الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

رابطة الصحفيين الرياضيين شرعية التمثيل ، وعزلة ماركيز ولوحات بيكاسو

نشر بتاريخ: 17/11/2014 ( آخر تحديث: 17/11/2014 الساعة: 15:57 )
بقلم / فتحي براهمة
قمة الوعي هو ان يقودنا النقاش الجاد والحوار المحتدم للوصول الى حقيقة او نتيجة ، تعبر عن قناعتنا بالهدف الذي من اجلة بداء النقاش ، سواء كان صاخبا هائجا كالموج او هادئا سلسلا كنهر يحمل بين مياهة الجارية مئات المفاجاءات ، لكن احد اهم شروط نجاح النقاس والحوار ، هو الاحترام المتبادل للوصول الى جزئية الاقناع والرضا ، فيما يرى الطرف الاقل اقناعا في جدلية الحوار ، ان الصراخ والتحقير والاتهام هو الوسيلة الافضل للولوج من بوابات الحوار الى حالة يراها الامثل او لفرض شروط ، تتجافى مع واقع المشاركة المجتمعية في ادارة المجتمع .

والجدال القائم بين مكونات الاسرة الاعلامية الرياضية حول واقع ودور ومكانة رابطة الصحفيين الرياضيين ، هو نتاج حالة قائمة تحيط بها جملة عوامل وتحديات واحياننا رغبات شخصية ، كون طرفي النقاش هم من البشر لديهم ما لديهم من من الافكار والتطلعات ، فالرابطة ومنذ ان تاسست شكلت غطاءا عربيا وقاريا ودوليا ، ومنفذا للاعلاميين الرياضيين نحو الافاق الخارجية بغض النظر عن العدد ، لكن ذلك كان وما زال محكوما بالدعم المالي الغائب كليا

حيث ان عجز الرابطة ماليا قلص بشكل ملموس قيامها بواجباتها اتجاة الزملاء الاعلاميين ، لكننا عملنا خلال السنوات الاربعة الاخيرة ، وان حصلنا على دعم محدود لتغطية بعض المشاركات وهي معدودة عدد اصابع اليد ، لكننا حرصنا على استمرارية تحمل المسؤلية ورفع الراية الاعلامية لليوم الذي نضع الامانة بين يدي اصحابها من زملائنا الاعلاميين .

وهنا لابد من شكر للسيد جورج غطاس وزملائة ، لحرصة الدائم انذاك على وجود موفد اعلامي من الرابطة خلال مشاركات منتخابتنا الوطنية الخارجية خلال تولية موقع نائب رئيس اتحاد الكرة في فلسطين .

منذ ايام ارتفع صوت الحوار وفي بعض الاحيان خرج الحوار عن نصوص المنطق ، يغلفة احياننا اتهامات للرابطة بانها ومن يسيرها تنفذ اجندات لاوطنية وكان الرابطة حزبا سياسيا ، او تحالفا دوليا معادي ، في مسعى لتجريد مجلس ادارة الرابطة من صلاحياتة ، وكان من يقوم على الرابطة نبت شيطاني غريب ، ومن كوكب مجهول ، الهدف هو الفصل في مرجعية الرابطة كجسم نقابي مهني ، راينا ان مرجعيتة هي نقابة الصحفين اسوة بالزملاء في مصر والبحرين والمغرب وغيرها من الدول ، وهذا انفع وانجع لخلق اعلام رياضي متحرر ، لكن البعض من الزملاء من باب المجاملة واخرون قلة من باب المداهنة ارادو عكس ذلك ، مبررين رغبتهم ان الاولمبية اقدر على تحمل مصاريف الايفاد والدورات وما شابهة من امور هم من حقهم ان يطمعوا بالوصول اليها ، لكن ذلك لايتطلب منهم التصفيق والانحياز بيعيدا عن الحقيقة التي لايغطيها غربال .

ماتمر بة رابطة الصحفيين الرياضين يذكرني بروائع الكاتب الكولومبي غارسيا ماركيز ، والتي كانت رواية مائة عام من العزلة ابرزها بل واكثرها نشرا ، في العالم وبلغات متعددة ، لانة رابطة الصحفيين اثرت منذ تاسيسها ان لا تترك الصحفي الرياضي الفلسطيني معزولا ، وان لاتحرم الاجيال من الكثير من المزايا ، التي توفرها الدورات والمشاركات الخارجية ، لتقول للعالم هاهم اعلاميونا اصحاب قدرة ومقدرة على الابداع والتميز ، وفق معايير انسانية وطنية ومهنية ، جعلت العالم يحترمهم فغدوا ارقاما لا اصفارا .

لذلك الصراع في رواية ماركيز والصراع بين من يرى الرابطة بعيون وطنية ومهنية ومن يراها برؤية شخصية غير مختلف ، فهو صراع بين محافظين على نقاء الفكرة والهدف ، وبين رؤية تتجافى كثيرا مع رسالة الرابطة ، وهي رؤية الاعلام القادر على النقد لا الاعلام المبدع والغارق في المدح ، وبين رابطة تقدس حق الافراد في المشاركات ، من هنا اختلفنا مع الاجسام الرياضية حول موضوع الايفاد الرياضي والذي اقتصر على بعض الاسماء ، فيما لايرى دعاة سحب الرابطة من تحت مظلة النقابة تداعياتة السلبية عليهم وعلى زملائهم.

ان جنوح بعض الزملاء في نقد الرابطة وهم بالمناسبة قلة نحو نقد كوميدي خالي من المنطق او اختيار المجاملة تجنبا للتوبيخ ، جعلني حزيننا ، امام صورة مظلمة لانكسار ارادة الصحفي الفلسطيني لم اراها منذ ثلاثين عاما قضيتها في وسائل الاعلام الفلسطينية مراسلا ومحررا ومذيعا ومعلقا ، وكاتبا ، بل ان ذلك يذكرني ايضا بما حدث مع الرسام العالمي بيكاسوا ، حين تعرض منزلة للسرقة ، وقد تجنب اللص سرقة لوحاتة الفنية ، الامر الذي احزن الرسام العالمي كثرا ، وحين سالة الناس لماذا تحزن واللص لم يسرق لوحاتك الثمينة فقال لهم هذا سر حزني لان اللص لم يفهم مضمون لوحاتي وسرق بعض الاواني والتحف البسيطة .


لذلك فاننا بوعي او غير وعي ، وفي لحظات الفرح والغضب نستسلم ، لرغباتنا وتحكمنا اهدافنا ، والتي لا تتحقق الا من خلال الجميع وبرضى الجميع ، لان المجتمع ملكا للجميع ، وان مقدار وطنية الفرد ليس بما يدعي من اقوال بل بما يقدم من اعمال ، خالصة ، لوطنن يقدم الجميع من اجلة التضحيات الجسام ولا يحتاجون من اي كائن شهادة امانة ووطنية.