الأندية والاتحاد ... وكتابة التاريخ
نشر بتاريخ: 26/10/2014 ( آخر تحديث: 26/10/2014 الساعة: 15:41 )
بقلم : أسامة فلفل
اليوم ورغم شظف العيش وآثار العدوان الغاشم على غزة العزة الذي أصاب كل مناحي الحياة برزت وتر سخت ثقافة وطنية أصيلة للرياضيين بضرورة تعزيز الوحدة وترسيخها والصمود في وجه التحديات والعمل على ترجمة المصالح الوطنية والرياضية وخلق حالة فلسطينية رياضية جديدة تعبر عن وعي وطني أصيل متأصل يحمي مقدرات الوطن والانجازات التي تحققت على المستويين الإقليمي والدولي.
اليوم وفي هذه المحطة التاريخية الفارقة والتي يشوبها الغموض وتكتنفها غيوم سوداء لابد من تجلي روح المسؤولية والتحلي بالشجاعة والوقوف وقفة عز وشموخ للمحافظة على ديمومة النشاط الرياضي.
نقدر عاليا الوضع المالي الصعب التي تعيشه الأندية الرياضية في الوطن عامة وفي القطاع خاصة والظروف القهرية والضائقة المالية الخانقة التي تمر بها الأندية لاسيما بعد العدوان الصهيوني على غزة ،ونقدر الحالة النفسية للرياضيين والتداعيات جراء هذا الوضع الصعب لكن يجب أن نتذكر جيدا أننا اليوم أحوج ما نكون فيه إلى استمرارية النشاط الرياضي أكثر من أي وقت مضي لتجاوز هذه المرحلة.
إن تعليق النشاط الرياضي لا يخدم بالمطلق مشروعنا الوطني ولا رياضتنا الفلسطينية في هذا الوقت الذي نتطلع فيه للم الشمل وتضميد الجراح وخلق حالة من التضامن والتكافل والوحدة لعبور هذه المرحلة.
التحرك المسئول من الأندية والتواصل والمتابعة الدائمة مع الاتحاد مهم جدا في هذه الظروف ولا بد من العمل على ضرورة دراسة الأمور دراسة معمقة وبحكمة والخروج باتفاق موحد على استمرارية النشاط وإيجاد آلية تنهي هذه الحالة مع التأكيد على استمرارية النشاط وعدم توقفه مهما كانت الظروف والتداعيات.
استمرارية النشاط الرياضي واجب ومسؤولية وطنية ويجب أن يعي الجميع لتداعيات تعليق النشاط الرياضي التي لا يمكن أن يتحملها احد والتي ستفضي إلى ضياع جيل بكامله من اللاعبين إضافة إلى دخول الأندية في أزمة مع اللاعبين أصحاب العقود وبالتالي هذه الحالة سوف تأثر تأثيرا سلبيا على مسار الحركة الرياضية في القطاع الذي عاش سنوات عجاف بسبب الانقسام والفرقة وتعافي من هذه الحالة بعد مرض عضال وعاد ليلتقط أنفاسه.
اليوم نعول كثيرا على مجالس إدارات الأندية بالقطاع الذين تحملوا المسؤولية الوطنية باقتدار وواجهوا التحديات التي واجهت الحركة الرياضية الفلسطينية بعد العدوان والحرب عام 2009م ، و2012م ، فبرغم حجم الدمار والخراب الذي أصاب مفاصل الحركة الرياضية وقفت إدارات الأندية وكوادرها وقياداتها ومرجعياتها الرياضية تسطر ملحمة وطنية رياضية وتثبت في الذاكرة الفلسطينية موقف وطني أصيل متأصل يعبر عن وعي ومسؤولية وطنية بامتياز.
إن الوقوف والانحياز للمصلحة الوطنية الرياضية بالاستمرار في النشاط الرياضي والمشاركة في بطولتي الكأس والدوري تعتبر رافعة حقيقية لتقدم وتطور الرياضية الفلسطينية التي أصبحت علامة فارقة في الساحة الدولية.
إن اعتزازنا بالأندية الرياضية التي تمثل شراعة الحركة الرياضية وبالاتحاد الفلسطيني لكرة القدم يعزز فينا الأمل في عبور هذه المحطة وتجاوزها بالحكمة والحنكة والوصول إلى مرفأ و شاطئ الأمان.
ختاما...
عنصر المال مهم وضروري وأساس ومكون رئيس من مكونات النجاح في مسيرة الرياضة الفلسطينية والجميع في الوطن على ثقة بالجهود الطيبة التي يبذلها الاتحاد من أجل توفير شبكة أمان مالية للأندية الرياضية لتخفيف العبء ومساعدتها في هذه المحطة الصعبة.
في ذات السياق نقدر بالموقف والكلمة الجهود الحثيثة التي يبذلها رئيس الاتحاد وربان السفينة الرياضية اللواء جبريل الرجوب من أجل تذليل العقبات والعمل على صرف مكرمة الرئيس في أقرب وقت ممكن والمحافظة على دوران عجلة الحركة الرياضية وتعزيز صمود الرياضيين والوقوف إلى جانبها.