الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

في الذكرى الـ19 لاستشهاد المعتَقَلين الشوا والصمودي معتقل أنصار 3 الصحراوي يشهد ظروفاً معيشية في غاية السوء

نشر بتاريخ: 16/08/2007 ( آخر تحديث: 16/08/2007 الساعة: 17:06 )
غزة-معا- في مثل هذا اليوم وقبل تسعة عشر عاماً استشهد المعتقلان أسعد الشوا وبسام الصمودي في معتقل النقب الصحراوي بعد أن أطلقت النار عليهما مباشرة خلال احتجاج المعتقلين على ظروف اعتقالهم ورفضهم لأوامر الإدارة ولا زال هذا المعتقل رمزا لعذابات الفلسطينيين .

ويعتبر المعتقل من اكبر المعتقلات حيث افتتحته سلطات الاحتلال معتقل " كيتسعوت " الذي أسماه المناضلون الفلسطينيون أنصار 3 في السابع عشر من آذار عام1988 , لاستيعاب الأعداد الهائلة من المواطنين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال في محاولة فاشلة لقمع انتفاضة الفلسطينيين الأولى التي اندلعت في التاسع من ديسمبر من العام 1987 .

ويقع ذاك المعتقل في جنوب فلسطين في صحراء النقب ، في منطقة عسكرية مغلقة ، خطرة و ملاصقة للحدود المصرية ، وهو بالأساس معسكر للجيش الإسرائيلي يجرى بداخله التدريبات العسكرية.

وتم إنشاء المعتقل بداخل المعسكر ، و يخضع لإدارة الجيش العسكرية مباشرة ، وهو عبارة عن معسكر مقام على مساحة كبيرة ومقسم إلى عدة أقسام ، وفي كل قسم عدة خيام يحيطها أسلاك شائكة وسياج مرتفعة وبين كل قسم وآخر ممرات للجيش وأبراج مراقبة ويتجول الجنود بين الأقسام وهم مدججين بالسلاح ، ويتسع بأقسامه المختلفة لأكثر من عشرة آلاف معتقل .

ويتم التعامل مع المعتقل برقم يتسلمه بدلا من اسمه حتى لحظة تحرره, ويعتبر ديفيد تسيمح وهو كولونيل في سلاح الهندسة في الجيش مصمم المعتقل و قائده الأول والذي استمر في قيادته لأكثر من عامين.

ويمارس في المعتقل شتى أنواع التعذيب فالمأكل شحيح وعفن والماء عكر ومتسخ والمنام مؤلم جداً والملابس معدومة ، وقائمة الممنوعات طويلة ، بالإضافة إلى العزل التام عن العالم الخارجي .

ويعامل المعتقلون معاملة سيئة جدا مثل التفتيش العاري ، وإرهاب منظم ممثل بتدريب الجيش بين الخيام وتسليط البنادق على المعتقلين واقتحامات لأتفه الأسباب.

وترتفع درجة الحرارة صيفاً وتصل نهاراً إلى 48 درجة ، فتصل أشعة الشمس الأجساد وتحرقها ببطء ، أما في فصل الشتاء فتنخفض درجة الحرارة ليلاً لتدخل البرودة العظام ،فطبيعة الجو الصحراوي قاسي جدا .

وناضل المعتقلون كثيرا واستشهد منهم العشرات من اجل استرجاع حقوقهم الوطنية ورفضا لما يتعرضون له داخل المعتقل ومن اجل حفظ كرامتهم وحقوقهم الوطنية .

واستطاع المعتقلون أن يجعلوا من المعاناة حافزا للتطور والتقدم , فالإنسان الفلسطيني لن يخضع للذل ولن يقبل بالظلم .

وبالرغم من استشهاد ثمانين معتقلاً منذ العام 1967 وحتى ذاك التاريخ ، أما الآن فقد وصل عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 190 شهيداً ، إلا أن استشهاد المعتقلين الشوا والصمودي هو الأبرز و يعتبر الأول من حيث كيفية الاستشهاد ، فهي المرة الأولى التي يستشهد فيها معتقلين جراء إطلاق الرصاص الحي عليهم .
يشار إلى أن معتقل النقب الصحراوي تم إغلاقه عام 1996 لكن ذكرياته المريرة بقيت مفتوحه في ذاكرة كل نزلائه ، وقدر عدد نزلائه في الفترة ما بين( 1988- 1996 ) إلى قرابة مائة ألف معتقل ، فيما أعيد افتتاحه من جديد في نيسان عام 2002 ، و لذات الأهداف وفي محاولة فاشلة للقضاء على انتفاضة الفلسطينيين الثانية " انتفاضة الأقصى.