"الأقصى"- استباحة متكررة تشعل فتيل مواجهة صامتة
نشر بتاريخ: 08/10/2014 ( آخر تحديث: 08/10/2014 الساعة: 18:05 )
القدس- معا - ما أشبه اليوم بالبارحة.. اقتحامات تتكرر في نفس المكان وبنفس التوقيت وبذات الحجة، ففي مثل هذا اليوم من عام 1990 وقعت مجزرة المسجد الأقصى عندما اقتحمه متطرفون يهود من اجل وضع حجر الأساس للهيكل المزعوم، واستشهد 21 مواطنا فيما اصيب واعتقال العشرات من الفلسطينيين دفاعا عن الأقصى ولإحباط وضع حجر الأساس "للهيكل المزعوم" داخل المسجد.
اليوم ومنذ ساعات الصباح نفذ "متطرفون" اقتحاماتهم بحماية من قوات الاحتلال، حيث انتقلت الدعوات لاقتحامه من الغرف المغلقة إلى العلن، وبات الساسة والوزراء يطالبون بـ "حقهم" في الأقصى.
بالأمس كان "المتطرفون" لا يجرؤون على اقتحامه ولا الشرطة الإسرائيلية تجرؤ على صد المصلين، واليوم كل شيء تغير، فيمنع المصلون بأعمار تحددها الشرطة من دخوله، ويحدد المتطرفون أوقات اقتحامه مسبقا، وأصبحت شرطة الاحتلال تتحكم بأبواب المسجد الأقصى وتغلقه بوجه المسلمين عامة.
وأكدت قيادات إسلامية ووطنية ان المسجد الأقصى يمر في اخطر المراحل، حيث تحاك ضده مخططات عديدة من قبل الجماعات المتطرفة وبإشراف حكومة الاحتلال، لتغيير الوضع القائم فيه وتقسيمه زمانيا ومكانيا.
|298869|
الرئيس: إسرائيل تسعى لتحويل الصراع السياسي الى صراع ديني
اتهم الرئيس محمود عباس، اليوم الأربعاء، حكومة إسرائيل بالسعي لتحويل الصراع السياسي إلى صراع ديني محذرا من عواقب رعاية هذه الحكومة للاعتداءات التي يقودها المتطرفون والمستوطنون ضد المسجد الأقصى.
وشدد في تصريحات صحفية على أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بتمرير الإجراءات الإسرائيلية الخطيرة بحق المسجد الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي.
وأضاف أن إسرائيل تسعى للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، وتحاول الحكومة الإسرائيلية أن تفتح أبوابا خاصة للمتطرفين والمستوطنين، من أجل أن تسهل عليهم دخول المسجد والعبث فيه.
وقال الرئيس: "في القريب العاجل ذاهبون إلى مجلس الأمن لعرض القضية كلها وبرمتها، ونأمل بأن ينصفنا هذا المجلس ونحصل على حقوقنا كاملة".
وتابع: نحن على اتصال دائم مع أشقائنا في المملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة المغربية رئيسة لجنة القدس، لاتخاذ الإجراءات العربية والإسلامية الضرورية لذلك.
|298871|
وزير القدس ومحافظها عدنان الحسيني
حمل وزير شؤون القدس ومحافظها المهندس عدنان الحسيني رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو مسؤولية تفجير الاوضاع في مدينة القدس والساحة الفلسطينية والعربية والاسلامية برمتها لتغاضيه عن ممارسات المستوطنين المتطرفين ودعمهم في اقتحاماتهم المتزايدة للمسجد الاقصى المبارك وساحاته واعتداءات افراد الامن الاسرائيلي على المصلين المسلمين ومنع الالاف من اداء عباداتهم في قبلتهم الاولى.
واكد في الذكرى ال 24 لمجزرة المسجد الاقصى التي اقترفتها قوات الاحتلال في الثامن من تشرين اول 1990 وراح ضحيتها 21 شهيدا ومئات الجرحى والمعتقلين، أن دائرة الاستهداف والتحديات آخذة في الاتساع وحصار مدينة القدس وأهلها "المرابطين" وجميع ابناء الشعب الفلسطيني الذين اخذوا على عاتقهم التصدي "للغطرسة الاستيطانية"، والدفاع عن مسجدهم ورفض كافة الدعوات التي تطلقها المنظمات المتطرفة لاقتحام هذا المكان المرتبط بعقيدتهم ووجدانهم وأكثر من مليار عربي ومسلم، ما يؤكد على حقهم غير القابل للتصرف بكافة المقدسات الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس وجميع المناطق الفلسطينية الخاضعة للاحتلال والذي تلزمه قرارات الشرعية الدولية توفير الحماية المطلوبة لها وعدم التضييق على حرية العبادة فيها.
