نيابة إسرائيل تطلب تعويضا بنصف مليون شيكل بدل هدم مسجد الصحوة
نشر بتاريخ: 16/11/2014 ( آخر تحديث: 17/11/2014 الساعة: 16:10 )
بئر السبع - معا - قدمت نيابة لواء الجنوب (مدني) الإسرائيلية دعوى قضائية في محكمة الصلح في بئر السبع ضد يوسف أبو جامع وسبعة آخرين من مدينة رهط، تطالب فيها تغريمهم بمبلغ نصف مليون شيكل تقريبا، بدل "مصروفات الدولة على هدم المسجد" الذي بني "بدون تصاريح" في مدينة رهط.
والحديث عن مسجد "الصحوة" الذي تم اصدار أمر هدم ضده في أبريل/نيسان 2010، وتم هدمه بالفعل في جنح الظلام يوم 10 من نوفمبر 2010، وذلك بدعوى أنه "تم بناؤه على أراضي الدولة، في منطقة كانت معدة لتكون منطقة لخدمة الجمهور". وقد طالبت النيابة الاسرائيلية المدعى عليهم بدفع مبلغ 460 ألف شيكل لأنهم لم يستجيبوا لأوامر المحكمة في بئر السبع وكريات غات، وأصروا على إبقاء المسجد.
وأدعت النيابة الاسرائيلية أن "عملية البناء تمت في عملية تحدٍّ للدولة، حيث تم البناء بصورة غير قانونية بعد السيطرة على أراضي الدولة"، حسب ما جاء في الدعوى التي أدعت أيضا أنّ "المنطقة كانت معدّة لخدمة سكان مدينة رهط".
وكانت جرافات "سلطة أراضي إسرائيل" وما يسمى "الدوريات الخضراء" قامت ليل السبت 6-11-2010 بهدم "مسجد الصحوة الإسلامية" بمدينة رهط في النقب بذريعة أن بناءه الذي تم قبل الهدم بسبعة أشهر تقريبا غير مرخص. وخلال عملية الهدم وقعت مواجهات بين أهالي المدينة ورجال الشرطة الذين استعانوا بوحدات خاصة قوامها 700 عنصر تقريبا.
وخلقت عملية الهدم الليلية جوا من التوتر في المدينة، خصوصا بعد سماع طلقات من الرصاص وبعد إطلاق الغاز المسيل للدموع على مواطنين حاولوا منع عملية الهدم ورشقوا الحجارة على رجال الشرطة الذين اعتقلوا عددا منهم، وأهمهم إمام المسجد الشيخ يوسف سلامة، بعد اقتحام منزله وتفتيشه، في ما تابعت الجرافات عملية هدم المسجد المبني على مساحة 400 متر مربع قرب ملعب كرة القدم البلدي، في موقع كان يُعتبر بؤرة للاتجار بالمخدرات.
وكان قائد منطقة لواء الجنوب في الشرطة، والمفتش العام للشرطة الإسرائيلية حاليا، الميجر جنرال يوحانان دانينو، تواجد مع المفتش السابق في مكان الهدم وقال إنّ إبقاء المسجد على حاله "كان سيشكل خرقا سافرا لسلطة القانون" مشيرا إلى أنه "لا نقص في معابد إسلامية برهط" على حد ما ذكر وقتها.
وقال شهود عيان إن قوات اقتحمت المسجد وعبثت فيه ورمت بنسخ من المصاحف على الأرض وأفرغته من جميع محتوياته، فيما أعلنت الشرطة منطقة المسجد "مغلقة يحظر دخول السكان إليها" وأغلقت كل الطرق المؤدية إليها، ثم سادت أجواء من الهدوء النسبي الحذر في منطقة المسجد التي غادرتها الشرطة وتركت فيها قوات حراسة.
وكان قد صدر أمر بهدم المسجد في إبريل/ نيسان 2010 من قبل ما يسمى بـ"اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء – لواء الجنوب" في حين رفضت المحكمة المركزية في بئر السبع في يوليو/تموز الماضي استئنافاً لمنع عملية الهدم.
وقال رئيس بلدية رهط، فايز أبو صهيبان، في حينه إنه "كان يجب على الشرطة أن تكون مسؤولة وتؤجل عملية الهدم إلى ما بعد عيد الأضحى المبارك مشيرا إلى أن الأرض التي أقيم عليها المسجد تابعة لنفوذ بلدية رهط".
وقد أعلنت بلدية رهط الإضراب ليوم واحد احتجاجا. كما أصدرت "مؤسسة النقب للأرض والإنسان" بيانا نددت فيه بجريمة هدم "مسجد الصحوة" ووصفتها بعملية "بشعة ووحشية تسفر بكل وضوح عن وجه المؤسسة الإسرائيلية القاتم وسياستها العنصرية تجاه العرب في الداخل الفلسطيني وديمقراطيتها المزيفة".