جبهة التحرير تحذر من حرب دينية في فلسطين
نشر بتاريخ: 25/10/2014 ( آخر تحديث: 25/10/2014 الساعة: 19:26 )
رام الله- معا - اعتبرت جبهة التحرير الفلسطينية أن العدوان الاحتلالي المتواصل، والمتصاعد بشكل خطير على مدينة القدس وعموم الأرض الفلسطينية، وما تنفذه حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة من مخططات تهويدية للقدس والمسجد الأقصى المبارك، والعمل على تقسيمه، والمس بكافة المقدسات الإسلامية والمسيحية، وما تمارسه من قتل وحملة اعتقالات واسعة بحق أبناء شعبنا، أدت الى سقوط الشهيدين الشلودي وحامد من قرية سلواد حتى اللحظة، وسقوط عشرات الجرحى، واعتقال مئات الشبان والفتية المحتجين على سياسة وإجراءات الاحتلال الفاشية والعنصرية، إنما هو حرب تلمودية صهيونية استعمارية تستهدف شعبنا بكافة طوائفه ودياناته الإسلامية والمسيحية في القدس، وذلك لإفراغ المدينة المقدسة بالكامل من سكانها الأصليين، وطمس تاريخها ومعالمها العربية والإسلامية، وإلغاء هويتها الوطنية، وفرض الأمر الواقع عبر تحويلها لمدينة يهودية خالصة وعاصمة أبدية "لإسرائيل".
وأكدت الجبهة أن هبة أهل القدس والمرابطين في الأقصى المبارك وصمودهم الأسطوري بوجه الحملة الاحتلالية العدوانية الإجرامية المسعورة، ودفاعهم بإرادتهم الصلبة عن المدينة المقدسة والأقصى المبارك، وحمايتهم لكافة المقدسات الإسلامية والمسيحية بصدورهم العارية، أنما سيفشل أهداف هذه الحملة التلمودية الصهيونية التي يقودها وينفذها غلاة المستوطنين الاستعماريين، وجيش وحكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة.
كما أكدت الجبهة على أن مواصلة هبة شعبنا نصرة للقدس ومقدساتها، وإسنادا ودعما لأهلها المرابطين المنتفضين بوجه الاحتلال وجيشه وقطعان مستوطنيه، إنما يعزز من صمودهم، ويمكنهم من مواجهة مخططات الاحتلال، وإفشال مشاريعه التهويدية والاستعمارية للمدينة وأقصاها المبارك، ومقدساتها الإسلامية والمسيحية كافة.
من جهته اعتبر الدكتور واصل أبو يوسف الأمين العام للجبهة، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن العدوان المتصاعد الذي تنفذه حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة ضد شعبنا، وما تمارسه من توسع استيطاني في القدس والضفة الفلسطينية، وما تحاول فرضه من تقسيم للمسجد الأقصى المبارك، وما تقوم به من تفريغ للمدينة المقدسة من سكانها الأصليين، وتهويدها وتغيير معالمها وصولا الى طمس هويتها الوطنية، إنما جاء بعد أن افشل شعبنا بصموده الأسطوري ووحدة مقاومته الوطنية الباسلة، أهداف حرب الإبادة الجماعية التي بدأتها حكومة وجيش الاحتلال ضد شعبنا بعد اختفاء ثلاثة مستوطنين استعماريين في منطقة الخليل، ووسعت نطاقها لتشمل كافة المدن الفلسطينية، وأكملتها في قطاع غزة حيث خلفت الخراب والدمار الشامل، وسقوط آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى وتشريد ونزوح مئات الآلاف من أبناء شعبنا من منازلهم المدمرة.
كما اعتبر أبو يوسف أن هذا التصعيد العدواني الإجرامي على شعبنا ومقدساته، وما تنفذه حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة من مخططات استيطانية واسعة في القدس والأرض الفلسطينية، وما تنفذه من إجراءات تعسفية ضد الأسرى في السجون، وصلت الى حد السماح لسجانيها القتلة باستخدام السلاح لقمع احتجاجات الأسرى، وطلبها بشرعنة قانون فاشي جديد يفضي بالحكم لمدة عشرون عام لملقي الحجارة، وما يمارسه جيش الاحتلال من قمع ضد المظاهرات والاحتجاجات الشعبية السلمية لأبناء شعبنا اللذين يواصلون مقاومتهم الشعبية في القدس وفي كافة المدن والبلدات الفلسطينية ضد إجراءات وسياسات الاحتلال الاستعمارية الاستيطانية والعنصرية والتهويدية، والتي سقط إثرها مؤخرا الشهيدين البطلين الشلودي وحامد من بلدة سلوان، وكذلك عشرات الجرحى، واعتقال مئات الشبان في المدن والبلدات الفلسطينية كافة.
إنما جاء ذلك من باب محاولة حكومة الاحتلال البائسة لخلط الأوراق وقلب الطاولة أمام تمسك القيادة الفلسطينية بمبادرتها، وإصرارها على التوجه للأمم المتحدة ومجلس الأمن، لاستصدار قرار مجلس الأمن قرار ملزم بجلاء الاحتلال عن ارض الدولة الفلسطينية وفق جدول زمني محدد.
كما أشار أبو يوسف أن هذا التصعيد الاحتلالي ضد شعبنا لاتخلو دوافعه مما أصاب كيان الاحتلال من صدمة قادته من اعترافات البرلمانات الأوربية بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس، ودعوتها لحكوماتها باتخاذ قرارات فورية بالاعتراف بدولة فلسطين.
وحذر أبو يوسف من مخاطر تحويل الصراع مع الاحتلال الى حرب دينية في المنطقة، تغذي نارها وتدفع باتجاه إشعالها حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، وذلك من خلال اعتداءاتها المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك، وتقسيمه، والمس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، داعيا الأمتين العربية والإسلامية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ولجنة القدس الوقوف أمام مسؤولياتها للدفاع عن الأقصى المبارك والقدس.
كما طالب أبو يوسف كافة المؤسسات الدولية وعلى رأسها هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي للتدخل الفوري وممارسة الضغط على حكومة الاحتلال لوقف عدوانها المتواصل على الأقصى المبارك ومدينة القدس وأبناء شعبنا فيها سكانها الأصليين، وعلى عموم أبناء شعبنا في كافة المدن والبلدات الفلسطينية، والعمل العاجل والجاد لتوفير الحماية الدولية لشعبنا وأرضنا الفلسطينية الى حين جلاء الاحتلال وتحقيق استقلالنا الوطني الناجز.