السلطان عبد الحميد الثاني وياسر عرفات يلتقيان في نابلس
نشر بتاريخ: 06/11/2014 ( آخر تحديث: 06/11/2014 الساعة: 16:47 )
نابلس -معا - ضمن التحضيرات الجارية لإحياء ذكرى استشهاد الرئيس ياسر عرفات في محافظة نابلس، سيحيي أبناء المحافظة هذه الذكرى بالعديد من الفعاليات وسيكون يوم السبت القادم باكورتها، حيث سيتم افتتاح مسجد الشهيد ياسر عرفات (أبو عمار) مع صلاة عصر ذلك اليوم، وقاعة السلطان عبد الحميد الثاني، ومركز عزة الترفيهي لكبار السن، والذين يقعون ضمن مبنى واحد متكامل تبرعت به مؤسسة منيب رشيد المصري للتنمية، وفاء وتخليدا للشهيد القائد ياسر عرفات.
وحول إعطاء هذه التسميات الثلاث ويقول منيب رشيد المصري بأن فكرة الربط بين شهيدنا الخالد الرمز ياسر عرفات، والمرحوم السلطان عبد الحميد الثاني، كانت تراودني منذ زمن وكان لدي ايمانا قويا بأن هناك شيء ما في التاريخ والجغرافيا والبعد الوطني يربط ما بينهم ووجدت ضالتي في كتب التاريخ وعلى لسان المؤرخين العارفين، فكل هؤلاء جمعتهم فلسطين وكانوا جزءً منها وقدموا لها الكثير. إما تسمية المركز "غزة" فهو للتأكيد بأن قطاع غزة هو جزء أصيل من فلسطين، فبدون غزة لا يوجد دولة فلسطينية، وبدون الضفة لا يوجد مشروع وطني. وقال المصري بأن الجميع مدعوا لهذا الحدث الذي نؤكد فيه بأننا لن ننسى الشهيد أبو عمار.
وأضاف المصري: لذلك فقد تم إطلاق هذه التسميات تخليدا وفاءً لأرواح جميع الشهداء الذين ضحوا من أجل فلسطين، والدفاع عنها وحمايتها من الأطماع التي بدأت تظهر منذ العام 1897، وهو تاريخ انعقاد مؤتمر بازل الصهيوني، الذي خرج بقرار رئيسي ينص على "خلق وطن للشعب اليهودي في فلسطين"، ووقوف السلطان عبد الحميد الثاني في وجه هذه الأطماع ورسالته المشهور إلى هرتزل والذي يقول فيها بأنه لن يبيع فلسطين مهما دفع له هرتزل من ملايين، وأنه "لا يوافق على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة"، بتخليه عن فلسطين.
أما تسمية المسجد باسم الشهيد أبو عمار، ففي البعد الوطني واجبنا أن نبقى على ذكرى هذا الإنسان العظيم الذي أعاد للشعب الفلسطيني هويته بعد التشرد والاقتلاع، وفي البعد الشخصي فإن حكايتي مع أخي الحبيب القائد الشهيد ياسر عرفات بدأت منذ العام 1963، واكتشفت خلال الأربعين عاما التي عرفته بها عظمته وتميزه، عايشته في أحوال الشدة والتألق، وكنت أرى فيه دوماً الإنسان القوي المتواضع، والشجاع الجريء ببعد نظره، والمقاتل دوماً والذي لا يستسلم من اجل فلسطين، ومهجة فؤاده القدس. وحتى بعد وفاته لم تنقطع علاقتي مع "أبو عمار" وما زلت أتردد على ضريحه، أقرا على روحه الطاهرة فاتحة القرآن الكريم، وأبثه شجوني، واستعيد شيئا من تلك الأيام التي افخر واعتز بأنني عرفته ورافقته فيها.
وكذلك ومن ضمن الفعاليات التي ستبدأ من "حوش العطعوط" في التاسعة صباحا غرب البلدة القديمة حيث كان أبو عمار يبنى خلايا الثورة عام 1967، وبعدها سيتم افتتاح ديوان الراحل سميح القاسم في مركز اوتار، ومنها سيتم التوجه إلى جبل الطور لافتتاح مسجد الشهيد ياسر عرفات، ومن ثم بعدها إلى جامعة النجاح الوطنية حيث سيكون هناك حفل لتأبين الشاعر سميح القاسم، وتستمر فعاليات إحياء الذكرى حتى تاريخ الخامس عشر من الشهر الحالي وهو يوم إعلان استقلال دولة فلسطين عام 1988.