الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الوحدة 8200 من جمع المعلومات الى اغتيال القواسمة وابو عيشة

نشر بتاريخ: 09/10/2014 ( آخر تحديث: 12/10/2014 الساعة: 09:03 )
بيت لحم - معا - وصلت الملازم أول "هـ" إلى غرفة القيادة الأمامية التابعة للواء الشمالي من فرقة "غزة" ونالت فورا استقبالا حارا من قبل قائد اللواء العقيد احتياط "يرون فينكلمان" الذي اصطحبها إلى مركز غرفة العمليات الحربية وأعلن أمام الجميع في الغرفة "اصغوا إلي جيدا هذه الشابة اهم شخص في الغرفة وما تقوله هو ما سينفذ وما سيحصل لانها قادرة على منع "العملية الارهابية" القادمة.

" حينها أدركت ثقل المهمة والمسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتقي وبعدها جلست داخل الغرفة مرتديا السترة الواقية من الرصاص وفجأة أعلنت حالة الاستعداد الخاصة بامتصاص الضربة وحينها جلست على الكرسي ولم أتحرك لأنني لو غادرت الكرسي للحظة قد يقتل شخص ما لذلك بقيت على الكرسي دون حراك "قالت الملازم أول "هـ" خلال حديث أجرته من داخل قاعدة الوحدة 8200 وسط إسرائيل مع موقع "مكور ريشون" العبري الذي نشر الخميس تقريرا مطولا تحدت عنوان "جنود الوحدة 8200 يتحدثون عن كيفية مساهمتهم بإغتيال المخربين".

"إنها المرة الأولى التي يطلب فيها من رجال الوحدة 8200 الخروج إلى الميدان لفترة طويلة بدأت مع بداية قصة المستوطنين الثلاثة وانطلاق عملية "عودة الإخوة" التي تضمنت عمليات تنكيل واسعة شملت معظم أرجاء الضفة الغربية وحتى نهاية أيام الحرب الخمسين في قطاع غزة وما أن تلتقيهم حتى تتبدد الصورة النمطية السابقة عن رجال الاستخبارات أصحاب الكرش الصغير والذين يرتدون النظارات الدائرية حيث انتصب أمام المصور الصحفي قائد الوحدة العقيد "أ" والملازم أول "هـ" ومقاتلين آخريين توحي أجسامهم بأنهم مقاتلين في إحدى الوحدات القتالية أكثر من كونهم رجال استخبارات " قال الصحفي " يوحاي عوفر " صاحب التقرير.
|298985|
وأضاف " إن التغيير الواسع في المفاهيم الذي مر على جهاز الاستخبارات العسكرية بما في ذلك إقامة الوحدة الميدانية 8200 " المسؤةلة عن نقل المعلومات التي تحصل عليها أقسام التصنت الالكتروني المختلفة الى القوات العاملة في الميدان ومكنت الجيش من إغلاق الدائرة بين الجنود المقاتلين والاستخبارات بطريقة سهلة وبسيطة وأسرع مما كان عليه الوضع سابقا حيث انضم رجال الوحدة 8200 مرتدين كامل لباسهم العسكريين وحاملين أسلحتهم الشخصية وأجهزتهم الخاصة بعملهم ألاستخباري إلى الجنود التابعين للألوية والفرق المقاتلة بمختلف أنواعها ونجحوا أكثر من مرة في إنقاذ الجنود من موت محقق".

تواجد رجال الوحدة الاستخبارية ورجال الاستخبارات في كل مكان في الخيام وخارجها في غزة وفي غلاف غزة وشاركوا باقتحام المنازل وخاضوا الاشتباكات أثناء ردهم على مصادر النيران جمعوا المعلومات الاستخبارية أيضا وحولوها للقيادة لتعود إليهم مرة أخرى لينقلوها بدورهم للجنود والقوات الميدانية وأطلقت الجنود على عمل الملازم "هـ" ورجال الوحدة اسم " جدار الاستخبارات" في إشارة منهم إلى الخيط الذي يربط بين قيادات الاستخبارات والميدان المباشر .

|298986|
في الماضي كانت عملية نقل المعلومات الاستخبارية للقوات المقاتلة طويلة وخرقاء وفي احيان كثيرة كانت تصل المعلومات إلى الميدان بعد أن تفقد أهميتها وتسبقها الأحداث أما هذه الأيام فان المعلومات تنقل فور استلامها واستخلاصها إلى شاشات حواسيب الوحدات المقاتلة على الخطوط الأمامية فيما يعمل طاقمان تابعين للوحدة 8200 وهي وحدة الاستخبارات الميدانية مباشرة في ميدان القتال احدها يقوم بجمع الوثائق وتجده القوات من أجهزة تكنولوجية فيما يقوم الطاقم الثاني باستخدام وسائل سرية جدا لجمع المعلومات تمتلكها الوحدة 8200 ولا يمكن لأحد ان يصف جوهر هذه الوسائل إلا عبر الخيال فقط.

