الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

متطوعي مركز المرأة للإرشاد يختتمون سلسلة من الاعمال التطوعية في طولكرم

نشر بتاريخ: 06/11/2014 ( آخر تحديث: 06/11/2014 الساعة: 13:27 )
طولكرم- معا - اختتمت مجموعة متطوعي مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي بالتنسيق والشراكة مع عدد من المؤسسات المجتمعية سلسلة من الاعمال التطوعية المجتمعية في محافظة طولكرم، وشارك فيها العشرات من متطوعي المركز في المحافظة، اضافة الى متطوعين من المناطق التي تم تنفيذ هذه المبادرة فيها وكذلك متطوعين من مجموعتي "ابتسامة" و "بصمة امل" من فلسطين المحتلة عام 1948.

عن فكرة هذه المبادرة اشار حسن محاريق منسق برنامج العمل التطوعي في مركز المرأة للإرشاد القانوني الى انها جاءت في سياق نشاطات مجموعة المتطوعين من محافظة طولكرم، وسعيهم والتزامهم الدائم الى القيام بمبادرات تساهم في تنمية وتطوير مجتمعاتهم المحلية، وخاصة في الاماكن المهمشة. واشار محارق الى ان المجموعة قامت خلال الفترة الماضية بعملية دراسة ومسح احتياج في عدد من مناطق المحافظة وقطاعاتها المختلفة لكي يتمكنوا من تحديد مناطق وقطاعات تركيز جهدهم ومبادراتهم التطوعية. وتوصلت المجموعة الى ان هناك نقص كبير لدى عدد من مدارس المنطقة، وخاصة مدارس الاناث، في الخدمات وضعف الاهتمام الرسمي والمجتمع المحلي عموما بتوفير كل الاسس والمتطلبات اللازمة لبيئة تعليمية هادئة وصحية كأحد الحقوق الاساسية للمواطن الفلسطيني. واسفر المسح عن ملاحظة وجود نقص كبير في اماكن الاستراحة داخل ساحات المدارس، وافتقارها الى الاشجار داخل ساحاتها وخلو جدران هذه الساحات من اية رسومات او اشارات تبعث الهدوء والراحة في نفوس الطلبة. واشار محاريق الى ان المجموعة قامت في الخطوات اللاحقة ببناء خطة لتنفيذ سلسلة من الاعمال والمبادرات المجتمعية التطوعية في بعض مناطق المحافظ، وقامت بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية في المؤسسات الرسمية والهيئات والمجموعات المجتمعية التطوعية، اضافة الى العمل من اجل توفير كل المستلزمات اللازمة لتنفيذ الاعمال المختلفة.

عطاء عبد الحق طالبة محاسبة في جامعة فلسطين التقنية ومتطوعة في المركز قالت انها شاركت مع مجموعتها في التحضير وتنفيذ الانشطة في ثلاثة من مدراس الاناث الثانوية في المحافظة وهي مدارس اكتابا، رامين وباقة الشرقية من خلال التنسيق مع مديرات هذه المدارس اضافة الى مديرية التربية والتعليم، والمؤسسات المجتمعية في البلدات الثلاث. وأشارت عطاء الى انها شاركت في تنظيف جدران هذه المدارس وطلائها باللون الاساس تمهيدا لقيام مجموعة اخرى من زملائها المتطوعين بتزيينها باللوحات والرسومات التي تعطيها طابعا جماليا خاصة يبعث على الراحة في نفوس طالبات هذه المدارس.

عن الرسومات والاعمال الفنية على الجدران اشارت المتطوعة من نفس المجموعة ياسمين حمدان الى انه بعد مرحلة التنظيف والتأسيس جاءت مرحلة رسم اللوحات الفنية والجمالية، حيث كان قد تم التنسيق مع مجموعتي "بصمة امل" و"ابتسامة" من داخل الخط الاخضر وشارك ما يقارب من (30) متطوعا من المجموعتين في رسم اللوحات والرسومات الفنية والتعبيرية على جدران المدراس. فيما اشارت زميلتها المتطوعة صفاء نايفة الى ان الرسومات واللوحات تناولت البعد الوطني والنضالي للمرأة الفلسطينية حيث دمجت المجموعة بين معناة المرأة على المستوى الاجتماعي وما تعانيه ايضا بسبب الاحتلال وما تتعرض له من عنف نتيجة لممارسات الاحتلال الذي يستهف الوجود الفلسطيني برمتة، واضافة لتناول البعد النضالي للمرأة الفلسطينية خلال مسيرة التحرر التي مرت بها وما تزال ، تناولت الرسومات ايضا ما يشكل حلم لهذه المجموعات وهي العيش بحرية وكرامة لجميع المكونات المجتمعية في دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وهذا ما كان جليا في البعض الرسومات التي تعبر عن الامل وانتظار الافضل ، اما الجانب الاخر من الرسومات فقد تناول رسومات ترفيهية مناسبة لطالبات المرحلة الاساسية وهي الرسومات التي تدخل الفرح والابتسامة على طالبات المرحلة الاساسية.

من جهة اخرى فقد اشتملت المبادرة التطوعية على زراعة اشجار وتوزيع مقاعد خشبية في ساحات بعض المدراس، واشار المتطوع مؤيد الدنا الى ان المجموعة قامت بالتنسيق مع مديرية زراعة محافظة طولكرم، لتزويدهم بالأشجار اللازمة للزراعة وقام المتطوعين بزراعتها في ساحات ومحيط المدارس وضمن الساحات المحددة لهذا الغرض. واكد الدنا ان المجموعة قامت ايضا بتزويد مدرسة إكتابا بمقاعد للجلوس في الساحات والتي توفر استراحة مناسبة للطالبات اثناء خروجهن للاستراحة.

