"الايبولا" وخطر انتشاره في منطقتنا
نشر بتاريخ: 14/10/2014 ( آخر تحديث: 22/10/2014 الساعة: 14:11 )
بيت لحم- معا - اعتبر فيروس ايبولا منذ سنوات عديدة كفيروس قاتل من الدرجة الأولى لكنه بقي حتى وقت قريب بالنسبة للدول الغربية والمتطورة مادة لصناعة أفلام السينما المثيرة فقط لا غير، حتى جاءت أخر موجات انتشار هذا المرض بداية العام 2014، التي اثبتت بطلان الرأي القائل بان هذا المرض الفيروسي القاتل محصورا في إفريقيا ولن يجد طريقا للانتشار خارجها، لدرجة أن هذا الفيروس بات يطرق أبواب الدول الغربية.
ويصنف الايبولا والمعروف باسمه الكامل "الالتهاب النازف ايبولا" على أنه مرض فيروسي لا علاج له ولا يوجد طعم مضاد يمكن تقديمه للناس لحمايتهم من خطر الإصابة به، وحصل منذ ظهوره الأول في سبعينيات القرن الماضي على تصنيف منظمة الصحة العالمية التي وصفته كأحد اخطر الأمراض الفيروسية القاتلة المعروفة للبشر، حيث يسبب نسبة وفيات تتراوح ما بين 50-90% من بين الأشخاص الذين يصابون بهذا الفيروس.
الإصابة بالمرض
ينتقل المرض عبر الاتصال المباشر بين الدم وسوائل الجسم الاخرى بواسطة خلايا جهاز المناعة لهذا فان تشخيص المرض في مراحله الأولى مهمة غاية في الصعوبة لأن أعراضه لا تختلف تقريبا عن أعراض أي مرض فيروسي أخر مثل الأنفلونزا على سبيل المثال.
وتبلغ فترة حضانة المرض من لحظة الإصابة بالفيروس ما بين اليوميين إلى 21 يوما لكن وفي الموجة الحالية من المرض اكتشفت علامات الإصابة بالمرض بعد 8-10 أيام علما بان فترة الحضانة تخلوا من أي علامة أو إشارة تدل على الإصابة بالمرض القاتل وفي هذه الفترة أيضا لا يعتبر المرض معديا.
|299612|
التشخيص المبكر
القاعدة الطبية المعروفة تقول بان الفحوصات تتم بعد ظهور أعراض المرض فيما وصفت البروفيسور "غالية راحف" رئيسة قسم الأمراض الوبائية في مستشفى شيبا الإسرائيلي الفحوص المخبرية لمرض الايبولا بالصعبة والمعقدة جدا وتتضمن فحص الأجسام المضادة ولا يوجد حاليا شيئا يقول بإمكانية عزل الفيروس في مرحلة الحضانة والجزم بان شخصا ما حاملا لهذا الفيروس لذلك ينتظر الأطباء ظهور الإعراض.
وتقع غالبية الإصابات بالعدوى خلال موجة المرض الحالية في صفوف أفراد العائلات الذين يهتمون بأفراد منهم أصابهم المرض أو خلال أعداد المتوفين بالمرض وتجهيزهم لدفنهم كذلك يواجه أفراد الطواقم الطبية خطرا كبيرا في هذا السياق.
|299609|
أعراض الايبولا
لا تختلف الأعراض الأولية عن تلك التي تظهر لدى المصابين بأمراض فيروسية أخرى مثل الأنفلونزا وتتمثل بالحرارة المرتفعة، أوجاع في الرأس والحلق والعضلات، دوخة، وهن وضعف عام وحالة من الغثيان وفي جزء من الحالات يطرأ تحول على المرض ويسبب للمصابين نزيف دموي ويأخذ المصابون بتقيؤ الدم أو إخراج الدماء مختلطا بالبول او من خلال فتحة الشرج كما يحدث نزيف دموي تحت الجلد وفي العيون أو الفم لكن النزيف الخارجي ليس هو من يسبب الوفاة في غالبية الحالات بل نزف الأوعية الدموية الداخلية ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم لدرجة تؤدي الى وقف عمل وانهيار القلب والكلى والكبد وأعضاء حيوية أخرى، فيما تؤدي بؤر النزيف إلى انهيار أجهزة الجسم والموت خلال أسبوع إلى أسبوعين من لحظة ظهور أعراض المرض الأولية، وفي حالات إصابة كثير لا يتميز المرض بالنزيف الخارجي بل يظهر عبر حالة الوهن والضعف التي تصيب الجسم.
|299608|
سرعة انتشار المرض
وصلت التقارير الأولى المتعلقة بظهور المرض بداية هذا العام بعد أن لم يشهد عام 2013 ولو إصابة واحدة وفي البداية تحدثت التقارير عن عشرات الإصابات والوفيات الناتجة عن هذا المرض وكانت البداية في دولة "غينيا" لينتقل بعدها إلى سيرليون وليبيريا ونيجيريا وهي اكبر الدول الإفريقية من حيث عدد السكان ومنذ تلك الحين نقل عدد من المصابين الى دول أوروبا والولايات المتحدة، ولم تسجل هذه الدول سوى بعض الإصابات بين أفراد الطواقم الطبية الذين انتقلت لهم العدوى من خلال علاجهم لبعض الحالات، ولم يظهر حتى الان سوى حالة واحدة في اسبانيا وحالتين في الولايات المتحدة.
