"مداد" ينظم حلقة نقاش بعنوان "الدور المجتمعي في تفعيل الوحدة الوطنية"
نشر بتاريخ: 25/10/2014 ( آخر تحديث: 25/10/2014 الساعة: 08:37 )
نابلس - معا - نظم المركز المعاصر للدراسات وتحليل السياسات "مداد" حلقة النقاش التلفزيونية الرابعة بعنوان "الدور المجتمعي في تفعيل الوحدة الوطنية.. الحريات والانتخابات". بالتعاون مع مؤسسة فريدريخ ابرت الألمانية.
ودعا المركز عددًا من الشخصيات النخبوية وممثلين عن الفصائل والقوى الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني، لمناقشة الطرق والآليات التي يمكن أن تُتّخذ في سبيل تعزيز الوحدة الوطنية، وتحديدًا في ملفي الحريات والانتخابات.
وأكد خليل عساف ممثل الشخصيات المستقلة في الضفة الغربية على أن الاتفاقات السابقة وخاصة اتفاق القاهرة قد أجاب على كل الأسئلة والمحاور الواجب الاتفاق عليها، وبالتالي فإن المرحلة القادمة لا بد أن تحمل الخطوات العملية لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه واقعًا ملموسًا.
وأضاف عساف أن الوضع لا يحتمل التأخير في إنجاز ما تم الاتفاق عليه فالشعب الفلسطيني اليوم يعيش حالة غير مسبوقة في ظل الاحتلال، حيث السعي لتهويد المدينة المقدسة وتسريب الأراضي والاستيطان المتوغل في أعماق الأرض الفلسطينية، وهذا لا يحتمل تأخيرًا في إنجاز بنود المصالحة المتأخرة أصلًا.
وقالت دعاء قريع المدير التنفيذي لشبكة المنظمات الأهلية في الضفة الغربية إن المنظمات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني ليست جميعها فاعلة بكفاءة، لكن عددًا كبيرًا منها يعمل على قدم وساق ويكمل دور الحكومة ويمد يد العون والمساعدة للمجتمع بكافة شرائحه وفئاته، خاصة في المناطق التي تقع خارج سيطرة السلطة الفلسطينية "مناطق ج"، وكذلك ساهمت هذه المنظمات في إغاثة الشعب الفلسطيني في غزة، تحديدًا خلال الحرب الأخيرة على القطاع.
وأكدت قريع أن ممارسة العملية الديمقراطية يجب أن تقوم على محورين أساسيين هما: الديمقراطية التشاركية والتي تشارك فيها المؤسسات على اختلافها بمجمل خطوط الحكم الرشيد. بالإضافة إلى تعزيز الحوار على كافة المستويات.
من جانبه قال حسن فرج مسؤول منظمة الشبيبة في الضفة الغربية إن سبع سنوات من الانقسام ليست قصيرة في عمر الشعب الفلسطيني، فالأولى أن تكون القضية الأهم هي مقارعة الاحتلال الإسرائيلي ومواجهته بدلًا من استنزاف الجبهة الداخلية في الخلافات بين الأشقاء، وأن محطة الانقسام كانت محطة مؤلمة جدًا في تاريخ الشعب الفلسطيني وقضيته. وأكد أن إنهاء الانقسام هو قرار استراتيجي أما الخيار الاستراتيجي فهو إنهاء الاحتلال.
وأضاف فرج أن بداية سنوات الانقسام كانت هناك حدّة في الاستقطاب بين الفصائل، وكان هناك حملات وطنية شبابية لإنهاء الانقسام بتعاون أكثر من جهة ومؤسسة أهلية ومنها حملة عام 2010 و2011. إلا أن استمرار الانقسام أدى إلى تراجع مثل هذا الحراك وولّد حالة من الإحباط لدى الشارع الفلسطيني وخاصة فئة الشباب.
وأثنى فرج على تجربة الجامعات الفلسطينية في إجراء انتخابات طلابية، إذ تعكس رغبة الشارع الفلسطيني في تجديد الشرعية والاحتكام للصناديق مجددًا.
من جهته قال الأستاذ فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان إن تجربة الحركة الأسيرة مشرّفة في مضمار الوحدة الوطنية إذ إنها لم تتلوث بآفات الانقسام، وكان كل ما يصدر عن الأسرى محط احترام وتقدير الكل الفلسطيني وخاصة "وثيقة الأسرى" التي أصدرتها الحركة الأسيرة عام 2006من داخل السجون للوفاق الوطني.
وأضاف الخفش أن الحركة الأسيرة مارست العملية الديمقراطية والانتخابات الفصائلية داخل السجون، حتى قبل مجيء السلطة الفلسطينية.
إلا أن الخفش عبر عن حاجة الشعب الفلسطيني للمزيد من الحريات العامة والقدرة على ممارسة الفكر السياسي والتعبير عنه بحرية. والعمل على زيادة الوعي والثقافة المجتمعية تجاه قبول نتائج الاقتراع والتداول السلمي للسلطة دون مشكلات، وليس فقط الاحتكام لمجرد الصناديق.
أما مشاركة الجمهور فجاءت ضمن ثلاثة سياقات:
الأول: دعم التوجه نحو انتخابات رئاسية وتشريعية في هذه المرحلة لتجديد الشرعية الفلسطينية، ولا غنى عن هذه الخطوة للبدء بتغيير حقيقي على الأرض.
الثاني: حث مؤسسات المجتمع المدني على اتخاذ المزيد من الخطوات لرفع الوعي والثقافة المجتمعية إزاء مسألة الحريات العامة، والروح الوحدوية من خلال البرامج والمشروعات التي تنفذها هذه المؤسسات.
الثالث: ضرورة البدء بخطوات عملية ووضع آليات ملموسة لتنفيذ الاتفاقات، وفي هذا السياق على كل طرف أخذ دوره، وخاصة مؤسسات المجتمع المدني التي انتشرت بقوة في الآونة الأخيرة.
يُذكر أن مركز مداد يعقد هذه الحلقة شهريًا، ضمن سلسلة حلقات النقاش التلفزيونية في موضوعات سياسية مهمة وقضايا حساسة يمر بها الكل الفلسطيني.