"ادقيقة"- عائلات فلسطينية تعود للتجمع بعد سنوات من رحيلها جراء الجفاف
نشر بتاريخ: 09/11/2014 ( آخر تحديث: 09/11/2014 الساعة: 15:50 )
الخليل- معا - قبل 4 سنوات قرر سليمان النجادة (70 عاما) الرحيل وعائلته من تجمع إدقيقة البدوي جنوب يطا في محافظة الخليل، هرباً من الجفاف وشح المياه.
سليمان وعائلته المكونة من قرابة 25 شخصاً رحلوا إلى تجمع المالح البدوي في الأغوار الشمالية حيث المياه أكثر وفرة مقارنة بإدقيقة والأراضي الرعوية أكثر اتساعاً.
وفي معرض حديثه عن الأوضاع قبل الرحيل قال: قبل رحيلنا عانينا كثيراً من شح المياه والجفاف والذي انعكس على تربية المواشي وعلى حياتنا اليومية.
وقبل شهرين، قرر سليمان النجادة العودة إلى إدقيقة بعد إنجاز تدخل في التجمع ضمن مشروع "تسهيل فرص الحصول على الخدمات والأراضي والوصول للمجتمعات الأكثر ضعفاً في مناطق "ج" الممول من مكتب المساعدات الإنسانية والحماية المدنية التابعة للمفوضية الأوروبية عن طريق المجموعة الطوعية المدنية الإيطالية ومجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين، وإتحاد لجان العمل الزراعي، حيث تم تزويد ادقيقه بنقطة تعبئة وشبكة مياه داخلية إلى جانب تأهيل الطريق الذي يربطهم ببلدة النجادة القريبة.
سكان التجمع والبالغ عددهم قرابة 300 شخص اعتادوا قبل انجاز المشروع على دفع تكلفة نقل المياه عن طريق الخزانات المتنقلة من نقاط التعبئة من بلدتي النجادة والحميدة اللتان تبعدان قرابة 5 كيلو متر وبمعدل 80-150 شيكل للخزان بحسب خليل الكعبانة، أحد ممثلي التجمع.
ويقول: إنجاز المشروع يعتبر نقلة نوعية للتجمع الذي عانى سكانه طوال السنوات الماضية من وعورة الطريق ودفع تكلفة نقل المياه من البلدة المجاورة.
وأضاف الكعابنة أنه وبالرغم من عدم تحمل السكان لتكلفة شراء المياه واقتصار الموضوع على دفع تكلفة النقل، إلا أن العملية كانت تشكل عبئاً على السكان الغارقين بالديون جراء الجفاف وقلة الخدمات.
وقال: وصل التجمع بالمياه شكل حلاً لأحد أهم التحديات في التجمع، حيث يتم تزويد المنطقة بالمياه بشكل أسبوعي وبدون مقابل، مضيفاً أن تأهيل الطريق خفض الوقت اللازم للوصول من وإلى التجمع للنصف، كما دفع توصيل المياه عدداً من السكان للعودة للمنطقة بعد رحيلهم.
ويضيف النجادة أن العديد من الأسباب دفعته وعائلته للعودة إلى ادقيقة، وقال: بشكل رئيسي كان وصل المنطقة بخط المياه الدافع الأكبر للعودة، فنحن نعتمد على تربية المواشي والمياه ركيزة أساسية في نمط حياتنا كرعاة أغنام إلى جانب تأهيل الطريق وتحسن الخدمات في التجمع.
ويعتمد قرابة 90% من أهالي تجمع ادقيقة على رعي الأغنام كمصدر رئيسي للرزق.
ويشير خليل الكعبانة أن عدة عائلات من المناطق المحيطة والتي اعتادت التنقل بحثاً عن المياه والمناطق الرعوية، قررت الإنتقال لمحيط التجمع بعد إنجاز مشروعي تأهيل الطريق ووصله بالمياه.