الإثنين: 07/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

حملة "عقاب جماعي" ضد المقدسيين

نشر بتاريخ: 28/10/2014 ( آخر تحديث: 29/10/2014 الساعة: 06:42 )
القدس- معا - تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي سياسة "العقاب الجماعي" ضد المقدسيين، لليوم الثاني على التوالي، بشن حملات اقتحامات للبلدات والأحياء المقدسية، بالتزامن مع زيارة وزير الأمن الداخلي لبلدتي الطور وسلوان.

وشملت اجراءات "العقاب الجماعي" نشر حواجز شرطية من قبل التأمين الوطني وشرطة المرور لتحرير مخالفات عشوائية للمواطنين، إضافة الى اقتحام محلات تجارية وفرض "ضرائب" مختلفة عليهم، وتحرير اوامر هدم لمنشآت تجارية.

وتشهد مدينة القدس منذ حوالي اسبوع مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والشبان، وهددت سلطات الاحتلال باتخاذ اجراءات قاسية في مدينة القدس، لقمع الاحتجاجات والمواجهات، ولعقاب المواطنين بصورة جماعية.
|301190|
وأوضح جواد صيام مدير مركز معلومات وادي حلوة- سلوان ان سلطات الاحتلال نشرت منذ صباح اليوم حواجز في أحياء (وادي حلوة ووادي الربابة وعين اللوزة وبئر أيوب)، وقامت بتفتيش السيارات والعديد من الشبان أثناء سيرهم دون سبب.

واضاف ان القوات قامت مساء اليوم باقتحام منزل المواطن أمين صيام في حي وادي حلوة، وقامت باعتقاله مع اثنين من افراد عائلته، كما اقتحمت محيط خيمة عزاء الشهيد الشلودي في حي البستان واستفزت المتواجدين.

وأضاف صيام أن طواقم البلدية سلمت قرار هدم لمخزن المواطن نضال الرجبي، في حي وادي حلوة ببلدة سلوان، بحجة البناء دون ترخيص، علما أن المخزن قائم منذ حوالي 5 سنوات، وقام الرجبي مؤخرا بترميمه وفتحه قبل 6 اشهر.

كما داهمت طواقم البلدية "مخبز وحلويات خصاب"، لصاحبه" مراد أبو ارميلة"، وصادروا سيارته الشخصية، بحجة تراكم الديون عليه، مؤكدا ابو ارميلة أنه ملتزم بدفع الضرائب المفروضة عليه من كافة الجهات واليوم حضرت الطواقم دون موعد سابق واجبرته على دفع مبلغ 4400 شيكل، بحجة تراكم الديون.

ولفت المركز ان طواقم الضريبة هددت ابو ارميلة بمصادرة معدات المخبز، في حال عدم التزمه بالدفع الفوري لهم.

وأوضح المحاسب داود صيام – متابع ملف مخبز أبو ارميلة- انه تم فرض مبلغ مالي على ابو ارميلة علما انه قدم الشهر الحالي استئنافا على المبلغ المالي المفروض عليه، وحسب القوانين المعمول بها يمنع أي اجراء ضد أي مواطن قام بالاستئناف على أي قرار.
|301191|
وأضاف المحاسب صيام أن طواقم البلدية "تذرعت بأن لديها أوامر عليا لجباية الأموال من المواطنين".

وأضاف جواد صيام أن طواقم الضريبة فرضت مبلغ 14 الف شيكل على المواطن أمير نصار –صاحب محل لتصليح السيارات، صادرت كذلك سيارته الخاصة ودراجته النارية، كذلك مصادرة سيارة لأحد المواطنين كانت بالتصليح.

قرية العيسوية
وواصلت السلطات الإسرائيلية انتشارها على مدخل قرية العيسوية، كما اقتحمت القوات أحياء وشوارع العيسوية لاستفزاز الشبان، وحررت المخالفات العشوائية للعديد من السكان.

ومن جهتها وجّهت جمعية حقوق المواطن رسالة عاجلة إلى قائد لواء شرطة القدس العريف موشي آدري، حول الهجمة الشرطية على قرية العيسوية، وفرض الحصار الجزئي على سكانها من خلال اغلاق المداخل الرئيسية والجانبية للقرية، والاستخدام المفرط وغير المنضبط لسيارة المياه العادمة (البؤش) في شوارع القرية، والاستخدام واسع النطاق لقنابل الغاز وتوجيها بشكل مباشر نحو البيوت السكنية والمواطنين غير الضالعين في المظاهرات الاحتجاجية، واستخدام الرصاص الاسفنجيّ الأسود، وهو وسيلة جديدة يتم استخدامها مؤخراً في تفريق المظاهرات ويعتبر أكثر فتكاً من الرصاص الإسفنجيّ الأزرق.

