الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

عبد العال: سكتت المدافع ولكن معركة البناء وكسر الحصار مستمرة

نشر بتاريخ: 13/10/2014 ( آخر تحديث: 13/10/2014 الساعة: 11:33 )
بيروت -معا - أجرى المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لقاءً مع مروان عبد العال، مسؤول الجبهة الشعبية في لبنان، حول التطورات التي شهدتها الساحة الفلسطينية إبان العدوان الصهيوني الأخير على غزة، إن كان على الصعيد الميداني والسياسي ووقف النار وما بعده وإزالة آثار العدوان الصهيوني.

وفي سؤال حول تقييم الفرق بين تفاهم هدنة العام 2012، وهدنة العام 2014، قال: هذا الأمر يتعلَّق بمفاهيم لغوية فرضت إسرائيل كما يتعلَّق بمنطق تريده الفصائل الفلسطينية، ففي العام 2012 والعام 2014، كانت المبادرات تدعو لفرض لغة لها دلالات سياسية مثل "وقف جميع الأعمال العدائية، حيث إن عبارة الأعمال العدائية االمكررة في العام 2012، والعام 2014، يبدو كأنه مصطلح تقني لا يدين أي من الطرفين، ولولا ذلك لما أكدت إسرائيل على نجاح اختبارها لنظام مرسي في مصر. لقد كانت أبعد من مجرد عبارة ، كانت سابقة أن يوصف النضال الفلسطيني الدفاعي بتعبير العدائية، لذلك ما جرى بعدها في 2014 لا يمكن الحكم عليه بمعزل عن ما سبق.

في المبادرة الاخيرة لوقف النار كان النص يخلط بين "العدائية" أو الحربية بل في مطالبة إسرائيل وِقف استهداف الأشخاص، أي الجميع من دون استثناء، من مدنيين وغير مدنيين كما في تفاهمات 2012 ، لكنها اقتصرت في مشروع 2014 على وقف استهداف المدنيين، أي إعطاء إسرائيل حق الاستمرار في تصفية كل من تعتبره غير مدني مع احتفاظها لنفسها بحق تعريف ما هو مدني وغير مدني.

ويتابع: يقع في السياق ذاته ما شهده من تعديل لناحية إضافة (كافة) إلى الفصائل الفلسطينية المطالبة بوقف جميع الأعمال العدائية، ولكن السؤال هل مطلوب من السلطة أن تلزم الجميع بوقف الأعمال الحربية؟

يعني هل تقبل السلطة في غزة أن تتحول إلى حرس حدود للاحتلال ؟
إلى أي مدى ستصمد امام الابتزاز؟

لنتخيل ما هو تعريف الأعمال العدائية الذي إن مورس يعتبر خرقا وهي تلك التي حددها المشروع المصري 2014 بأربعة مجالات جواً، وبحرا، وبرا، وتحت الأرض ولم تكن محددة عام 2012.

وتابع: إذا الهاجس الأمني للاحتلال هو المطروح بل يستغل المجال الإنساني للفلسطيني المحاصر والضحية والمكلوم بتداعيات الحرب وما قبلها في غزة، ومخطئ من يعتقد أن هاجسه فتح المعابِر له أولوية لدى الأوساط الراعية للاتفاق وأن الإعمار مركز البحث من دون ثمن سياسي، فهناك من يسعى لمقايضتها بالمقاومه سلاحا وفكرة وروح ...

على سبيل التذكير، فإن آلية وقف إطلاق نار كما في 2012، الذي وضع فتح المعابر، وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية رهناً ذلك باستقرار الأوضاع الأمنية على الأرض ليس بالمعنى المباشر العنفي للكلمة، أي وقف الاشتباك المسلح فقط ، بل أيضا بالمعنى غير المباشر الإستراتيجي للكلمة وما يفضي إليه بحث موضوع الأمن مع الطرفين ارتباطا بمفهوم معين للأمن وما يشكل مساسا به من وجهة نظر إسرائيل مِثل تدفق الأسلحة على غزة وحفر الخنادق، وصار واضحا أن السياق العام للتبدلات التي أدخلتها المبادرة المصرية 2014 يدفع باتجاه إحالة الأمور على مرجعياتها الأمنية التي لم تعد تقع في نطاق الآليات التنفيذية، بل الاشتراطات التأسيسية إذ يتم استحضار الأمن في كل صغيرة وكبيرة، ونلاحظ هنا أن ثمة توظيف للمسائل الإنسانية، كفتح المعابِر من أجل فتح قنوات اتصال لبحث موضوع الأمن بما هو تمرين على مفاوضات مباشرة في موضوع السياسة، ونحذر من أن يتحول المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة إلى مشروع مارشال مصغّر، تشرف عليه الأمم المتحدة، لكن بسياسات مالية وإنمائية تقرره الدول المانحة وتستفيد منه إسرائيل.

هل تكافأ على الجريمة التدمير بمنحها شرف المشاركة في الإعمار؟

أي أن يقوم الاحتلال بالتسبب بالكارثة من جهة ويجنى ثمار ذلك بتمويل عملية الإعمار، التي بلغت قيمتها وفق نداء الأنروا اكثر من 1,2 مليار $ لإعمار غزة، خاصة إذا كانت المستوطنات هي سوق شراء الحديد والإسمنت والبحص والرمل وغيرها من مواد البناء الخام، ولفت إلى أن حجم الدمار هائل وله انعكاسات سلبية وآثار اجتماعية لا بد من التصدي لها بكل مسؤوليه ومن دون تلكؤ.

وذكر ان فقد بصورة تقريبية لتبيان حجم الأضرار بأن البيوت المدمرة تدميرا كاملا يفوق ألـ 7 آلآف بيت . كذلك البيوت المهدمة جزئيا، ولا يمكن السكن فيها ايضا يقارب 10 الآف بيت وهناك حوالي 8 آلآف يمكن ترميمها، لأن الناس في هذه الحالة امام تحديات جديّة ومتعددة، منها ما هو وطني بتحقيق سياسة سريعة ومسؤوله للإعمار ومنه تحد معنوي يرتبط بمواجهة الأجواء السوداوية لنشر روح اليأس، وتشويه معنى النضال، ومع تحدي الوقت وفصل الشتاء.

الحرب الأخطر بعد أن توقفت أصوات المدافع، ولكنها الأجدر بخوضها بكل شجاعة ووعي وإبداع سياسي وطني يترجم في الواقع بعقلية تجيد إدارة الصراع، وتتصدى بشكل موحد كما تحدي وقف النار بل الثقل الآن وقف العدوان المستمر على البشر والحجر، وبأشكاله المختلفه من الحصار إلى الإعمار.

ننتصر بالإرادة الفلسطينية الواحدة التي تحفظ قيمة التضحية وغايتها النبيلة، وتعزز الثقة بتحقيق الحلم وانتصار الهدف وإحقاق الحق.