نجاح عمليتين نادرتين في القلب بمستشفى المقاصد رغم محدودية الإمكانيات
نشر بتاريخ: 26/10/2014 ( آخر تحديث: 26/10/2014 الساعة: 16:08 )
رام الله - معا - أجرى البروفيسور نزار حجة استشاري ورئيس قسم جراحة قلب الأطفال وتشوّهات القلب الخلقية في مستشفى المقاصد الخيرية ومدير المركز الفلسطيني لجراحة قلب الأطفال؛ عمليتين جراحيتين نادرتين في القلب، وتكللتا بالنجاح.
وضمت الطواقم الطبية المشاركة في العمليتين الجراحيتين، إلى جانب البروفيسور نزار حجة، كل من الدكتور عدنان فرهود، رئيس قسم التخدير، والدكتور نضال الهيموني اختصاصي جراحة القلب، والدكتور أشرف عوض، والدكتور هاني أبو سنينة، والدكتور حسن سلمان، والدكتور عمر أبو زايدة، والسيد عبد السلام مسمار، والسيد إياد الحيح، والسيدة رانيا المصري، والسيدة سنان شهاب، والدكتورة رند بسام أبو لبدة، وهي طالبة امتياز في مستشفى المقاصد.
وتمكن البروفيسور حجة من إجراء عملية نوعية ونادرة على المستويين العالمي والمحلي للمريض مراد سليم، والذي وُلد بعيب خلقي يتمثل بوجود ثلاث حجرات في البطين الأيمن للقلب، حيث تعد من أكثر عمليات القلب المفتوح تعقيداً على مستوى العالم، والأولى من نوعها في المنطقة.
ويتحدث الطبيب نزار حجة عن حالة المريض سليم، والبالغ 47 عاماً "تضخمت العضلات في جسم المريض، وازداد التضيق في البطين الأيمن مع مرور الأعوام، مما أدى إلى تفاقم الصعوبة في وصول الدم إلى رئتيه، حيث سبق وصوله إلى المقاصد وجود صعوبة بالغة في تشخيص المرض لديه، كما كان يعاني من صعوبة بالغة في التنفس منعته من ممارسة الحياة الطبيعية منذ ولادته بسبب عدم انتظام نسبة الأوكسجين في الدم". ويضيف: " تفاوتت التقديرات في تشخيص حالة المريض ما بين متلازمة فالوت الرباعية وانقسام البطين الأيمن إلى حجرتين، وبناءً على ذلك اتخذنا قراراً بضرورة إجراء عملية جراحية للقلب بغض النظر عن التشخيص الأولي للحالة".
ويذكر البروفيسور حجة أن مريضه قد تعرض لالتهابات حادة في الغشاء الداخلي المغلف لحجرات القلب، وذلك قبيل إجراء العملية بعدة أشهر، وتمت معالجته في المقاصد بواسطة المضادات الحيوية، وإنقاذه من خطر قد يودي بحياته. وعن تشخيص المرض يتحدث البروفيسور حجة: "خلال العملية تم تشخيص واحد من أكثر أمراض القلب ندرة في العالم، ويتمثّل في انقسام البطين الأيمن إلى ثلاث حجرات بدلاً من حجرة واحدة مع وجود تضيّق في الصمام والشريان الرئوي ووجود فتحة بين الأذينين الأيمن والأيسر، تلك الفتحة كانت السبب في إبقائه على قيد الحياة"، مضيفاً أن الطاقم الطبي لجراحة القلب قد تمكن من استعادة التكوين التشريحي الطبيعي للقلب واستئصال العضلات المتضخمة فيه، إضافة إلى استئصال الجدار المتسبب بالتضيق ما بين البطين والصمّام.
وأكد البروفيسور حجة أن العملية أجريت بنجاح باهر ومن دون أية مضاعفات تذكر، كما تم فصل المريض خلال ساعات قليلة عن جهاز التنفس الصناعي ليبدأ ممارسة حياته بشكل طبيعي وغير مسبوق بالنسبه إليه.
بدوره، عبّر مراد سليم عن فرحته البالغة وامتنانه للطاقم الطبي قائلاً :"لم أكن أعرف أن الشخص بإمكانه أن يتنفس بمثل هذه السهولة والحرية التامة، الحمدلله لقد انتهت معاناتي التي دامت سنين طوال، والفضل لله وللأطباء المخلصين".
أما العملية النوعية الثانية فكانت على درجة عالية من التعقيد، وأجراها البروفيسور حجة للطفلة رؤى المغربي من مدينة طولكرم، والبالغة من العمر 3 سنوات، وقد تمت العملية بنجاح باهر ودون حدوث مضاعفات، حيث يقول حجة: " بفضل الله تعالى تمكنا خلال العملية من صنع نفق داخل البطين الأيمن، وذلك لنقل الدم المشبع بالأكسجين من البطين الأيسر عبر البطين الأيمن، وبواسطته إلى الصمام التاجي الأساسي، وإجراء عملية توسيعية تحت الصمام التاجي ليتمكن الدم من العبور دون إعاقة إلى الشريان".
ويؤكد البروفيسور حجة أن الفضل في نجاح العملية يعود للتنسيق المتميز بين جراحة قلب الأطفال وقسم تخدير قلب الأطفال، وطاقم التروية وتمريض العمليات، حيث خرجت الطفلة بعد أربعة أيام من قسم العناية المركزة لقلب الأطفال إلى قسم الأطفال العام، وهي تتمتع بصحة جيدة.
وحول قدرة مستشفى المقاصد في استثمار الكفاءات الطبية العالية، مقابل النقص في المعدات الطبية وبعض الأدوية الضرورية التي قد يحتاجها المرضى، خصوصاً بعد الانتهاء من العمليات الجراحية؛ أوضح حجة: "لا يزال المقاصد بحاجة للفتات كريمة من قبل المتبرعين من أهل الخير، ولدعم المؤسسات والهيئات المحلية والعربية، التي تهتم بمؤسسات القدس وتدعم صمودها في المدينة المقدسة، وعلى رأسها هذا الصرح الطبي، والذي يُعتبر قِبلة المرضى من كافة أرجاء الوطن، فالمقاصد بحاجة ماسة إلى الدعم ليتمكن من مواصلة استقبال المرضى من مختلف أرجاء الوطن وتقديم العلاج اللازم لمثل هذه الحالات النادرة والحرجة". وأكد حجة أن طوقم المقاصد الطبية مشهود لها بالخبرة والكفاءة العالية، حيث تسخّر هذه الطواقم لمرضى المقاصد كل ما لديها من قدرات من أجل إنقاذ حياتهم ومعالجتهم، متغلبةً على النقص الحاد في المعدات والأجهزة.