وطالبت الجمعية في رسالتها بالتحقيق في سلوكيات قوات الشرطة الميدانية في الأسابيع الأخيرة، والتحقيق في الحالات العينية التي جرى استخدام وسائل قمع المظاهرات بشكل عشوائي ومخالف للنظم، الامر الذي أدى الى مس خطير في حرية التنقل لسكان القرية والى تشويش حياتهم اليومية، وإلحاق أضرار جسدية والتسبب بالأضرار بالممتلكات.
|301192|
وعبّرت الرسالة عن تخوف حقيقيّ من أن الشرطة استخدمت هذه الوسائل بطريقة غير معقولة وغير تناسبية، معتبرة اياها عقاباً جماعيّ لكافة سكان القرية، ومؤكدة انه من واجب الشرطة الكف عن المس غير القانوني بحياة آلاف السكان، الذين لم يقترفوا أي جرم سوى سكنهم في العيسوية.

وتطرقت الرسالة الى الاستخدام المفرط وغير المعقول لسيارة المياه العادمة (البؤش)، اذ تم استخدامها، وفق الشهادات التي وصلت الجمعية، بشكل مباشر نحو المحلات التجارية والمنازل السكنية، كما تم استخدامها بشكل عشوائي باتجاه المارة والبيوت خلافاً للغاية التي جاءت من اجلها على نحو غير معقول، خاصةً وأنّ العيسوية هي قرية مكتظة واستخدام تلك السيارة في شوارعها أدى إلى وقوع اصابات جسدية والى حالات غثيان وتقيؤ لعدد من المواطنين، وإلى اضرار جسيمة في الممتلكات.

وفصّلت الرسالة عدة حالات عينية تثير تخوفات حقيقية من استخدام مقصود وغير قانوني لسيارة المياه العادمة، وطالبت بناءً على ذلك بالامتناع عن استخدام هذه الوسيلة في الاماكن المكتظة.

وأوردت المحامية آن سوتشيو، بإسم جمعية حقوق المواطن، في رسالتها عدة شهادات لمواطنين في القرية حول استخدام قنابل الغاز وإلقائها داخل البيوت، اذ استخدمت الشرطة بشكل مفرط قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية ما ادى الى اضرار جسيمة للعدد من المواطنين غير الضالعين في المظاهرات، كما ان الشهادات التي جمعت تثير تخوفات من استخدام غير قانوني لقنابل الغاز، وأنّ افراد الشرطة يلقون القنابل الغازية بشكل متعمد على المارة بهدف الايذاء.

وطالبت الرسالة بالتحقيق في هذه الحالات وفي إصدار امر عاجل بإنعاش النُظم في استخدام هذه الوسيلة داخل الحارات السكنية. كما طالبت بالتحقيق في استخدام أفراد الشرطة قنابل الغاز منتهية الصلاحية، اذ وثق اهالي القرية بعض القنابل المصنوعة عام 2001، وكتب عليها "صالحة للاستخدام لمدة 5 سنوات منذ انتاجها"، الامر الذي من الممكن أن يعرض حياة المواطنين إلى خطر أكبر.

كما تطرقت الرسالة الى استخدام الرصاص الاسفنجيّ ، مطالبة بوقف استخدام الرصاص الاسفنجي الأسود على الفور، حيث تبين انه أخطر بكثير من الرصاص الأزرق، مذكرةً باستشهاد الفتى محمد سنقرط والذي اصيب برأسه برصاص اسفنجيّ اسود، مؤكدةً ان على الشرطة اعادة النظر في استخدام هذا الرصاص والتوقف عن استخدام النوع الجديد حتى القيام بفحص عوارضه ونتائجه الفتّاكة.

وفي جبل المكبر اقتحمت القوات الإسرائيلية شوارع القرية، ثم باشرت بتفتيش منازل وتوزيع استدعاءات لشبان وفتية، كما حررت مخالفات عشوائية في القرية، واغلقت البلدية 3 محلات تجارية بحجة ازعاج المستوطنين.

وفي حي واد الجوز قامت القوات بالانتشار على مداخله، وقامت طواقم شركة "جيحون" للمياه بتفكيك عدادات المياه عن الكراجات والمنازل بحجة عدم الالتزام بالدفع الشهري.