الثلاثاء: 19/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

100 مسلح مقنع في غزة اغتالوا اللواء موسى عرفات القائد السابق لجهاز الامن العام وخال الرئيس الراحل ياسر عرفات

نشر بتاريخ: 07/09/2005 ( آخر تحديث: 07/09/2005 الساعة: 06:23 )
غزة - معا - بعد 45 دقيقة من اطلاق النار والاشتباكات امام منزل اللواء موسى عرفات في تل الهوى بغزة والمجاور لمنزل رئيس السلطة محمود عباس والمقر الرئيس لقوات الامن الفلسطينية - ودون اي تدخل من قوات الامن الفلسطينية نجح مسلحون مقنعون من التغلب على حراس مسؤول امني فلسطيني كبير واغتياله .

واكد مصدر امني فلسطيني كبير فجر الاربعاء لوكالة معا الاخبارية - ان اللواء موسى عرفات القائد السابق لجهاز الامن العام والذي كان يشغل قائد جهاز الاستخبارات العسكرية تعرض لعملية اغتيال انتهت بمقتله واختطاف نجله منهل الى جهة غير معروفة .

وافاد شهود عيان ان اطلاق نار كثيف وقع في محيط منزل عرفات وهو خال الرئيس الراحل ياسر عرفات قبل ان يقتحمه عدد كبير من المسلحين الذين اطلقوا النار عليه من مسافة قريبة حيث وصلت جثته الى مشفى القدس في حي تل الهوى وهو مصاب بعدة عيارات نارية في الراس .

واضاف الشهود ان حوالي 20 سيارة حاصرت منزل عرفات وحصل اطلاق نار كثيف اقتحم بعده المسلحون المدججون بالاسلحة الاوتوماتيكية والـ "ار بي جي" ومختلف انواع الاسلحة الرشاشة المنزل وقتلوه .

مصادر فلسطينية اكدت ان نجله ايضا تعرض للخطف ولم تعلن أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عن عملية الاغتيال ، كما تعرض ثلاثة من حراسه الى اطلاق النار على ارجلهم قبل قيام المسلحين المقنعين بتقييد الحراس الباقين .

وفي حديث مع وكالة معا الاخبارية نفى القائد العام للشرطة العميد علاء حسني وقوع اشتباكات استغرقت 45 دقيقة واكد ان عملية الاغتيال لم تستغرق سوى عشر دقائق فقط وان الامن الفلسطيني والشرطة الفلسطينية تواصل المتابعة والبحث عن نجل اللواء المختطف .

مصدر ناطق بلسان كتائب شهداء الاقصى في مدينة غزة اتصل بوكالة معا واظهر فرحة للنبأ وقال انه يبارك عملية الاغتيال والتي وصفها بالمحاسبة للفاسدين على حد قوله .

وردا على سؤال وجهه رئيس التحرير للناطق بلسان مجموعات الكتائب ولماذا يلجأ المسلحون للاغتيال بدل المحاكمة العادلة للمتهمين ؟؟؟ قال "ان المجموعات المسلحة وبعد ان يأست من قيام السلطة بالمحاسبة العادلة للفاسدين لجأت الى هذه الطريقة " وأكد رواية اختطاف نجل اللواء عرفات ولكنه نفى معرفته بهوية الخاطفين .


وكان اختيار اللواء موسى عرفات قائدا للامن العام من قبل رئيس السلطة الفلسطينية زاد من حالة الحنق والغضب في الشارع الغزي الذي كان يئن تحت وطأة الفساد والمحسوبية حيث اعتبر البعض اللواء موسى عرفات من رموزها في غزة.. فهو الشخص الذي جرت محاولات عديدة لاغتياله كان اخرها قبل حوالي العام عندما جرى استهداف مكتبه داخل مجمع الدوائر الامنية بعدة قذائف ار بي جي.

