الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

شاهد عيان

نشر بتاريخ: 22/10/2014 ( آخر تحديث: 22/10/2014 الساعة: 21:54 )
بقلم: بدر مكي
بعد مشاركتنا في دورة الالعاب الاسيوية في انشيون بكوريا الجنوبية .. تلك المشاركة التي اظهرت لنا انه يجب التوقف طويلا عند الحديث عن مشاركاتنا الخارجية وضرورة التقييم واستخلاص العبر .. وخاصة ضرورة استمرارية تلك المشاركات من عدمها.
لقد اتضح لنا ان الالعاب الفردية بحاجة الى وقفة جادة، حتى تكون عابرة للحدود .. او البقاء عند المعابر فقط وعدم الذهاب بعيدا .. لانها تحتاج الى وصفة مستديمة وليست مجرد علاج .. سرعان ما يذهب مفعوله ..

في انشيون .. كان منتخبنا الاولمبي الكروي .. علامة مضيئة بالفعل .. تواجد في الميدان وخارجه مجموعة من المغاوير .. وابدعوا .. والذي جاء نتيجة التطور الحاصل على صعيد اللعبة في كافة المجالات ..
وفي انشيون .. كان التايكواندو .. وبلاعب واحد .. يحقق خامس اسيا .. وفي العاب القوى .. كان العداء وسام المصري .. يتأهل لاول مرة في التاريخ لنهائيات سباق 1500م .. وفي الكراتيه .. كانت البطلة زهرية مشينش تنافس بقوة وتعود من بعيد وتفوقت على نفسها .. كل هذه الشواهد .. كانت حالات فردية .. من بعض الاتحادات .. ولكن .. اين الاتحادات الاخرى ؟!

شاركنا في انشيون في 12 لعبة .. ولم نحرز اية ميدالية .. وهي المشاركة الفلسطينية الخامسة في دورة الالعاب الاسيوية .. وحققنا في المشاركات كلها .. ميدالية برونزية واحد .. عبر الملاكم منير ابو كشك في الوزن الخفيف في دورة بوسان الكورية عام 2002، وكان في الدورات الخمس ما يقارب 350 رياضيا فلسطينيا .. ولكن الحصيلة لكل هؤلاء .. ميدالية ابو كشك.

ان التقييم الذي يجب ان يتم عبر لجنة يعتد بشخوصها.. يجب ان تتوصل الى ضرورة ايجاد اليات بشأن موضوع اي مشاركة خارجية .. وربما تتوصل الى ضرورة الانكفاء نحو الداخل .. وذلك عبر تطوير وتفعيل ونشر اللعبة محليا من خلال البطولة المحلية ولكافة المراحل السنية.

حزين على واقع بعض الاتحادات .. التي همها المشاركة الخارجية .. علما ان اللجنة الاولمبية قد وفرت نفقات العديد من البطولات المحلية لمنظم الالعاب .. بل ومشاركتها الخارجية .. واتمنى ان يبادر رؤساء الاتحادات وخاصة في العابنا الفردية الى مناقشة موضوع المشاركة الخارجية مع اتحاداتهم اولا .. وعدم التذرع او تبرير مشاركتهم الخارجية السلبية، بالظروف او الشأن المالي .. بل ان اعتذارهم عن المشاركة في الشأن الخارجي .. يكون افضل من خلال قرار يتخذونه هم.

ولكن في هذه العجالة .. يجب التأكيد ان عديد الاتحادات قد اقلعت واجادت وطورت من مدربيها وحكامها.. وكانت نموذجا في العمل والانتماء.
ويجب الالتفات في التقييم عند الارقام والاوزان التي تحققت في الدورة وما قلبها .. والمقارنة مع تلك في الدول القريبة في المستوى.

وحتى نكون منصفين .. ان المستوى الذي ظهر في انشيون .. يعبر عن مستوانا الحقيقي في عديد الالعاب .. ويحتاج الامر .. الى مزيد من الوقت والجهد والعطاء .. للوصول لمنصات التتويج .. وليس الاحتلال وحده .. من يتحمل اخفاقاتنا ..