الإثنين: 07/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

نمورة يتحدث لـ معا عن موقف البوسنة والهرسك من قضيتنا وعمل سفارة فلسطين

نشر بتاريخ: 10/10/2014 ( آخر تحديث: 11/10/2014 الساعة: 09:09 )
بيت لحم - خاص معا - تميزت العلاقة ما بين فلسطين ودولة البوسنة والهرسك بالتطور الايجابي في الفترة الاخيرة، خاصة مع بداية العام 2008 عندما جرى تأسيس اول جالية فلسطينية هناك، الا انها زادت قوة بعد دعم وتاييد البوسنة والهرسك لفلسطين في المحافل الدولية وتأييدها مبدأ حل الدولتين ودعواتها للمؤسسات الدولية بضرورة التدخل لوقف الاستيطان الاسرائيلي في الضفة.

وكالة معا حاولت التعرف اكثر على طبيعة العلاقة التي تربط بين البوسنة والهرسك وفلسطين، وسألت سفير فلسطين هناك رزق نمورة الذي اكد ان العلاقات مع البوسنة والهرسك تعود الى ما قبل استقلال البوسنة والهرسك اي زمن يوغسلافيا السابقة التي تميزت بدعمها الكبير لقضية الشعب الفلسطيني الذي يناضل من اجل الحرية والاستفلال وحق عودة اللاجئين واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة الوطنية وعاصمتها القدس.

واضاف السفير الى ان يوغسلافيا السابقة قدمت الكثير للشعب الفلسطيني في مجالات مختلفة وبالتالي كانت بكل مكوناتها الطائفية والاثنيات نصير حقيقي للشعب الفلسطيني بدون تردد. |299036* رزق نمورة|

سياسيا ..

وفي الجانب السياسي اشار السفير الى ان البوسنة والهرسك ايدت فلسطين في المحافل الدولية وان هناك تعاونا دبلوماسيا وسيايسيا مشتركا للعمل في المؤسسات الدولية المختلفة رغم انه يحتاج الى تطوير اكبر.

وتابع ان البوسنة دعمت فلسطين من خلال التصويت لصالح تقرير غولدستون والتصويت في مجلس الامن لصالح قرار تجميد الاستيطان واعتباره غير شرعي وغير قانوني بالضفة الغربية والقدس الشرقية والذي اجهض في الفيتو الامريكي عام 2011 . كما ايدت البوسنة فك الحصار عن قطاع غزة وفتح طرق مساعدات انسانية للشعب الفلسطيني هناك . |299034|

الا ان البوسنة والهرسك امتنعت في العام 2012 عن التصويت لصالح فلسطين في الامم المتحدة ومجلس الامن عام 2010 عندما كانت عضو غير دائم في المجلس ، حيث خضع الموقف البوسني الى ضغط امريكي من خلال الاستجابة لرسالة الرئيس الامريكي اوباما غير المسبوقة الى اعضاء مجلس الرئاسة الثلاثي حيث كان في تلك الفترة انقسام في مجلس الرئاسة البوسني حول الطلب الفلسطيني رغم زيارة الرئيس عباس عام 2011 وتمثل الموقف بين مؤيد من قبل البوشناق ومعارضة من قبل الصرب وتردد الكروات، وهذا انعكس على موقف وسياسات الاحزاب السياسية في الفيدرالية حيث دعاهم الى التصويت السلبي على طلب فلسطين للانضمام لعضوية الامم المتحدة وهذا انعكس على عدم التصويت لفلسطين في اليونسكو عام 2011 .

واشار نمورة الى ان انجاز مواقف لصالح القضية الفلسطينية اليوم في البوسنة والهرسك يتطلب كثيرا من العمل والجهد وذلك لعدة اعتبارات من اهمها ما هو مرتبط بحلم البوسنيين بالانضمام للاتحاد الاوروبي واضطرارهم التساوق سياسيا مع الاشتراطات التي تسهل عليهم تحقيق تلك الغاية، ومن الجانب الاخر صعوبة اتخاذ القرار السياسي في البوسنة ارتباطا بالتشكيلة والتركيبة السياسية للنظام السياسي، واليات اتخاذ القرار، والمسألة الثالثة تتعلق بالعلاقة الممتازة ما بين دولة الاحتلال ورجال اعمال اسرائيليين في جمهورية سربسكا، والاعتبار الرابع حسب السفير يعود الى الضغط الذي تمارسه الادارة الامريكية على البوسنة والهرسك.