"رجل المخابرات الذي يهبط للعمل في الميدان لم يعد النموذج التقليدي لرجل الاستخبارات الذي يجلس خلف شاشة الحاسوب بل يقوم بعمل على طريقة "زوم ان" ويعيش الميدان بتفاصيله ويدرك حقيقة الوضع وتعقيداته وينظر للناس في عيونهم "قال العقيد "ا" .

"في إحدى المرات وبفضل التعاون الميداني بين رجال الوحدة 8200 ومحقق الأسرى الذي اخضع "المخربين" لتحقيق ميداني حولت إحدى الكتائب التي كانت تقوم بمناورة برية في قطاع غزة مسار هجومها وتجنبت كمينا منظما نصبته حماس كانت تسير إليه دون أن تعلم.

|298999|
انضم لإحدى السرايا أو الكتائب التي في طريقها لتنفيذ عمليه واصل الميدان قبلها لدراسته وأحاول اكتشاف اكبر كمية ممكنة من المعلومات حتى أتمكن من القول لقائد السرية و/او الكتيبة اسمع لا تفعلوا هذا يوجد هناك شيئا يقول لي ربما هناك عبوة ناسفة تنتظركم في المكان أو مخربا مسلحا يجب عليكم محاولة الالتفاف على هذه النقطة " قال احد المقاتلين التابع لأحد الطاقمين الميدانيين التابعين للوحدة 8200 واطلق على نفسه اسم المقاتل "د " ."

وأضاف " خلال العمليات الحربية نفسها ساعدت الصورة الاستخبارية التي قدمناها كثيرا حيث كنت احضر إلى قائد القوة وأقول له وجدنا كل هذه الأشياء حتى ألان وأقوم بتجميع أجزاء الأحجية واستطع أن أقول لك بان هناك شيئا لا نرغب مطلقا بمواجهته عليك اخذ ذلك بالحسبان ربما يتوجب عليك طلب الدعم الجوي أو ربما يتوجب علينا التحرك في الاتجاه المضاد لخط سيرنا ".

الاستخبارات " امان" في كل مكان
بدأ رجل الاستخبارات الحرب على غزة بتحذير القوات من الأنفاق المفخخة التي تم حفرها في منطقة "كرم ابو سالم" وتلقى لوائي المشاة الذين تدفقوا الى منطقة التجمع على حدود غزة دعما وتعزيزا من جنود الوحدة 8200 الذين استعدوا سويا مع بقية الجنود للمناورة البرية "هذه كانت ذروة عملنا " قال العقيد "أ" .

وأضاف" أصبحنا لاعبا أساسيا في كل مجال ولمسنا هذه من خلال حديث القادة ومن خلال "التغذية الرجعة" feed back " ويكفي أن تدخل إلى غرفة العمليات الحربية ورؤية الرجال فيها لتعلم بأنك نجحت في تحقيق أهداف الوحدة وفي الماضي لم يكن دوما الأمر المتعلق بطبيعة عملنا ومن نحن بهذا الوضوح ولكن هذه المرة كان الأمر في غاية الوضوح وكانوا يشاهدون ويلمسون تأثير الوحدة في كل زاوية واتجاه لذلك خرجنا بشعور كبير من الرضا واكبر من المسؤولية الثقيلة وقد جلبت هذه العلبة "كتب بكتف" الاستخبارات "امان" حتى إلى أسفل النقالة التي يحمل عليها الجنود المصابين وهذا بالضبط هو عامل الذي انايه الذي نحاول إقامته وتأسيسه عندنا في الوحدة حيث يمكن تواجد جنود يمتلكون معلومات من مصادر استخبارية اللكترونية بين الجنود واقرب من الأسنان إلى اللسان وحتى حين كنت أجد نفسي في هذه العملية تحت النار كان بشرى الإنقاذ تأتي من مصدر غير متوقع قبل عدة سنوات وقع اشتباك بيننا وبين "مخربين" قتل احدهما فيما اختفى الآخر وكنا في حالة الاستعداد القصوى وكانت القوة طيلة الليل داخل احد المنازل وفي نهاية الامر حصلت على معلومات استخبارية تتعلق بمكان وجود "المخرب" الثاني وكانت المعلومات من رجالنا".
|299000|
ويعمل في الوحدة 8200 إلى جانب عشرات الجنود النظاميين جنودا من الاحتياط الذين يشكلون العامود الفقري وهم ذو قيمة عالية حتى لبقية القوات المقاتلة، "تحول جنود الاحتياط إلى الجنود الأكثر خبرة داخل المنازل التي كانت تتعرض لوابل من الصواريخ وساعدوا الضباط على إدارة العملية الميدانية وحين هموا بالمغادرة رجوهم أن يبقوا معهم" قال قائد الوحدة 8200 العقيد "أ" .

