الإثنين: 07/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

قطف الزيتون.. بين التصريح والحرمان

نشر بتاريخ: 12/10/2014 ( آخر تحديث: 12/10/2014 الساعة: 15:29 )
سلفيت- معا - ارتدى ملابسه وهم أمره وسار بهمة الى أرضه الواقعة خلف الجدار... إعتمادا على عربته الخشبية التي يجرها حماره بعدما أقعده التقدم بالعمر والمرض.. يحاول إخفاء تعبه ليتطاير الغضب من عينيه الذابلة عند وصوله البوابة... يتابع المسير مع تمتمات تدعو بالخلاص من الإهانة والذل كما وصف حالهم... المسن "متعب عامر" من قرية مسحة غربي سلفيت، يمثل نموذجا للمزارع الفلسطيني الذي لا يسمح له بدخول أرضه الا بتصريح، وبوابة تتحكم فيه حسب أوقات معينة.

التقينا بالمزارع "متعب عامر" وعلامات الارهاق بادية عليه، فجسده ثقيل وأحداقه متورمة، ويداه مرتعشة، بدأنا بالحديث معه عن معاناته ومعاناة المزارعين مع الاحتلال الاسرائيلي من اجل الوصول الى أرضه ليتحدث إلينا بنبرة صوت عالية قائلا": عمري يقارب السبعين عاما وقهري وحزني ليس له حدود من الوضع الذي نحن فيه، يوجد لدينا أراض مزروعة بالزيتون خلف الجدار وتبلغ مساحتها 100 دونم، معاناتنا تستمر طوال العام وذلك لعدم السماح لنا بدخول أراضينا في أي وقت نرغب به، الا بتصريح خاص عن طريق الارتباط المدني ليتم السماح لنا من خلاله بدخول أراضينا من أجل قطف ثمار الزيتون وفي أوقات معينة، ولا يسمح لنا بدخولها باقي أيام السنة، فقط خلال الموسم، وشجرة الزيتون كإبنك اذا اعتنيت بها تعطيك.

تناول كيس التبغ وعلبة ورق اللف، واخذ بلف سيجارة بيديه، أشعلها وأخذ نفسا عميقا ليعود لمواصلة حديثه قائلا": لم يتوقف الحال عند منعنا من دخول أراضينا الا بموسم قطف الزيتون، بل يمارس الاحتلال أبشع الطرق لجعلنا نكره أراضينا فيمنع الكثير من الأهالي من اعطائهم تصاريح من أجل السماح لهم بدخول الأراضي الزراعية خلف الجدار بدعوى أنهم مرفوضون أمنياً وخصوصا فئة الشباب، وهذا ما حدث معنا العام الماضي وحدث مع مزارعين كثر يسمحوا فقط لكبار السن بدخول المنطقة ،ويتساءل: كيف سيقطف المزارع ثمار الزيتون اذا كان وحده وخصوصا اذا كان كبير بالعمر مثلي أنا؟

وعن فترات افتتاح البوابة يواصل "متعب" حديثه ": علاوة على ذلك ان البوابة تفتح في اليوم ثلاث مرات وكل مرة تكون الفترة الزمنية لمدة ربع ساعة لدخول المزارعين لأراضيهم ولخروجهم منها والاوقات الثلاثة كما حددوها لنا، من الساعة 7 صباحا ولغاية7 مساء،على ان يكون هناك فترات بينهما ليكون الوقت الثاني لإفتتاح البوابة من الساعة 1:30 -1:45 ،والوقت الاخر من الساعة 4-4:15،وينهي "متعب "حديثه قائلا":هذا هو حالنا ،قأين المسؤولين مما نحن فيه،وأين مؤسسات حقوق الانسان.؟"

ودعنا المسن "متعب" لنواصل جولتنا في عدة مناطق بالمحافظة،لتستقر محطتنا في بلدة بروقين ليكون لقائنا مع المواطن"زياد ابو زياد بركات"وحدثنا عن ممارسات الاحتلال بحقهم قائلا":أول يوم بموسم قطف الزيتون سلمني الاحتلال اخطار بإخلاء أرضي من المزرعة واقتلاع 120 شجرة زيتون مثمرة عمرها ست سنوات بالقرب من منزلي الواقع في منطقة البقعان بالقرب من مستوطنتي بركان وارائيل الصناعية، بحجة انها اراضي دولة.

وبنبرة صوته الحزينه على واقعهم يضيف بركات":علاوة على ذلك يقوم المستوطنين بسكب المياه العادمة في وادي المطوي بين الأشجار، وبدوره يؤدي الى الأضرار بالمحصول، علاوة على ذلك الرائحة الكريهة وإشمئزازا للنفس البشرية، وبالتالي عدم قدرة المزارع من قطف ثمار الزيتون، والهدف من هذا من أجل تدمير وتخريب للأراضي الزراعية وكره المزارع لشجرة الزيتون وبعده عنها".

غادرنا بلدة بروقين لنكون في قرية ياسوف لنلتقي بالمواطن "احمد"وبنبرة صوته الممزوجه بالحزن والغضب بسبب ممارسات الاحتلال بحق المواطنين تحدث الينا قائلا":يتفنن المستوطنين وخصوصا "مستوطني"تفوح"بتعذيبنا، وقهرنا، من أجل منعنا من دخول اراضينا فيمارسوا ضدنا كل مل يتعارض مع الانسانية من ممارسات عنصرية همجية ،يشتموننا ويضربوننا ويحاولوا طردنا من أراضينا،حتى الاشجار لم تسلم من وحشيتهم فقبل ايام قاموا بحرق وتكسير عدد من أشجار الزيتون في منطقة " المسامك" من أجل حرماننا من الاستفادة من ثمارها،وينهي "احمد" حديثه بنبرة صوته الحادة ":ولكننا سنبقى صامدون ولا نسمح لهم بالإستيلاء وضم المزيد من الاراضي القريبة من مستوطناتهم.