اعتصام شعبي لأصحاب المنازل المدمرة في مخيم جباليا شمال غزة
نشر بتاريخ: 27/10/2014 ( آخر تحديث: 27/10/2014 الساعة: 16:29 )
غزة - معا - نظم عشرات اللاجئين الفلسطينيين من أصحاب المنازل المدمرة في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة, اعتصاماً شعبياً ظهر اليوم الاثنين، أمام مركز التموين الرئيسي في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، طالبوا فيه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" والأمم المتحدة بالإسراع في إعادة إعمار بيوتهم التي دمرها الاحتلال.
ورُفع في الاعتصام الذي دعت إليه اللجنة الشعبية للاجئين – شمال غزة، ولجنة أهالي البيوت المدمرة، يافطات وشعارات تطالب المجتمع الدولي بالتدخل لإنهاء حصار غزة، وتأمين عبور مواد الإعمار اللازمة للقطاع، ويافطات أخرى حمّلت الأونروا مسؤوليتها تجاه هذه الأزمة.
وفي بيان باسم أهالي البيوت المدمرة تمت قراءته أمام الإعلام, ناشد الدول التي تبرعت لإعادة إعمار غزة, وجامعة الدول العربية, ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، بالضغط من أجل الإسراع في بناء ما دمره الاحتلال.
وأورد البيان: "بأن غزة ومع دخولها للشهر الثالث بعد الحرب, لا زالت ترقب بصيص أمل, فالحصار لا زال قائماً, الكهرباء حالها لم يتحسن", مشيراً إلى أن حكومة التوافق الفلسطينية, قد دخلت غزة "بخفي حنين".
وخاطب البيان المقاومة الفلسطينية مطالباً إياها بإعادة توجيه صواريخها تجاه مدنهم وقراهم المحتلة, وذلك حتى لا يهنأ المحتل, بالأمن والاستقرار شأنهم شأن من دمرت بيوتهم في غزة, وأكد البيان أن أهالي البيوت المدمرة, مع المقاومة إلى أن يلتزم العدو الصهيوني بفك الحصار, واختتم البيان "فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا".
الأستاذ معين أبو عوكل رئيس المكتب التنسيقي للجان الشعبية للاجئين في قطاع غزة, كان أحد المشاركين في الاعتصام, قال في تصريح خاص: "أن هذا الاعتصام هو رسالة واضحة للمقاومة الفلسطينية التي وعدتنا أن هناك اتفاقاً غير مباشر بينها وبين الاحتلال من أجل انهاء الحصار وإعادة الإعمار", وأضاف أبو عوكل: "على المقاومة إعادة توجيه صواريخها تجاه الاحتلال, ويجب ألا ينعم المحتل بالأمن والاستقرار الذي حرم منه أهالي البيوت المدمرة في قطاع غزة, فالمحتل لا يفهم إلا لغة القوة".
أبو عوكل أكد أن هناك اعتصامات مختلفة سيشهدها قطاع غزة, على مدار الأسبوع الحالي في كل المحافظات, ستختتم باعتصام حاشد سيتجمع المشاركون فيه أمام مجلس الوزراء الفلسطيني لحكومة التوافق الفلسطينية التي لم تقدم شيئاً, بحد وصف أبو عوكل, فيما وجه كلمة خاطب فيها حكومة التوافق الفلسطينية مطالباً إياها بضرورة التحرك والقيام بواجباتها الملقاة على عاتقها, انطلاقاً من مسؤولياتها تجاه شعبها, وإما أن ترحل.
و أضاف أبو عوكل: "وكالة الغوث الأونروا يجب أن تكون واضحة, وأن تباشر فوراً عبر قنواتها الدبلوماسية والدولية بمباشرة الإعمار, وتعويض المتضررين, فأهالي المتضررين لا زالوا في انتظار تطبيق هذه الوعودات فعلياً على أرض الواقع". فيما دعا العالم الصامت بالتدخل والنظر بعين العطف والرحمة لنحو 2 مليون نسمة تحت حصار ظالم عمره 8 سنوات, مطالباً "أدعياء الحرية" في العالم بضرورة إظهار حسن النوايا لهذا الشعب المقهور, قبل أن ينفجر برميل الغضب, بحد وصف أبو عوكل.
رمزي جبر كان أحد المشاركين في الاعتصام, ويعمل ضابط إسعاف في الخدمات الطبية العسكرية في الحكومة الفلسطينية في غزة, ويسكن منطقة "تل الزعتر" شمال القطاع, تعرض منزله لقصف مكثف بعدد من قذائف المدفعية الصهيونية, نتج عن ذلك دمار كبير في المنزل جعله غير آهل للسكن, الأمر الذي أضطر جبر لاستئجار منزل يؤويه هو وعائلته’ قال لـ شؤون اللاجئين: "أحاول منذ فترة شراء بعض أكياس الإسمنت لأعيد ترميم منزل العائلة الذي كنا نسكن فيه, إلا أن الحصار الظلم جعل هذا الأمر بمثابة الحلم بالنسبة لأهل غزة".
و يضيف جبر: "لم نتلقى رواتبنا منذ أشهر, وكثرت علينا الأحمال والأعباء, التي زادها ما ادفعه للشهر الثالث على التوالي لصاحب المنزل الذي اسكن عنده بالآجار".
جبر قال: "وكالة الغوث "الأونروا" مسؤولة مسؤولية كاملة عن اللاجئين الفلسطينيين الذي أنا واحد منهم, وجئنا هنا اليوم لنسمع صوتنا ورسالتنا لمن أشبعونا خطابات متلفزة ومسموعة عن إعادة إعمار غزة, بعد أن دُمرت بيوتنا, وبقينا صامدين 51 يوماً تحت الصواريخ والقذائف التي دمرت الأخضر واليابس والحجر والشجر, في حرب ما كانت لتصمد أمام جبروتها جيوش عظمى.