بالنسبة لنشاطات التوعية التي قامت بها المجموعة فقد اشارت المتطوعة شرين قطاوي الى انها شملت سلسلة من ورش التوعية استهدفت طالبات الصف الاول ثانوي والعاشر ، وتنوعت المواضيع من مدرسة لأخرى ، وتمحورت الورش حول توعية الطالبات بموضوع التحرشات الجنسية والتحرشات الالكترونية والاستخدام الآمن لمواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة الى ورشات تضمنت التوعية بأهمية دور المرأة وحقوقها، واهمية وصولها الى مراكز صنع القرار والعمل على تغيير النظرة النمطية بما بتعلق بالمرأة ودورها.

وعن تقبل ومشاركة المجتمع المحلي بهذه المبادرات فقد اشار المتطوع عدي الطنيب الى ان المبادرة لقيت ترحيب وتشجيع ومشاركة واسعة من المجتمع المحلي وهيئاته المختلفة، وشارك العشرات من المتطوعين في طلاء الجدران ورسم اللوحات وزراعة الاشجار وترتيب ساحات المدارس وتنظيفها. وقامت بعض مديرات المدارس بالتطوع والمشاركة في الاعمال التطوعية حتى خلال ايام الاجازة الاسبوعية، فيما لقيت المبادرة التشجيع وتوفير كل التسهيلات اللازمة من الهيئات الرسمية كالمحافظة ومديريات التربية والتعليم والزراعة. ولقيت المبادرة صدى اعلامي مناسب في المحافظة، واوضح الطنيب الى ان محافظ طولكرم قام بدعوة مجموعة المتطوعين الى لقاء قدم خلاله الشكر والتقدير على هذه المبادرة، واثنى على تنفيذ الاعمال التطوعية. واشار الطنيب الى ان المحافظ عبر لهم عن دعمه وتقديره لمثل هذه المبادرات وخاصة تلك التي تتضمن التشبيك والتنسيق الذي يرتقي بمستوى المؤسسات ذات الدور الريادي والتأثير بالمجتمع الفلسطيني ، معتبرا ان التقاء مجموعات شبابية من مختلف التواجد الفلسطيني من شأنه تجسير الهوة بين الشباب الفلسطيني في مختلف اماكن تواجده بالإضافة الى خلق جسور تواصل مع الفئات المجتمعية الاخرى.

كما وقام ممثلي المجموعات الطوعية من الداخل الفلسطيني بتقديم شكر خاص لمركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي ومتطوعيه على هذه الفرصة للتواصل مع ابناء وطنهم بالضفة والتعامل معهم عن قرب والذي من شانه ان يلغي الافكار النمطية التي تشكلت فكرهم اتجاه الشباب الفلسطيني المتواجد في الضفة الغربية ، كما ان هذه الفرصة كانت بمثابة المساحة التي من الممكن ان يقوموا بالتعبير عن حسهم وانتمائهم القومي والتفاخر به دون تهديد من قمع الاحتلال وشددوا خلال حديثهم على اهمية هذه المبادرات وما تخلقه من سبل للتعاون والتشبيك وخدمة المجتمعات المحلي وتوصيل رسالة اهمية دور المرأة في المجتمع الفلسطيني، ومناهضة العنف الذي تتعرض له المرأة الفلسطينية اي كان مصدرة في مختلف اماكن تواجدها. كما ان المرأة الفلسطينية هي مرأة تستحق كل تكريم وحقوقها واجبة ،ويجب ان تكون في المكان الصحيح، فهي المرأة اللاجئة والمناضلة والصامدة في كل مكان وزمان.

وبالنسبة للتوصيات التي خرجت من اجمالي هذه المبادرة المجتمعية فقد اشار محاريق الى انها تتضمن:
1- توصية عدد من مديرات المدارس بتوسيع وزيادة عدد ورش التوعية للطالبات وامهاتهن والتركيز على مجموعة من العناوين التي تشمل بما يتعلق بالتحرشات الالكترونية والاستخدام الآمن للإنتر نت.
2- توصية عدد من ممثلي المجتمع المحلي بزيادة الانشطة التي تتعلق بالصحة المدرسية لما لذلك من اثر على تشجيع افراد المجتمع المحلي بالاهتمام بالمدارس بالإضافة الى تسليط الضوء على حجم وطبيعة احتياجات المدارس.
3- توصية المؤسسات المختلفة والمجموعات الطوعية من الشباب الفلسطيني في الداخل الى زيادة التشبيك وترسيخ العلاقات مع مجموعات طوعية من الداخل الفلسطيني والقيام بأنشطة مشتركة تساهم في تطوير المجتمعات المهمشة في الضفة الغربية.
4- توصية اعداد كبيرة من الطالبات بعقد ورش للدعم النفسي خاصة بعد الامتحانات.
5- زيادة الانشطة التي من شأنها ان تجسر الهوة بين المجموعات الشبابية النسوية في مختلف اماكن التواجد الفلسطيني، والتعرف على خبرات ونشاطات المجموعات الطوعية المختلفة والتي تعزز نشر ثقافة حقوق المرأة.