وتتحدث التقارير الدولية عن وجود 8 ألاف إصابة حاليا وأكثر من 4 ألاف حالة وفاة بينهم 200 من أفراد الطواقم الطبية لكن التوقعات المستقبلية غاية في السواد، حيث توقع مركز مراقبة ومنع الأمراض الأمريكي "CDC" إصابة 1:4 مليون شخص بهذا المرض القاتل حتى بداية عام 2015 واستند في تقديراته هذه على المعطيات الإحصائية الخاصة بانتشار المرض بداية "أب" في ليبيريا وسيرليون.
مكافحة الانتشار
ينتشر الفيروس بسرعة في الدول التي تملك بنية تحتية متهالكة وسيطرة حكومية ضعيفة ما يعني تأخر وصول وتوزيع المساعدات الدولية ما يبقي هذه المساعدة متأخرة قياسا بسرعة انتشار وتقدم المرض وتشير التقديرات إلى حاجة الفرق الطبية لأشهر عديد حتى تتفوق على المرض وتصبح صاحبة اليد العليا في هذه المعركة.
ووفقا لشهادة عدد من المنظمات الدولية العاملة في الميدان تواجه منظمات المساعدة في بعض مناطق غرب إفريقيا خاصة في القرى ومناطق القبائل مقاومة عنيفة حيث يرفض السكان تلقي المساعدة لإيمان جزء منهم بان مجرد ذكر اسم المرض ونطق كلمة "ايبولا" يؤدي إلى ظهور واستحضار هذا المرض القاتل ما يضع الكثير من العقبات والصعوبات في طريق الأطباء الذين يحاولون تقديم المساعدة الطبية وهناك أيضا من يتهم الأطباء ويحملهم مسؤولية انتشار الفيروس ويفضلون بالتالي التوجه إلى اقرب بديل من الأطباء.
وللحقيقة هناك بعض الحقيقية والصدق الذي يبرر شكوك السكان عدم ثقتهم حيث تحول في موجات سابقة من المرض الأطباء أو جزء منهم ممن للم يكونوا يمتلكون او لم يتخذوا وسائل الحذر الى وسيلة فعالة لنقل المرض بعد أن استوطن أجسامهم دون أن يكونوا على علم بذلك.
|299611|
العلاج واللقاح
في هذه المرحلة لا يوجد علاج أو لقاح صادقت عليه إدارة الدواء والغذاء الأمريكية "FDA" ومع ذلك هناك دواء تجريبي يحمل الاسم "ZMapp" قد يساعد المصابين ويقوم هذا الدواء الذي تنتجه شركة "بيوتيك MAAP" في الأساس على نبتة التبغ المعروفة إضافة إلى خليط من الأدوية والمركبات الكيمائية التي جرى تطويرها في كندا وأمريكا لكن لم يثبت حتى ألان فعالية هذا الدواء لذلك فان الكميات التي يتم طلبها من هذا الدواء قليلة ومحدودة.
وتبحث منظمة الصحة العالمية إمكانية استخدام دم الشخص الذي أصيب بهذا المرض وكتبت له النجاة في معالجة المرضى أو مساعدتهم على الأقل لكن لا إثبات بان هذا الدواء سينجح وفي المقابل تدعم الحكومة الأمريكية عملية إقرار ومصادقة سريعة على استخدام دواء تم تطويره وتجريبه على القردة وأيضا هنا يحتاج العالم إلى وقت حتى يتحول اللقاح الى ناجح ومفيد للبشر.
وأخيرا نشرت دول المنطقة وبينها السلطة الفلسطينية تحذيرا يلفت انتباه مواطنيها إلى خطر السفر إلى الدول المصابة بهذا الوباء فيما تصف مصادر طبية إسرائيلية فرصة انتشار او انتقال المرض للمنطقة بالضئيلة وذلك بسبب قلة السياح الذين الوافدين من الدول المصابة وكذلك قلة عدد الإسرائيليين الذين يسافرون إلى هذه الدول إضافة لامتلاك المنظومة الصحية الإسرائيلية وسائل احترازية متطورة لمنع انتشار المرض اذا تم اكتشاف عدد من الإصابات فيها.