خربشات واعية حول كلاسيكو العالم "نجوم متوهجة في الكلاسيكو "
نشر بتاريخ: 25/10/2014 ( آخر تحديث: 25/10/2014 الساعة: 14:07 )
بقلم: سعدي رجوب
مع قرب موعد الكلاسيكو الساعة السادسة مساء الغد بالتوقيت الشتوي حسب توقيت مدينة القدس الشريف، بدأت الآراء تتباين حيال المنتظر من فريقين كبيرين هما ريال مدريد والبرشا، ونستعرض هنا ما كتبه الرياضي المتابع سعدي الرجوب ذو الميول البرشلونية، كتب سعدي
نبدأ بالريال الذي لعب 14 مباراة هذا العام، فاز في عشر منها، وشمل ذلك خماسية ضد بازل واليتشه وليفانتي وثمانية هائلة ضد لكورونيا، والفوز الأخير كان بالأمس بثلاثية سهلة خارج القواعد ضد ليفربول.
ففي مواجهة الريال وليفربول؛ لم يجد الإنجليز أنفسهم في الشوط الأول أمام الفاعلية المذهلة للإسبان، وأحرز رونالدو هدفاً جميلاً، وكان هذا الهدف السبعين للبرتغالي المواصل حضوره المذهل في دوري أبطال أوروبا، وأضاف كريم بن زيما هدفين، لنعود الى بداية الكلام حيث يكشف جرد الحساب عن أن الريال لم ينجح في تحقيق الفوز في أربع مباريات يجب أن تقلق المدرب أنشيلوتي أكثر من أي شيء آخر عشية الكلاسيكو السبت المقبل في البرنابيو، حيث تبرز المباريات الأربعة مشكلتين قد تظهران مرة أخرى في الكلاسيكو.
كان أتلتيكو مدريد الخصم الأكثر قوة لريال مدريد هذا الموسم، وكان مسؤولاً عن أول خسارتين للفريق، يلعب ريال مدريد بطريقة مذهلة أمام الفرق الصغيرة في الدوري الإسباني والفرق المتوسطة في أوروبا، لكن أتلتيكو مدريد واجه رعب ريال بنجاح واضح، ولا نبالغ إذا ما قلنا إن برشلونة أكثر جودة وقوة من أتلتيكو، أما الهزيمة الأقوى التي لحقت بالريال فكانت في مباراة ريال سوسيداد في ظل غياب رونالدو عنها، وهذا يدل على مشكلة أخرى وهي الفراغ الواسع لدى ريال مدريد في منطقة الارتكاز في خط الوسط فرغم وجود نجوم كثيرة لم يأخذ أحد منهم المسؤولية على عاتقه.
الفرق بين السوبر ستار والأسطورة:
يحرز السوبر ستار ثلاثية إذا فاز فريقه بنتيجة 7-0، ولكنه يختفي عندما لا يكون بجانبه أسطورة رائعة وعليه سيكون غياب بيل موجعاً في الكلاسيكو ولكن ليس بسمتوى غياب رونالدو في مباراة ريال سوسيداد.
المهم بالنسبة للريال كيف سيواجه المشكلتين المذكوتين أعلاه ومن المستبعد الاعتقاد أن أنشيلوتي سيتعامل بتكتيك حذر في مواجهة برشلونة، ومن المنطقي أن يستمر ايسكو باللعب كبديل لبيل، وسيكون الوسط الارتكاز (المتأخر) مكونا من مودرتيش وكروز ما قد يكون لصالح برشلونة، والمشكلة الثانية لا تثير أيّة عقبة لرونالدو في ظل مستواه المذهل حالياً.
يعيش البرتقالي المرعب المرحلة التي يعيشها هدافو لعبة كرة السلة عندما تسير الأمور كما يرام معهم حيث يرى هداف كرة السلة حلقة البورد كأنها المحيط الهادي، وكل مرة يسدد تدخل الكرة في الحلقة بسهولة، وهكذا الأمر بالنسبة لكريستيانو فكل شيء لديه مترابط، كل ركلة وضربة رأس ومراوغة وجري بالكرة وهدفه ضد الدنمارك في تصفيات أمم أوروبا يدل على جوعه وحدته ورغبته الجامحة بعدم النزول عن الميدان دون تحقيق النصر.
