الهوية الوطنية الثقافية و تداعيات الغياب

بقلم : ماهر الشوا

الهوية الوطنية الثقافية الفلسطينية منذ الأزل تشكل رمزية تاريخية لشعب صاغ نضاله الوطني بشلالات الدماء و كواكب الشهداء على مذبح الحرية وقدم تضحيات جسام على طريق الحرية و الكرامة و الخلاص من نير الاحتلال .

الهوية الوطنية الثقافية كانت و لاتزال ضمن مشروع الاستهداف الصهيوني لطمس تاريخنا الوطني و الثقافي و الرياضي و التنكر لهذا الإرث الخالد الذي يكشف عن مكنون حضاري بجذور أصيلة متأصلة فئ اعماق التاريخ .

اليوم مع تطور الحياة و انتشار ظاهرة الانترنت و المساحة الواسعة على الشبكة العنكبوتية وتزوير الحقائق والتاريخ وفى ظل حملة الاستهداف الصهيوني أجد لازما علينا في أنديتنا و مؤسساتنا الرياضية التي تحمل اسم نادي رياضي ثقافي اجتماعي من الانطلاق و الاهتمام بالنشاطات الثقافية و الاجتماعية جنبا إلى جنب مع النشاط الرياضي المكثف وعلى إدارات الأندية تحمل المسؤولية الوطنية و الأخلاقية في هذا الاتجاه فلا يجوز بتر الجانب الثقافي أو تهميشه تحت مبررات واهية لا ترتقي إلى مستوي المسؤولية و الفهم الصحيح لتداعيات هذه المسألة وخطورتها على القضية و الهوية الوطنية و الثقافية .

حقيقية إدارات الأندية بمختلف تشكيلاتها لم تنجح حتى اللحظة بتنمية الوعي الثقافي وترسيخ العمل الاجتماعي بالمستوي المطلوب وغرس القيم الوطنية الثقافية إلى جانب النشاط الرياضي وهذا يعكس بجلاء حالة القصور و الإهمال ويعزز غياب المعرفة و الإلمام بالقضية الوطنية و الهوية الثقافية لشعبنا الفلسطيني الذي سطرت اجيالة و أبطالة و قادته و رواده عبر كل المحطات ملامح النهضة و عكست حالة الرقي و التطور التي تنم عن حالة استثنائية كشفت عمق تاريخنا الوطني و ثقافتنا التي تعود جذورها إلى مئات السنين .

اليوم مطلوب من أنديتنا وضع خطة إستراتيجية بمساقات و إطارات وطنية قيمة يتم من خلالها معالجة هذه المعضلة لمواجهة التحديات و ترسيخ المفاهيم السليمة و الصحيحة عن هويتنا الثقافية الوطنية .

المطلوب استثمار الكفاءات الشبابية و توظيفها لخدمة هذا المشروع الوطني و مطلوب أيضا تعزيز مهارات المبدعين في هذا المجال وتعميق مفاهيم الانتماء .

مطلوب تنظيم المسابقات الثقافية و دعم الأنشطة الاجتماعية في أنديتنا و مؤسساتنا و مراكزنا الشبابية على قاعدة التطور و الرقي و مواكب حالة النهضة و كشف حجم و عمق تاريخنا الوطني و الثقافي وإبراز هويتنا الوطنية .

مطلوب تعزيز التواصل بين الأجيال و أقامة الورش و الدورات الثقافية و المؤتمرات و إيجاد برامج طموحة للتأهيل الشبابي .

مطلوب تجنيد الطاقات للعمل التطوعي و تحقيق العدل و المساواة بين قطاعات الشباب لتحقيق العدالة الاجتماعية و خلق أجيال واعية مثقفة قادرة على حمل المسؤولية الوطنية و الدفاع عن الوطن .

مطلوب المساهمة في بناء أجيال واعدة تحمل الفكر السليم و الأفق الواسع للتحليق في فضاء الانجازات و تجاوز الصعاب و المعيقات من اجل مستقبل زاهر.