موسى عرفات الذي يحمل رتبة لواء ركن كان يعتبر من اقوى حلفاء الرئيس الراحل في غزة بعد تخلي كوادر كبيرة من حركة فتح عن دعمهم لياسر عرفات وتحولهم نحو مساندة القائد الشاب محمد دحلان الذي يعتبر بالتالي من أعداء اللواء موسى عرفات وانضم موسى عرفات الى قائمة طويلة من عائلة القدوة التي شعر الفلسطينيون انها تحكم غزة .

موسى عرفات الذي ولد في السادس عشر من سبتمبر 1941 في مدينة يافا من أب من غزة وأم مقدسية كان مدار جدل دائم منذ قدومه إلى الأراضي الفلسطينية في أوساط السلطة الفلسطينية واوساط الاسلاميين .

ورغم ذلك للرجل تاريخ طويل من النضال في منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح حيث هاجر إلى غزة في العام ثماني وأربعين وهو ابن سبع سنوات وتلقى فيها تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي قبل أن يلتحق في العام 1961 بجامعة القاهرة ويدرس الحقوق فيها إلا انه اعتقل في العام الدراسي الاخير على يد القوات المصرية التي كانت تدير غزة في ذلك الوقت وكان من طليعة الشخصيات التي شاركت في طلائع قوات العاصفة التابعة لحركة فتح .

حصل على الماجستير في العلوم العسكرية من أكاديمية تيتو في يوغسلافيا في أوائل الثمانينات وشارك في العديد من الدورات العسكرية في مصر وسوريا وفيتنام والصين وروسيا.

رحلة العداوات التي كان يحصدها موسى عرفات في كل مرحلة من مراحل حياته استمرت فقد شارك اللواء في حرب العام 1967 على الجبهة السورية وقاد القطاع الجنوبي من الأردن خلال الأعوام 68 و69 و1970 إضافة إلى مشاركته في معركة الكرامة في مارس من العام 68 واعتقل في بداية السبعينات على اثر أحداث جرش والتي سميت بإحداث أيلول الأسود إضافة إلى اعتقاله لسنوات عديدة في السجون السورية.

غادر اللواء لبنان في العام 1982 بعد الاجتياح الإسرائيلي حيث كان قائد الوحدة الخاصة هناك ليتولى منصب نائب مدير الاستخبارات العسكرية لحين عودته في العام 1994 إلى قطاع غزة ليشرع بتشكيل جهاز الاستخبارات العسكرية التي تولي إدارته .

وبتعيينه قائدا للامن العام والامن الوطني وجهاز ال 17 والبحرية والاستخبارات عام 2004 اصبح موسى عرفات رجل الامن الاهم في القطاع والرجل الاكثر عداوة ايضا وقد لجأ الرئيس محمود عباس الى منحه وسام القدس واعفائه من منصبه - وعلى ما يبدو فان عباس كان يريد استرضاء الجهات المعادية لموسى عرفات عن طريق عزله - الا ان اللواء موسى عرفات رفض تسلم الوسام ولم يغادر قطاع غزة رغم المخاطر على حياته حيث راهن خصومه على فكرة انه سيهرب من غزة وينتقل الى دولة اخرى للعيش ولكنه فاجأهم ولم يهجر غزة بل ظل فيها حتى وفاته وهو ما قهر اعداءه الذين اعتقدوا انه سيهرب من هناك ولما لم يفعل قاموا فقتلوه .

هذا ويتضح من الخيوط الاولى للمتابعات الصحافية التي تجريها وكالة معا ان احتمال تورط جهات رسمية امنية فلسطينية في حادثة الاغتيال مسألة شبه مستحيلة ، وتدور الدائرة حول مجموعات مسلحة محسوبة بشكل او اخر على حركة فتح ، وعلى ذمة صوت اسرائيل الناطق باللغة العربية فان مجموعات لجان المقاومة الشعبية هي الجهة المنفذة للاغتيال.