الأحد: 06/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الوعد المشؤوم- "وعد من لا يملك لمن لا يستحق"

نشر بتاريخ: 02/11/2014 ( آخر تحديث: 02/11/2014 الساعة: 15:57 )
بيت لحم- تقرير معا - تصادف اليوم الثاني من تشرين الثاني الذكرى السنوية السابعة والتسعون لإصدار بريطانيا وعد بلفور الذي يتضمن تعهدها بإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين.

وعد بلفور الذي اصدره وزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بلفور عام 1917 شكل الاساس الذي انطلقت منه سياسة الانتداب البريطاني على مدى سنوات الانتداب التي امتدت حتى الخامس عشر من ايار 1948 وانتهت بإقامة ما عرف بدولة اسرائيل على انقاض الكيان الفلسطيني وأشلاء الشعب الفلسطيني الذي هجر غالبيته خارج وطنه وسلبت اراضيهم.

وما يميز ذكرى وعد بلفور هذا العام عن غيرها من الاعوام السابقة أن المشرعين البريطانيين وافقوا الشهر المنصرم على الاعتراف بفلسطين كدولة، في اجراء لن يغير موقف الحكومة من الموضوع لكن يحمل قيمة رمزية للفلسطينيين في مسعاهم لنيل وضع الدولة.

ووافق المشرعون في مجلس العموم البريطاني بأغلبية 274 صوتا مقابل 12 على اقتراح غير ملزم ينص على أنه "يرى هذا المجلس أن الحكومة يجب ان تعترف بدولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل كاسهام في تأمين حل على اساس دولتين من خلال التفاوض". ولن يجبر التصويت غير الملزم بريطانيا على الاعتراف بدولة فلسطينية.
|299626|
ويرى وزير الخارجية الفلسطيني د. رياض المالكي أن القرار البريطاني يمثل خطوة تصحيحية لخلل تاريخي ارتكب بحق الشعب الفلسطيني وجب اتخاذه رغم تأخره، فلا تعتبر بريطانيا فلسطين دولة لكنها تقول إنها يمكن أن تفعل ذلك في أي وقت اذا رأت أنه سيساعد في جهود السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.

ويوصف هذا الوعد فلسطينيا بـ "الوعد المشؤوم ووعد من لا يملك لمن لا يستحق" فانغرس في الذاكرة الفلسطينية كوعد سلب الارض الفلسطينية من اصحابها الشرعيين ومنحها لليهود الذين جهدت بريطانيا والدول الغربية الاخرى لجلبهم الى فلسطين عبر البواخر وطرق شتى وموجات من الهجرة وصفت بعضها بريطانيا بالشرعي والبعض الاخر بغير الشرعي، وانتهت بإحلال المهاجرين مكان الشعب الفلسطيني الذي طرد قسرا وعنوة عن ارضه.

ويرى سياسيون أن هذه الذكرى الأليمة تشكل حافزا أساسيا لالتفاف وطني كامل حول الثوابت والحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حق "العودة للاجئين".
|193651|
وجاء في النص الرسمي للوعد الذي اخذ شكل رسالة وجهها وزير خارجية بريطانيا للملياردير الصهيوني اللورد روتشيلد:

وزارة الخارجية
في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1917
عزيزي اللورد روتشيلد
يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:
"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر".
وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح.
المخلص
آرثر جيمس بلفور

|301810|
وتحيي الفصائل الفلسطينية على اختلاف توجهاتها في كل عام ذكرى وعد بلفور بتنظيم فعاليات تشتمل على مسيرات واصدار بيانات ادانة للوعد الذي تصفه بأنه السبب في معاناة الشعب الفلسطيني الممتددة على مدى عشرات السنين.

وفي هذه الذكرى الاليمة، أكدت حركة "فتح" على حق الشعب الفلسطيني في وطنه وأرضه التاريخية فلسطين، وقيام دولته المستقلة ذات السيادة، وطالبت بريطانيا الاعتراف الكامل بدولة فلسطين كتعبير عن ارادة سياسية بتصحيح الخطيئة التاريخية التي تسببت للشعب الفلسطيني بالنكبة والمآىسي.

وتعتبر "فتح" أن الوعد وما نتج عنه جرائم حرب مدمرة، وظلم عظيم، لا يمكن رفع آثاره إلا باقرار بريطانيا الكامل بالمسؤولية التاريخية عن نكبة شعبنا.

وأكد مكتب شؤون اللاجئين لحركة "حماس" في هذه الذكرى أنَّ وعد بلفور وعدٌ جائر وباطل ومرفوض وتتحمّل مسؤوليته بريطانيا والدول التي ساندت إقامة اسرائيل على أرض فلسطين وتسبّبت في نكبة الشعب الفلسطيني، ولا يملك أحدٌ أن يتنازل عن حقّ عودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هجّروا منها، فهو حقٌّ ثابت ومقدّس، ولا تفريط فيه ولا مساومة عليه، ولن تقبل جماهير شعبنا بحلول جزئية كالتوطين والوطن البديل وغيرها.

وقالت حماس إنَّ التّمسك بكافة أشكال المقاومة هو الخيار الاستراتيجي الوحيد القادر على ردع الاحتلال واسترداد الحقوق المسلوبة وتحرير الأرض والأقصى والمقدسات وتحرير الأسرى، داعية إلى حماية اللاجئين الفلسطينيين في أماكن وجودهم كافة، وتأمين الحياة الكريمة لهم، وتجنيبهم الصراعات الدائرة.
متابعة: أحمد تنوح

|301813||301812||301809||301808||301807|