الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

فروانة: الأطفال الفلسطينيون يملأون السجون الإسرائيلية، وطفولتهم مسلوبة

نشر بتاريخ: 20/11/2014 ( آخر تحديث: 20/11/2014 الساعة: 10:13 )
غزة- معا - قال مدير دائرة الإحصاء بهيئة شؤون الأسرى، وعضو اللجنة المكلفة بإدارة مكتبها في قطاع غزة، عبد الناصر فروانة، بأن الاحتلال الإسرائيلي استهدف الطفولة الفلسطينية منذ احتلاله للأراضي الفلسطينية، وانتهج سياسة التمييز العنصري، ضد الأطفال الفلسطينيين، وسعى إلى تدمير واقعهم وتشويه مستقبلهم، والتأثير على وعيهم وتوجهاتهم المستقبلية، ،وأن الأطفال الفلسطينيين في نظره هم فئة مستهدفة بالقتل والاعتقال، باعتبارهم مشاريع فدائية مؤجلة التحقق إلى حين البلوغ. فلا حصانة للأطفال حسب السياسة الإسرائيلية.

وتابع: فاعتقل عشرات الآلاف منهم منذ إتمام احتلاله للأراضي الفلسطينية عام 1967، بينهم نحو (000,10) طفل اعتقلوا منذ بدء انتفاضة الأقصى بتاريخ 28 أيلول/ سبتمبر من عام 2000، ولا يزال يحتجز في سجونه ومعتقلاته قرابة (300) طفل تقل أعمارهم عن الثامنة عشر. في ظروف قاسية، ويتعرضون إلى صنوف مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي والمعاملة المهينة.

وأضاف: أن السجون والمعتقلات الإسرائيلية لم تخلُ يوما من الأطفال، فالأطفال الفلسطينيون يملأون السجون والمعتقلات، في كل الأوقات والأزمنة، دون مراعاة أعمارهم أو احتياجاتهم الخاصة، في تحد سافرو دائم للقانون الدولي واتفاقية حقوق الطفل. ففي تعمد مستمر تواصل إسرائيل انتهاكاتها الفظّة لحقوق الأطفال، فتعاملهم باعتبارهم مشاريع فدائية مؤجلة التحقق إلى حين البلوغ، ونحن نعلم أن اعتقال الأطفال إنما يهدف إلى تدمير شخصياتهم المستقبلية، وتأخير نموهم الجسماني والعقلي والوجداني، والقضاء على أحلامهم المستقبلية، ومن ثم التأثير على توجهاتهم بطريقة سلبية.

وإذا كان بعض هؤلاء الأطفال الذين تم اعتقالهم لدى السلطات الإسرائيلية، قد تعرض للتحرش الجنسي، أو الاغتصاب أو التهديد بالاغتصاب، فإن جميعهم وبدون استثناء قد عوملوا بقسوة، واستجوبوا بطريقة غير أخلاقية، ، وفي أجواء من الإرهاب الجسدي والنفسي، وتعرضوا لشكل أو أكثر من إشكال التعذيب، كتكبيل الأيدي وعصب العينين والاعتداء بالضرب المبرح، أو للصعق بالكهرباء وللشبح، والحرمان من النوم، والإجبار على الوقوف لساعات طويلة، عراة في البرد القارس، أو تحت أشعة الشمس الحارقة، دون رحمة أو احترام للقانون والاتفاقيات الدولية. ويمكن القول بأن مثل هذه الإجراءات قد نجحت، بالفعل، في إجبار بعض من هؤلاء الأطفال، على تقديم اعترافات، عن أنشطة لم يقترفوها أصلا. الأمر الذي دفع المحاكم العسكرية لإصدار أحكام بالسجن لفترات طويلة بحقهم. دون مراعاة للظروف التي انتزعت خلالها اعترافاتهم.

وأكد فروانة بأن الأطفال الأسرى يدفعون ثمناً باهظاً، جراء اعتقالهم في مراحل مبكرة من أعمارهم، وما يتعرضون له، وأن هناك كثيرين منهم، قد ظهرت عليهم العديد من الأعراض النفسية السلبية مثل: الصدمات النفسية القوية، والانزواء والاكتئاب، وسيطرة الكوابيس، مما أثّر بالسلب على تحصيلهم الدراسي، وانتظامهم التعليمي في المدارس، كما ظهرت لدى الكثيرين منهم أعراض خطيرة كالقلق والتوتر، أو قلة النوم، أو فقدان الثقة في الآخرين، بما يؤدي إليه كل ذلك من خوف دائم، وشعور بالعجز، وسلوك قهري. ولا شك أن أكثر هؤلاء الأطفال سوف يخرجون من سجونهم وهم يشعرون بكثير من الغضب والكراهية والرغبة في الانتقام. الأمر الذي يؤثر على مستقبل المنطقة برمتها.

وفي السياق ذاته ذكر فروانة بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي وفي حالات كثيرة قد استخدمت الأطفال الفلسطينيين دروعا بشرية، للاحتماء بهم، وبأجسادهم البريئة خلال اقتحاماتها للمدن والقرى الفلسطينية واعتقالاتها للمواطنين، أو خلال تبادل إطلاق النار مع المقاومين، الأمر الذي يشكل جريمة وفقا للقانون الدولي.

ودعا فروانة المجتمع الدولي، بمؤسساته المتعددة إلى التحرك لحماية الطفولة الفلسطينية من خطر الاستهداف الإسرائيلي، والعمل على ضمان توفير كافة الحقوق الأساسية للأطفال المحتجزين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، كخطوة أساسية وعاجلة، ومقدمة مهمة نحو إطلاق سراحهم ووقف استهدافهم وعدم إعادة اعتقالهم.

يُذكر بأن الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت في 20 تشيرين الثاني عام 1989 اتفاقية حقوق الطفل الدولية، بموجب القرار (44/25) وبدأ نفاذها في 2 أيلول/سبتمبر عام 1990 وفقاً المادة 49.