الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 26/10/2014 ( آخر تحديث: 26/10/2014 الساعة: 15:40 )
بقلم : صادق الخضور
يتواصل دوري المحترفين والمحترفين جزئي، والإثارة تتزايد مع تقارب النقاط في الصدارة، واتضاح ملامح الصراع على البقاء في المحترفين جزئي، في حين يبدو الحديث عن ملامح القاع في المحترفين صعبا للغاية، فيطا برهن أنه قادر على العودة، لكن شريطة تجميع 6 نقاط من 12 ممكنة في الجولات الأربع الأخيرة من عمر الذهاب.

الهلال... والهدوء
شيئا فشيئا.. يواصل هلال القدس الزحف نحو قمة الترتيب ليؤكد أن المعطيات التي جعلت الكثيرين يرشحون الفريق للقب كانت حاضرة، ولعل أول أسباب التقدّم الهلالي الهدوء والتصرف بعيدا عن منطق رد الفعل، فالهلال خسر من الغزلان لكنه سرعان ما عاد.
ويحسب للمدرب الكبير سمير عيسى القدرة على احتواء الموقف، والتعامل الواقعي مع الأمور، وعدم الاستعجال، فالفريق يحقق الأسبقية غالبا في نهاية المباريات، وهو ما يؤكد أن هناك إستراتيجية فنية تحكم العمل.
وتلعب جماهير الفريق دورا إيجابيا فهي تنأى بنفسها عن الضغط على الفريق وكادره الفني، وقد قابل اللاعبون هدوء مجلس الإدارة وعمله النوعي بأداء نوعي، ليكون الهلال مع الغزلان أبرز المرشحين لنيل اللقب.
الهدوء الهلال ميزة تحسب للفريق، وبانتظار الجولات القادة لتعرف مدى تواصل المنحى التصاعدي للفريق الذي بدأ الموسم باكتساح لقبين وها هو عازم على الثالث.

بطولة الكأس
خلال شهر تقريبا سيتوقف الدوري لإتاحة المجال للمنتخب الأول للإعداد للاستحقاق الآسيوي، ومع توقف الدوري وجب التفكير في إطلاق بطولة الكأس المتوقع أن تتخلل فترة التوقف لإتاحة المجال أمام الفرق لمواصلة التنافس.
ونظرا لخصوصية التوقيت، فما الذي يمنع من إجراء البطولة بنظام المجموعات اعتبارا من دور ال16؟ فهذا ما سيتيح للفرق خوض مباريات أكثر، ويمنح اللاعبين الصاعدين فرصة اللعب في المباريات بعد أن تراجع إشراك الصاعدين في كثير من الفرق.
بطولة الكأس وانطلاقها في فترة توقف الدوري اقتراح قد يكون سببا في الإبقاء على جاهزية الفرق التي لم يقدم كثير منها مستوى فنيا يليق بمسمى الاحتراف سواء الكلي أو الجزئي، وإن كانت آخر الجولات كشفت عن تطور في المستوى وإثارة بالغة في آخر الدقائق.

الفرسان: استحضار الاسم
هذا ما فعله فرسان يطا، فقد كانوا فرسانا بكل ما للكلمة من معنى، والعودة في آخر مباراتين تؤكد أن الفريق قادر على استعادة أمل البقاء، والفوز على فرق تتبوأ الشق العلوي من الترتيب.
عودة بعد الخسارة أمام دورا، والفريق كان يلعب منقوصا، وإثارة ما بعدها إثارة، سيناريو تكرر أمام الجدعان رغم أن النقص كان في الفريق المنافس لكن ومع الثلاثية التي تم تسجيلها شهدنا ركلة جزاء ضائعة كلفت الفريق نقطتين بعد أن ظفر بالتعادل.
يطا قادر على العودة، لكن الفريق الذي يتأخر ثم يعود مطالب بفرض الأسبقية، وحينها سيكون من الصعب على أي فريق الفوز عليه، وقد أثبت لاعبو الفرسان أنهم فرسان.
المباريات المتبقية من عمر الذهاب ستضع الفريق على المحك، فإن تزايد منسوب الأمل بالعودة، فسيكون للفريق ما بين الدورين حكاية خاصة من الإعداد.
وعلى ذكر مباراتي الفرسان مع دورا ثم بلاطة، نتساءل عن أسباب تعادل فريق بعد أن يكون متقدما بفارق هدفين أو ثلاثة، وبما أني لم أشاهد مباراة بلاطة أعلّق على مباراة دورا حيث عيب على اللاعبين الأنانية المفرطة بعد التقدم، ومحاولة الاستئثار بالتسجيل، فكان ما كان، ليدفع الفريق غياب احترافية التعامل مع مجريات المباراة.

ضغط المباريات، وكشف المستور
كشف ضغط المباريات عن عيوب معظم الفرق وأهمها:
• غياب الإعداد البدني الصحيح، ما جعل كثير من الفرق تنهار في الربع ساعة الأخير من مبارياتها وتدفع الثمن، صحيح أننانتحدث عن فرق تنتفض في آخر الدقائق لكن ما يساعدها تراجع المنافس بشكل واضح.
• الافتقاد لدكة احتياط جاهزة، وهذا ما جعل الكثير من الفرق تلعب بتبديلات محدودة لاعتبارات ترتبط بمحدودية الخيارات لا لاعتبارات فنية.
• عدم قدرة الكثير من الفرق على تدارك الأخطاء المتكررة، فلا وقت للعلاج.
في المجمل، الضغط الذي تشهده جدولة المباريات، يتطلب من الفرق تعاملا خاصا، ويبدو أن كثيرا من الفرق لا زالت غير قادرة على التعايش مع هذا الواقع.

مباريات الجولة القادمة
ستكون الجولة القادمة وهي الثامنة من عمر الدوري حاسمة، فمباراة الخضر مع أبناء الواد، ديربي تلحمي بعنوان الخلاص من مخاطر القاع.
والثقافي يستضيف الهلال المقدسي، الأول لتأكيد أن طموحه دون حد، والثاني لمواصلة حالة المد.
يطا والعميد: ولقاء بست نقاط، وواهم من يقول غير ذلك، فالفائز سيعود رسميا للأجواء، والتعادل سيكون بمثابة خسارة لكليهما.
مواجهة أهلي الخليل والأمعري تحمل طابع العودة قبل فوات الأوان؛ عودة الأهلي لأجواء المنافسة، والأمعري لمنتصف الترتيب.
جبل المكبر والظاهرية، وكل منهما على الفوز عازم، فالمكبر يريد كسر قاعدة التذبذب في النتائج، والغزلان لتجاوز لعنة التعادلات في آخر جولتين.
أخيرا: دورا في مواجهة بلاطة، مباراة متكافئة يريدها دورا للفوز على أمل الفوز في اللقاء المؤجل واعتلاء سدة الصدارة في حال إخفاق الغزلان، في حين يريد بلاطة تعويض إخفاق التعادل الأخير، دورا يلعبها تحت ضغط الملعب البيتي وبلاطة تفاجئ حين تلعب خارج الديار.