أحرز رونالدو هذا الموسم 21 هدفاً في كل المباريات التي خاضها مع ريال والبرتقالي من بينها 15 هدفا في الدوري الاسباني، كما أحرز أهدافاً في 12 مباراة بما في في إحراز أهداف في عشر مباريات متتالية في صفوف الريال، ومرة أخرى تعود المشكلة الصعبة لرونالدو والريال أن المباريات الوحيدة التي لم تجد طريق الشباك كانت مباراة مع فريق قوي.
وعليه ستكون هذه المباراة الاختبار الأكبر بالنسبة للريال واكثرمن برشلونة لأن الهزيمة بالنسبة لبرشلونة ستقبل بتفهم لدى متصدر الدوري وفي مباراة خارجية، أما فشل الريال سيعزز الفرضية القائلة أن الريال قوي ضد الضعفاء ولكن في مباراة كلاسيكية غير قادر على تقديم المطلوب في المباريات الكبيرة.
نيمار الناضج
حدث شيء كبير لنيمار في المونديال الأخير وهو الأهداف والإصابة الخطيرة لكن رحلة المونديال الصعبة جعلته لاعباً أفضل، وكان واضحاً من البداية أنه سيكون واجهة البرازيل في المونديال البيتي ولكن لم يقدر أحد سابقاً العقبات الضخمة التي سيواجهها من جنون لا يتوقف، جمهور مليء بالأماني في كل أنحاء البرازيل وملاعب متقلبة المزاج وضغط هائل من الاعلام وصراع مع الجسد.
بدا نيمار 22 ربيعاً في هذا الاختبار كأنه اللاعب الأكبر سناً في المنتخب، ثابت المستوى، بارد الأعصاب، قائد حقيقي ولا يمكن التقليل من شان هذه التجربة المهمة وكان شهر المونديال مبلورا لشخصية نيمار، وأاضف لذلك تأقلمه في إسبانيا لأن كرة القدم البرازيلية مختلفة كلياً، كما أن نيمار أخذ وقتاً حتى دخل المعترك في برشلونة، وهذا لا يعني أنه كان سيئاً في العام الماضي فقد أحرز 15 هدفاً ولولا الإصابة لكان أفضل، لكن نيمار هذا العام هو نسخة ذات جودة عالية.
يبدو نيمار مثمراُ وفعالاً أكثر وواثق بنفسه حيث أضاف 4 كغم من العضلات مما جعله أقوى وأكثر استعداداً للمواجهة، كما أن تعاونه مع ميسي هذا الموسم كان غاية في الروعة حيث أحرز في العام الماضي 15 هدفاً وهذا الموسم 10 أهداف في عشرة مباريات دون أن يشمل ذلك الأهداف الأربعة في مرمى اليابان.
كان المونديال ضرورياً جداً بالنسبة لنيمار، هذه التجربة المثيرة ستحوله بشكل أو بآخر من الولد المعجزة إلى لاعب من عالم آخر وستجني البرازيل الثمار فيما بعد، لكن برشلونة ستجني ثمارها فوراً من تأقلم نيمار في أوروبا ونضجه الكبير والسريع.
الثلاثي المرعب
هناك عامل حاسم يجب عدم نسيانه في الكلاسيكو، حيث سيخوض سواريز أول مباراة مع برشلونة بعد إيقافه بسبب العضة، وسيخوض برشلونة أول مباراة بالثلاثي المرعب وهم الثلاثي الأكثر اثارة ورعباً في العالم (ميسي، نيمار، سواريز) أي البرازيل والأرجنتين والأرجواي والمسألة غير المعروفة حتى هذه اللحظة هل سيبدأ اللقاء من بدايته أم سيتم الزج بسواريز خلال اللقاء.
خاض سواريز مباريات ودية مع برشلونة ومنتخب الأورغواي وبدا خلال هذه المباريات ذا لياقة جيدة ولا يزال هدافاً قوياً رغم أنها لم تكن المباريات الأفضل من حيث الاعداد.
ستتضح هذه الأمور بشكل واضح يوم السبت الساعة السادسة مساء الغد مع انطلاق صفارة الحكم لمباراة كلاسيكو العالم.
هي قراءة في الأوراق، لكن الكلاسيكو عودّنا أحيانا على أنه كلاسيكو، ليخالف كل التوقعات، وهذه هي ميزة المباراة الأكثر متابعة على مستوى العالم.