زهرات فدائيات
نشر بتاريخ: 10/11/2014 ( آخر تحديث: 10/11/2014 الساعة: 16:21 )
بقلم: زهير حمدالله زيد
سفير دولة فلسطين في سيرلانكا
طبيعة الحياة التي كتب الله لي أن أعيش، جعلت إهتماماتي منذ مقتبل العمر جدية، شأني شأن معظم أبناء جيلي، فلسطين الهاجس والمعترك كانت ولا زالت، فلم يسبق أن كان للرياضة عندي شأن يذكر حتى في هوامش عنايتي، لكن شيء عظيم حدث حين إلتقيت زهرات فدائيات في مطار سريلانكا الدولي، رغم التعب الذي بدى على وجوههن نتيجة طول السفر، كانت فلسطين تبدو قلادة وزينة محيا كل صبية يافعه منهن، لم أستطع أن أتمالك نفسي وأضبط إنفعالي، أخوات دلال المغربي وكل فدائيات فلسطين، واثقات الخطى، مشحوذات الهمم، صابرات ومثابرات، حددن الهدف لأن تكون فلسطين، مرفوعة الراية وقائمة.
فلسطين مهد الرسالات ومنبت البطولات، رغم محاولات الطمس والبطش، تسمو وتتألق، لأن بها شعب الجبارين، حي ومقاتل، متجدد الإنطلاق والبعث، وهؤلاء الصبايا صوره مشرقه لهذا العناد الأصيل لأن تبقى فلسطين حيه أمام العالم أجمع، جزء من كل، في سريلانكا نداء فلسطين وساحات أقصاها، وبها أيضاً ترانيم كنائسها، هو نفسه صوت فلسطين على الحواجز وفي المواجهات، كل ينشد فلسطين، كما ريشة الفنان ونشيد الشعراء، تماماً نفس الصوت الذي يصدح على منابر الأمم، بإسم فلسطين ولفلسطين نقاتل وننشد، هي ثورة متكاملة، بها عبق التاريخ، وزهو الحاضر، وأمل جميل بالمستقبل، وهي أيضاً كرة فلسطينية تغازل بالتحدي الكرة الأرضية لتقول لها فلسطين الأكبر والأقدر، فلسطين تستحق وهي قادرة على أن تكون.
فعل فدائيات فلسطين كان عظيم، متكامل ومتناغم، رغم صعوبة الظروف السياسية والإجتماعية والإقتصادية، إلا أن هذا الحضور يستحق العناية والإهتمام، فريق وطني بإمتياز، تلتقي لاعباته على أرض دولة أخرى بسهوله ويسر، في حين يكون اللقاء صعب وحتى غير ممكن على أرض الوطن، مع ذلك فهو يمثل فلسطين كل فلسطين، وهذا تعبير عن نظره وطنية ثاقبه وأصيله للقائمين على هذا التوجه المبدع، الذي له بصماته الواضحه في كل المواقع، وما نلحظه هذا الإنجاز المبارك في فتره زمنية بسيطه مقارنه مع دول لها تاريخها، وقد أثبتت فدائيات فلسطين أن بمقدورهن المنافسه وأثبتن الحضور، فقد أبلين بلاءاً حسناً أمام سريلانكا وحققن تعادلاً هو أصلاً نصر، وما يجري من إستعدادات لمواجهة إيران يدلل على مدى فعالية ودور المدربين والإداريين وكل المشرفين، شحذ للهمم وتعبئة وطنية تذكر بأن فريق فلسطين كان من أوائل الفرق العربية بعد مصر وتنافس معها عام 1934 للصعود لكأس العالم.
تحيا تحيا فلسطين، كلمات وصيحات بنات بعمر الورد، وفوراً كوفية الرمز تنتقل من أعناق بناتنا لأعناق لاعبات الفرق الأخرى، وكأنهن يقولن بهذا الفعل، فلسطين بكوفية رمزها وشاح عزه وشرف، إنصروا أهلها ولاتنسوا أن تكونوا معهم، رسائل ذات معاني كبيره، هي سياسة الكره والقائمين عليها، تواصل وتفاعل إنساني وإجتماعي وسياسي فاعل ومؤثر في مجالات مماثلة تترك أثر إيجابي لا محاله، وهذا ما ترك أثراً كبيراً في نفسي، جعلني أؤمن بأن للكرة فعل الرصاص، وبأن هؤلاء الفدائيات يقومن بواجب وطني مشرف، نفخر ليس فقط بشخوصهن وفعلهن، بل نفاخر أيضأ ببيوت وأهل ربوا وأحسنوا صنعاً، حين مدوا يد العون والمساندة، قدموا التشجيع الذي يجب أن يكون من كل فلسطيني يعي معنى ان نكون وان تكون فلسطين حاضره، لعوائل لاعباتنا أحني هامتي إحتراماً وأتمنى أن تلاقي الكرة النسوية العناية والإهتمام والتشجيع ليس فقط من المؤسسة الرسمية بل أيضاً من كل القوى الوطنية والمجتمعية.