وقال: "لعل ما جرى صباح اليوم الاربعاء من تصدي من استطاع من الفلسطينيين الدخول الى المسجد الاقصى المبارك ومقاومتهم لقوات الاحتلال المدججة خلال تأمينها اقتحام المستوطنين اليه بمناسبة (عيد العرش اليهودي) واستخدام شتى انواع الاسلحة ومنها المحرم دوليا بحق العزل وقمع ذوي الصدور العارية ومنع المئات من الشباب والنساء المسلمين من الدخول الى المسجد الاقصى، ما أدى الى اصابة العشرات بالرصاص المطاطي والغاز السام والاعتداء على سدنة المسجد، خير دليل على تمسك هذه الفئة المرابطة من ابناء الامتين العربية والاسلامية بمسجدهم وقدسهم آخذين على عاتقهم الوقوف بخط الدفاع الاول نيابة عن امتهم وعلى سمع وبصر المجتمع الدولي الذي يقف متفرجا لما يرتكب من انتهاكات سافرة بحق ابناء الشعب الفلسطيني".
واكد الحسيني "ان مدينة القدس ومقدساتها، وعلى وجه الخصوص المسجد الاقصى المبارك بات يمر بتحديات خطيرة للغاية واوقات عصيبة والدعوات اليمينية المتطرفة لاقتحامه وتقسيمه في تزايد ان لم يكن بسط السيطرة عليه ومسلسل التهويد ماض على قدم وساق وبدعم مطلق من اصحاب القرار في الحكومة الاسرائيلية، فيما الامتين العربية والاسلامية تغطان في سبات عميق ومنشغلة باحوالها والفلسطينيون باتوا وحيدين في معركتهم".
ودعا الحسيني اصحاب الضمائر الحية في ارجاء العالم الى دعم الفلسطينين وتعزيز تصديهم لمخططات الاحتلال التهويدية التي تتعرض لها مدينة القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية وعموم الارض الفلسطينية، والكف عن سياسة الادانة والاستنكار والانتقال الى الفعل العملي قبل فوات الاوان وتوفير الحماية الدولية لفلسطين وأهلها وفق ما دعت اليه المواثيق والقوانين والشرائع الدولية المعمول بها ، محذرا من ان الاعتداء على المسجد الاقصى ما هو الا مؤشرا لحرب دينية عقائدية لن يفلت من عقباها احد وستطال نيرانها الجميع دون استثناء، مؤكدا ان ابناء الشعب الفلسطيني لن يدخروا جهدا في تعزيز وحدتهم ورص صفوفهم والتصدي وحماية مقدساتهم الاسلامية والمسيحية ودحر الاحتلال واقامة دولتهم المستقلة بعاصمتها القدس الشريف.
|298868|
رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب
من جهته قال رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب أن الأقصى يتعرض لهجمة شرسة تديرها سلطات الاحتلال، التي توظف المستوطنين لتنفيذ الاقتحامات اليومية للمسجد، فاليوم اقتحمت "اذرع الأمن الاسرائيلي" الاقصى واعتدت على المصلين الآمنين بالضرب وبالقنابل والأعيرة المطاطية، واغلقت أبواب الأقصى وأخرجوا من بداخله.
وقال الشيخ سلهب: "نستذكر اليوم الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم عام 1990 لحماية المسجد الأقصى، واختلط الدم الفلسطيني في مثل هذا اليوم بالأقصى، حيث هبّ الجميع لحمايته ونصرته، فمنذ سنوات والجماعات المتطرفة تهدد بتنفيذ مخططاتها للمسجد، لكن المختلف اليوم هو إدارة المخطط
من قبل سلطة الاحتلال التي تمارس إرهاب دولي منظم".
وطالب الشيخ سلهب من الأمة العربية والاسلامية الدفاع عن الأقصى لانقاذه من الأخطار المحدقة به.
|298864|
مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني
من جهته أكد الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى أن الأوضاع الحالية التي يعيشها المسجد هي اخطر بكثير مما كانت عليه خلال الأعوام
الماضية، فسلطات الاحتلال تخطط لفرض واقع جديد في المسجد، وهناك تبادل أدوار بين الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين والجماعات اليهودية المختلفة والشرطة لتغيير الوضع القائم فيه.
وأضاف "ان صمود أهالي بيت المقدس ورباطهم ودفاعهم عن الأقصى أحبط كل المحاولات والمخططات لسلطات الاحتلال بالمسجد الأقصى".
وعن الاقتحامات التي تنفذ اليوم قال الشيخ الكسواني :"ان الاقتحامات اليومية للمستوطنين اليوم تنفذ بقوة السلاح وبحراسة من قوات الاحتلال، وهذا لن يعطيهم أي حق بالأقصى، والأقصى يقع تحت الاحتلال حسب الأعراف والقوانين الدولية، والمبني على باطل فهو باطل وهزيل والأقصى هو إسلامي خالص للمسلمين وحدهم".
|298863|
رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الاقصى الشيخ عكرمة صبري
وقال الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى انه لا شك أن هذه المرحلة هي الأخطر بالنسبة للمراحل السابقة، والسبب ان الجماعات "المتطرفة" أصبحت تحكم الشارع والحكومة الإسرائيلية، وأصبح لديها نفوذ قوي في الوزارات المختلفة والكنيست.