كما اشار النمورة الى ان خطاب الرئيس الفلسطيني الاخير امام الجمعية العامة يشكل وثيقة وخطاب موفق يعتبر خطة هجوم فلسطينية سياسيا ودبلوماسيا ويتطلب جهودا دبلوماسية كبيرة لانجاز مزيد من التضامن مع شعبنا والعمل من اجل انهاء الاحتلال والخلاص منه متسلحين بمظلة الشرعية الدولية، مشيرا الى ان الصيغ السابقة ونظام المفاوضات السابق لم يعد مجدٍ والمطلوب العمل من اجل ان يتحمل العالم مسؤولياته تجاه ضرورة انهاء الاحتلال.

وقال السفير "ان القضية الفلسطينية تعيش في وجدان كل عربي وكل حر في العالم وهذا جزء من الامور التي تمدنا بالدعم المعنوي ، نحن لا نستسلم ولسنا ضعاف وسنبقى نواجه هذا الكيان العنصري الى ان يتحرر شعبنا ويحصل على كامل حقوقه".

دور السفارة الفلسطينية

اكد السفير نمورة ان اول سفارة فلسطينية افتتحت في البوسنة عام 2000 على مستوى سفير كامل الصلاحيات، وتمت عدة زيارات من قبل وزراء الخارجية وتوجت عام 2010 بتوقيع مذكرة تفاهم للتشاور السياسي بحضور وزير الخارجية رياض المالكي. |299037|

واضاف نمورة ان العلاقة بين الشعوب لا تمر فقط عبر العلاقة السياسية والدبلوماسية بل عبر تشابك المصالح والجهود الثقافية وغيرها وعليه فان ذلك يشكل احد ركائز تفكيرنا للمرحلة المقبلة حيث ستتركز الجهود لمراكمة الانجازات، وفي هذا الاطار تسعى سفارة فلسطين في البوسنة والهرسك لترتيب تبادل للمنح الدراسية بين البوسنة وفلسطين، وهناك تفكير في طرح عروض لتقديم خدمات للبوسنيين على صعيد التدريب الامني وغيره من المجالات في محاولة لتغيير صورة الفلسطيني من طالب للمساعدة الى مقدم لها.

وفي هذا السياق وجه السفير الدعوة للجميع للعمل المشترك لانضاج الفكرة وتحقيقها على ارض الواقع.

كيفية تسيير عمل السفارة

من جهته اشار مستشار السفارة الفلسطينية في البوسنة والهرسك حسين ذياب لـ معا الى ان طاقمه العامل في السفارة يحاول التعامل مع الازمة المالية التي تواجهها السلطة الوطنية ويعمل على تسيير اعمال السفارة بالحد الادنى من النفقات.

الجالية الفلسطينية

من جهته اكد المهندس ماجد معروف رئيس الجالية الفلسطينية ان ابناء الجالية فلسطينية هناك لا يتجاوزون الـ 200 شخص بينهم اطفال .

واضاف ان الجالية تقوم بتطوير وتفعيل دورها لخدمة القضية الفلسطينية وحشد اوسع تضامن عالمي مع الشعب الفلسطيني لنيل حريته واستقلاله .

يذكر ان وفدا يمثل مجلس تنمية الاقتصاد المحلي في محافظة بيت لحم زار البوسنة والهرسك للاطلاع على تجربتهم في التنمية الاقتصادية والتقى الوفد بعدد من مؤسسات التنمية المحلية هناك واطلع على اليات عملها .
|299038|

نبذة عن البوسنة

يذكر ان البوسنة والهرسك استقلت عام 1992 بعد اجراء استفتاء شعبي للمطالبة بالاستقلال عن اتحاد يوغسلافيا سابقا واعترفت بها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وتتكون من ثلاث اثنيات : البوشناق يمثلون 48 % والصرب 34% والكروات 15% .

وحصلت فيها عدة مجازر اثناء الحرب في عدة مدن اشهرها مدينة سربرنيستا عام 1995 وراح ضحيتها 9 الاف من المسلمين البوشناق وهذا مثل ابادة جماعية وتطهير عرقي .

وفيدرالية البوسنة والهرسك لها حكومة فيدرالية وبرلمان مؤلف من مجلس نواب يضم 98 نائبا ومجلس شعوب يتالف من 58 عضوا و17 من كل قومية و7 من قوميات اخرى، ويوجد رئيس يتم ترشيحه من الاحزاب الفائزة في الانتخابات وله نائبين من القومتين الاخرتين.

تقرير زهير الشاعر