: 08/10/2014 ( آخر تحديث: 09/10/2014 الساعة: 14:37 )
رام الله- معا - خلافا لما كانت تخطط له دائرة الإدعاء العام الفدرالية الأميركية في قضيتها ضد الأسيرة الفلسطينية المحررة رسمية عودة فقد بدأت محاكمتها في الولايات المتحدة تأخذ طابع محاكمة الجرائم والتعذيب الذي مارسته وتمارسه سلطات الاحتلال الاسرائيلي ضد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

وكانت دائرة الإدعاء العام الفدرالية وجهت اتهامات لرسمية في تشرين الاول/ اكتوبر الماضي بالتزوير عند تقدمها للحصول على الجنسية الأمريكية لإخفائها ضمن طلب الإقامة لدائرة الهجرة أنها قد أدينت في إسرائيل بتهمة مشاركتها بعملية عسكرية في القدس عام 1969.

وعرضت على رسمية عقب ذلك صفقة رفضتها بإسقاط القضية ضدها مقابل تخليها عن جنسيتها الأميركية وإبعادها عن الأراضي الأميركية فيما نجحت الحملة التي شنتها لجنة الدفاع عن رسمية عقب ذلك بفرض اقالة القاضي الأول المكلف بمحاكمتها بعد اثبات انه ناشط صهيوني تولى جمع تبرعات لصالح اسرائيل.

وخلال جلسة المحاكمة الأخيرة لرسمية خلال ايام عيد الأضحى طالب محامي رسميه، مايكل دوتشة بإسقاط القضية ضد عودة كون المعلومات حول قضيتها جمعت خلال حملة شنتها وكالة المباحث الفدرالية ضد 23 ناشطا اميركيا متضامنا مع فلسطين قبل ثلاثة اعوام.

ورفض القاضي غريشين دراين اسقاط الدعوى لكن محامي رسمية طالب بأن تشمل المحاكمة خبراء تعذيب بينهم خبيرة التعذيب وعلم النفس السريري، ماري فابري، من مركز كوفلر ذو الشهرة العالمية لمعاملة الناجين من التعذيب للإدلاء بشهادتها حول ما يسمى بحالة اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) التي عانت منها عودة عقب التعذيب الجسدي والجنسي على أيدي سلطات السجون الإسرائيلية والتي شملت عمليات تعذيب واغتصاب من قبل المحققين إلإسرائيليين.

ومن ضمن اعراض هذه الحالة النفسية ان المغتصبة او المعذبة تمسح من ذاكرتها واقعة التعذيب والاعتداء الجنسي وهذا ما دفعها لأن أجابت كما فعلت على طلب الهجرة. واعتبر دوتشة ان تعذيب الأسرى الفلسطينيين في سجون اسرائيل هو قلب الدفاع عن رسمية.

وحذر عضو هيئة الدفاع عن رسمية عودة الدكتور سنان شقديح من محاولة الإدعاء العام في قضية رسمية استهداف اعضاء هيئة الدفاع عبر توجيه اتهامات لهم بمحاولتهم التأثير على مجرى المحاكمة والمحلفين.

وقال شقديح ان المدعي العام عمد اليوم الى مطالبة المحكمة بتحويلها لمحاكمة سرية متهما اعضاء هيئة الدفاع عن رسمية ومنهم الناشط السياسي حاتم ابو دية بمحاولة التأثير على المحلفين عبر حشد المتظاهرين داخل القاعة وخارج ابواب المحكمة للمطالبة بإسقاط القضية..

واعتبر شقديح اتهامات الإدعاء العام للجنة الدفاع عن عودة بأنها مؤشر على ضعف قضية الإدعاء العام وفشله بعد ان نجحت الهيئة بتحقيق انتصار بالاطاحة بالقاضي الأول لعلاقاته وارتباطاته مع اسرائيل وأيضا بعد ان انقلب السحر على الساحر وبدأت المحاكمة تتحول لمحاكمة اسرائيل وتعذيبها للأسرى الفلسطينيين في سجونها ويبلغ عددهم الأن نحو ستة الأف اسير واسيرة وطفل

وقال شقديح ان المخرج الوحيد امام المدعي العام هو اسقاط القضية وسحب التهم ضد عودة تماما كما فعل عندما حاول محاكمة طالب سعودي بعثت معه والدته "طنجرة ضغط" وحاول الإدعاء العام اتهامه بالإرهاب.

من جانبه رأى الناشط في قضايا الأسرى الفلسطينيين في الولايات المتحدة محمود جاسر في محاكمة رسمية فرصة لتسليط الضوء على واقع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال معبرا عن ارتياحه من تحولها الى محاكمة تسلط بقعة ضوء على ما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال من تعذيب وتنكيل ادى لاستشهاد العشرات منهم.

وقال محمد سنكري، عضو هيئة الدفاع عن رسمية " الكثير من قادتنا، مثل رسمية مستهدفون من قبل وزارة العدل لنشاطهم في دعم حرية فلسطيني فيما يجب ان تكون هذه القضية لإتهام لإسرائيل وسياساتها الوحشية.
وأضاف: سنستمر في الحشد والفعاليات والعمل على اسقاط التهم ضد رسمية".

ومن خلال متابعتها لمحاكمة رسمية عودة تفيد دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية أن قضية رسمية بدأت تحظى بمتابعة واسعة من وسائل الأعلام فيما اخذت قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال والممارسات بحقهم تحظى باهتمام ملحوظ في الولايات المتحدة بسبب القضية المرفوعة ضد رسمية والتي يقول شقديح انها جزء من محاولة الادعاء العام استهداف الناشطين السياسيين المتضامنين مع فلسطين لكنها بدأت تأخذ منحنى لصالح قضية الكشف عن جرائم اسرائيل في السجون.