ولد النادي يتيما ورحل رحيل العظماء
نشر بتاريخ: 20/10/2014 ( آخر تحديث: 20/10/2014 الساعة: 19:40 )
كتب : ماجد ابوعرب
في الثلاثين من الشهر الجاري تهل علينا ذكرى أربعين الراحل محمد النادي أبا بهجت ،ذاك الرجل الذي بكته كافة محافظات الوطن ،وتربعت في حضن حبه ملاعبنا الرياضة ،وخرجت في زفته الأخيرة جحافل من المشيعين من كافة بقاع الأرض ،وزار خيمة عزائه أصناف متعددة من الرجال ممن عرفوه وممن سمعوا عن إخلاصه للرياضة الفلسطينية وتفانيه في خدمة الوطن .
لم يكن أبا بهجت رجلا عاديا، فهو ارشيف من أراشيف الحركة الرياضية الفلسطينية منذ السبعينات ولغاية الآن ،بل كان رحمه الله موسوعة في معلوماته ،بل كان حاضنة وذاكرة لتاريخنا الرياضي ليس المهم أن تحتفل بتأبين هذا الرجل بل الأهم أن الرجل كان معطاءا في وجوه متعددة أهمها العطاء الرياضي والاجتماعي كيف لا وهو المؤسس الأول لرابطة الأندية الرياضية والإداري الناجح في مركز شباب عسكر ،والأرشيف المتحرك للمحامين من خلال عمله في المحكمة ،وإخلاصه المتواصل في دعم و تأسيس رياض الأطفال في مخيمات شمال الوطن عبر جمعية الرعاية الاجتماعية التي كان له شرف قيادتها لسنوات وسنوات .
|300286|
رحل أبا بهجت وترك وراءه ارثا عظيما من رياض الأطفال في عسكر وبلاطه والعين ونور شمس وطولكرم والفارعة وحتى قرية رمانه ، وجيشا جرارا من الأطفال الذين شملهم برعايته في هذه الرياض ،كما ترك محبة واسعة بين صفوف الناس ،لأنه كان حنونا وودودا وأبا وجدا صالحا ،كان رحمه الله واضحا في تعاملاته مثل وضوح شمس فلسطين ،نقيا ونظيفا إلى أبعد الحدود ،شهما وكريما ،مخلصا لا يعرف الخبث ولا يتقن لغة التآمر،كان عفيف اللسان صادق الوعد طاهر النفس ،بل كان كنزا من كنوز القناعة .
رحل شامخا محافظا على ارث صنعه بأنامل يديه ،وحافظ عليه برموش عينيه ،ولد أبا بهجت يتيما ورحل في جعبته سيلا جارفا من المحبين ومن مختلف المناطق ،فهو إنسان يستحق أن يحتفل برحيله في كل الأوقات وعلى مر العصور.