الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

محمد النادي فقيد الحركة الرياضية الفلسطينية .. في ذكرى رحيله الأربعين

نشر بتاريخ: 19/10/2014 ( آخر تحديث: 19/10/2014 الساعة: 18:58 )
بقلم : تيسير نصر الله
عضو الإتحاد الفلسطيني لكرة القدم

لم يكن أبو بهجت النادي، رحمه الله، رجلاً عابراً في مسيرة الحركة الرياضية الفلسطينية، ولم يكن رجل مرحلة من مراحلها، بل كان من رجال البدايات، الذين لهم بصمات في المسيرة الرياضية منذ تأسيس مراكز الشباب، بعد النكبة، حتى يومنا هذا، عمل في كل المراحل بنفس الهمة والإرادة، وكان ضمن مجموعة من المؤسسين الأوائل الذين أسسوا مراكز للشباب ومن ثم أسسوا رابطة الأندية الرياضية عام 1980م لتكون البيت الذي يستظل بظلاله الرياضيون.

ولعل مسيرة الراحل أبو بهجت الرياضية، لمن أراد توثيقها بدقة، وبشكل علمي، فإنها تشكّل جزءً مهماً من تاريخ الحركة الرياضية الفلسطينية، فلقد عمل أبو بهجت ضمن مجموعة من المؤسسين في ظروف صعبة للغاية، وبلا إمكانيات تذكر، وكانت هذه المجموعة تنحت بالصخر لوضع الرياضة الفلسطينية على قائمة الإهتمام المحلي، والنهوض بها على كل المستويات.

لم يهدأ أبو بهجت طوال مسيرته الطويلة وهو يتطلع نحو الأفضل، كان، رحمه الله، يعمل بلا كلل أو ملل في سبيل تطوير كل الألعاب الرياضية، فتبوأ المواقع العديدة، حيث شغل مناصب عدة في مركز شباب عسكر عبر هيئاته الإدارية المختلفة ومسيرته الطويلة، وكان بمثابة الأب الروحي للمركز يحظى بإحترام الجميع، وعمل أميناً لسر رابطة الأندية، وعضواً في اتحاد كرة القدم الفلسطيني، لديه قدرة عالية على العمل في كل الظروف، حتى عندما تقدم به العمر بقي على نفس الوتيرة والهمة، يشرف على معظم إنتخابات مراكز الشباب، ويكتب محاضر الإجتماعات بخطه الواضح والجميل، انه مدرسة في الإدارة والإنضباط والمثابرة، والالتزام بالقوانين والانظمة، لم يثنه عمله في محكمة بداية نابلس عن القيام بواجباته ومهماته تجاه الرياضة الفلسطينية، بل كان مكان عمله مركزاً للقاء الرياضيين والتداول معهم في الشأن الرياضي..

عرفته منذ سنوات، وأنا من الجيل الذي نشأ على تراث هذا المجموعة التي تتلمذ الكثيرون على أيديها، فمنها ما زال حياً يرزق، امد الله في عمره وعافاه في صحته وبدنه، ومنهم من توفاه الله . وحول سلوك فقيدنا " أبو بهجت" فما عرفت فيه سوى نبل الأخلاق وعفة اللسان، ونقاء القلب، ونظافة اليد، وصدق الإنتماء. ستفتقده الحركة الرياضية الفلسطينية علماً من أعلامها، ورائداً من روادها، ورمزاً من رموزها، وستبقى ذكراه العطرة وسيرته المزدحمة بالإنجازات تحثنا على مواصلة المشوار ، وتجاوز الصعاب في سبيل حركة رياضية فلسطينية تأبى إلاّ أن تشق طريقها نحو العالمية بهمة كل الشرفاء وأصحاب الهامات الكبيرة، من سبقونا في المسيرة ومن هم على العهد سائرون.

رحمك الله يا أيها المعلم، وعزاؤنا أن ما تركته فينا من تعاليم ومبادئ وقيم، سيبقى هادياً لنا في مسيرتنا التي ما زالت مستمرة.