وأضاف الشيخ صبري أن الاقتحامات المتتالية يقصد فيها فرض أمر واقع جديد داخل الأقصى، ومجزرة عام 1990 أوقعت الشهداء لكن المجازر مستمرة بحق الأقصى بأشكال مختلفة.
وتابع الشيخ صبري :"أصبحت الأعياد اليهودية فرصة تستغلها الجماعات اليهودية المتطرفة لتنفيذ مخططاتها المختلفة فيه، لكننا نؤكد ان الاقتحامات واستخدام القوة المفرطة بالأقصى لن يعطي اليهود أي حق فيه، فنحن أقوياء بحقنا وهم ضعفاء بباطلهم".
وأضاف الشيخ صبري :"ان الاقصى ليس مكانا مقدسا لليهود فهم يقتحمونه ويدنسونه ويلقون فيه الأسلحة المختلفة، أما اليهود فهم لا يؤمنون بأن "سليمان" نبي الله انما مجرد ملك، وبالتالي فإن هيكل سليمان ليس مقدسا لديهم".
وأعرب الشيخ عكرمة صبري عن أسفه لتراجع الدفاع عن الاقصى، وقال :"لعل ذلك يعود بسبب انشغال العالم العربي والإسلامي بأموره الداخلية، واما القدس فهي معزولة عن امتدادها ومحيطها ولم يبقى سوى اهالي المدينة في الميدان ويعانون من الاخطار المختلفة".
وطالب الشيخ صبري من الدول العربية التي اقامت تحالف مع امريكا لمحاربة الارهاب ان تحارب الارهاب الموجود في فلسطين وان يحموا الاقصى.
|298865|
رئيس دائرة المخطوطات في المسجد الاقصى الشيخ ناجح بكيرات
بدوره قال الشيخ ناجح بكيرات ان الاحتلال يرتكب مجازره اليومية في المسجد الاقصى، فالمجازر لا تكون بارتقاء الشهداء، اليوم يرتكب الاحتلال مجزرته بالاقصى "على السيادة والادارة"، اليوم أصبح الاحتلال يتواجد طوال الوقت في الاقصى وعلى أبوابه في محاولة لتجفيف منابعه وتقسيمه زمانيا، بالأمس كانت المجازر لابقاء السيادة على المسجد اما اليوم لتقسيمه زمانيا، للاسف سقطت هذه الفترة نوع من السيادة على الاقصى بسيطرة الاحتلال على أبوابه والتحكم بدخول وخروج المسلمين، وسقطت الكثير من العقارات التي كانت تحمي المسجد.
واضاف "ترتكب اليوم مجزرة ضد النساء، بمنعهن من دخول الاقصى واعتقلهن والاعتداء عليهن، وحرمانهن من الصلاة فيه، ترتكب مجزرة بحفر الانفاق اسفل الاقصى ، والمجزرة الحقيقية ضد الاقصى اليوم هي المنع الشبه اليومي بدخول الذين تقل اعمارهم عن ال50 عاما، حتى أصبح وكأنه "قانون احتلالي جديد".
وأشار ان اهالي القدس يعانون منذ احتلال القدس وللاسف لا احد يلتفت لذلك، واعتبر السكوت العربي والاسلامي جريمة، متسائلا أين مؤسسات حقوق الانسان من منع حرية العبادة في أقدس المقدسات.
وقال الشيخ بكيرات ان الاقصى بحاجة الى قيادة سليمة وقوية تستطيع ان توقف الاحتلال وتواجه مخططاته وتواجه زحف المستوطنين للمسجد، مقابل طرد المسلمين من الأقصى والقدس القديمة ومن المدينة بشكل كامل.
|298866|
مطالبات لاقتحام الأقصى ومنع المسلمين من الدخول اليه خلال "عيد العرش"
ومنذ عدة أيام طالبت منظمات "الهيكل" وزير الأمن العام ووزير الدفاع ورئيس الأركان، ومفوض عام الشرطة، ومفتش منطقة القدس، ومفتش منطقة ديفيد، بمضاعفة أعداد الشرطة وتوفير أعداد كبيرة من قوات الأمن داخل الأقصى وعند الأبواب، وطالبت وزير الدفاع بتوفير قوات من الجيش لتأمين الاقتحامات في حال عدم مقدرة الشرطة على ذلك.
كما طالبوا بمنع جميع المسلمين من دخول الأقصى خلال الأوقات المحددة لليهود، طوال أيام العيد التوراتي، وتأمين صلوات اليهود وإدخال ثمار العرش إلى الأقصى خلال العيد التوراتي.
|298870|
وقد وقعت اليوم اشتباكات اسفرت عن 20 اصابة بينها حالة صعبة بالراس وعشرات حالات الاختناق، حيث منع كافة المسلمين الذين توافدوا الى الاقصى من دخوله وتم اخلاء الساحات من المصلين، واعتدي على كبار السن، اضافة الى اغلاق الابواب باستثناء (حطة، المجلس، السلسلة) ونصبت الحواجز، مما ادى الى تدافع واشتباكات على الابواب واعتقال 5 شبان والناشطة عبير زياد بعد ضربها ونزع الحجاب عن رأسها.