عملت "امان" على مدى أربع سنوات على إقامة هذه الوحدة وعلى محاولة إيجاد الأشخاص المناسبين لهذه المهمة وصدر في أكتوبر 2013 الأمر التنفيذي الأول وهنا بدأت عجلات المسننات بالدوران وتم استدعاء رجال ميدانيين للخدمة فيها حتى يضعوا خارطة دقيقة قدر الإمكان تمثل احتياجات القوات المقاتلة فعلى سبيل المثال ترعرع قائد الوحدة "أ" في لواء المظليين وخدم في وحدة المستعربين "دوفدوفان" وتدرج حتى تولى منصب نائب قائد الكتيبة 890 وانتقل الى عالم الاستخبارات فقط قبل 4 سنوات ومثله ضباط ميدان كثيرين.

|299001|
مثلا الرائد "حغاي بن اري" الذي كان من المقرر أن يتولى قيادة كتيبة الدورية "سيرت" التابعة للواء المظليين وأصيب في الحرب الأخيرة على غزة إصابة بالغة في رأسه عمل في الوحدة 8200 كقائد طاقم عمل ميداني وتجند لمهمة إقامة الوحدة قدامى ضباط الاستخبارات الذين عملوا في منذ سبعينيات وحتى ثمانينيات القرن الماضي في مجال التجسس والتصنت الالكتروني.

وكان الفكرة من وراء اقامة الوحدة تتمثل بضرورة تزويد القوات بمعلومات استخبارية لا يمكن الحصول عليها من مصادر اخرى تابعة للوحدة 8200 كما قال قائها "أ" والذي رفض الخوض في تفصيل مهمة هذه الوحدة وتفاصيل مهمات جنوده سوى قوله بأنهم يعملون على جمع المعلومات الاستخبارية في الوقت الحقيقي.

"واكب جنود الوحدة مئات عمليات الاعتقال التي نفذها الجيش في الضفة الغربية وعملوا أيضا في جبهات أخرى ومناطق لا يمكن ان تتخيلوها وانضم خلال عملية "عودة الإخوة" جنود الوحدة إلى عمليات تمشيط الأودية والبيوت وكانوا على علاقة بمئات عمليات الاعتقال حتى تم اغتيال منفذي عملية اختطاف وقتل المستوطنين الثلاثة التي جرت في منطقة "عتصيون" جنوب بيت لحم حزيران الماضي واعتقال أعضاء الخلية الذين قدموا لهم المساعدة لتنفيذ عمليتهم كما أنهم حصلوا على المعلومات الدقيقة وفي الزمن الحقيقي التي حددت مكان منفذي العملية مروان القواسمة وعمار ابو عيشة وتم تأجيل هذه المقابلة بسبب العملية الليلية التي انتهت باغتيال الاثنين" قال قائدة الوحدة 8200.

وأضاف" هنا دمج بين قدراتنا وتلك التي يمتلكها جهاز الأمن العام "الشاباك" وكل واحد يقوم ويحضر ما يعلمه وما يعرفه وفي بعض الحالات تصل المعلومات من خلالنا واحيانا اخرى تصل عبر الشاباك لكننا لاعب اساسي رغم عدم تحملنا كامل المسؤولية وحتى جمع المعلومات خلال عمليات الاعتقال تساعد على "إغلاق الدائرة" - وهو مصطلح يستخدمه الجيش الإسرائيلي في إشارة لقتل أو اعتقال المطلوبين – ولا يتم قتل كل مطلوب ففي بعض الحالات هناك حاجة للتجريه وادانته وبالتالي خوض عملية قضائية والمعلومات التي نجمعها تساعد في بعض الاحيان العملية القضائية ".